«ناسا»

بعد ثلاثة أشهر من إطلاقها في فلوريدا من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، لا تزال أمام مركبة «يوروبا كليبر» التابعة للوكالة 2.6 مليار كيلومتر لتقطعها قبل أن تصل إلى مدار كوكب المشتري في عام 2030 لالتقاط صور قريبة للقمر الجليدي يوروبا باستخدام كاميرات علمية حديثة.
وتمثل مهمة يوروبا كليبر إنجازاً مهماً في استكشاف ناسا للنظام الشمسي الخارجي. ومن المقرر أن تصل هذه المهمة الطموحة إلى كوكب المشتري في عام 2030، وتهدف إلى كشف الألغاز المحيطة بالقمر يوروبا.
ومن المتوقع أن توفر هذه الملاحظات القريبة رؤى غير مسبوقة حول السطح الجليدي للقمر والمحيط تحت سطحه وإمكانية وجود حياة عليه.
مركبة الفضاء يوروبا كليبر، زودت بكاميرات وأجهزة علمية متقدمة، لدراسة جيولوجيا يوروبا وتكوينه ووجود الماء السائل تحت قشرته الجليدية. ومن خلال تحليل سمات سطح القمر والمجال المغناطيسي، يأمل العلماء في فهم أفضل للعمليات التي تشكل المناظر الطبيعية الفريدة لأوروبا.
أحد الأهداف الرئيسية للمهمة هو تقييم إمكانية الحياة على يوروبا. يعتقد العلماء أن المحيط تحت سطح القمر، والذي يُعتقد أنه يحتوي على كمية من الماء تفوق ما تحتويه محيطات الأرض مجتمعة، قد يؤوي حياة ميكروبية. ستوفر البيانات التي تجمعها مركبة يوروبا كليبر رؤى حاسمة حول إمكانية القمر لدعم الحياة.
وجهزت المركبة يوروبا كليبر بمجموعة من الأدوات المتطورة التي ستمكن من إجراء ملاحظات تفصيلية لسطح يوروبا وما تحت سطحه. تتضمن هذه الأدوات كاميرات عالية الدقة وأجهزة قياس الطيف وأنظمة رادار اختراق الجليد، ما يسمح للعلماء برسم خرائط لخصائص القمر بوضوح غير مسبوق.
ومن بين الجوانب الأكثر إثارة في هذه المهمة ستلتقط المركبة الفضائية صوراً بدقة تصل إلى بضعة سنتيمترات لكل بكسل. وستوفر هذه الصور القريبة للعلماء معلومات مفصلة عن تضاريس القمر وتركيبة سطحه ومواقع الهبوط المحتملة للمهام المستقبلية.
البيانات التي ستجمعها مهمة يوروبا كليبر لن تعزز فهم العلماء لأوروبا فحسب، بل ستمهد الطريق أيضاً لاستكشاف القمر وغيره من العوالم الجليدية في النظام الشمسي الخارجي بالمستقبل. ومن خلال دراسة جيولوجيا يوروبا وديناميكيات المحيطات وإمكانية الحياة عليه، يأمل العلماء في اكتساب رؤى قيمة يمكن أن تفيد البعثات المستقبلية لاستكشاف هذه العوالم الغامضة.