اقتصاد / ارقام

التطبيقات الصحية تحت الاختبار .. هل تهدد خصوصية بيانات المرضى؟

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

أصبحت التطبيقات الصحية جزءًا أساسيًا من حياة ملايين الأشخاص مع التطور السريع في التكنولوجيا الطبية، حيث توفر خدمات أساسية مثل تتبع اللياقة البدنية، ومراقبة الأمراض المزمنة، إضافة إلى الاستشارات الطبية عن بُعد، وإدارة الأدوية.

 

وتراقب تلك التطبيقات عبر التقنيات القابلة للارتداء -كالساعات الذكية والخواتم الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية وما شابهها- بياناتٍ تتعلق بالجسم، مثل معدل ضربات القلب، وعدد الخطوات، والسعرات الحرارية المحروقة، وقد تسجل مسارك على طول الطريق.

 

بل إن هذه التطبيقات تتابع مواعيد نومك واستيقاظك ومستويات نشاطك البدني، وتحتفظ بجميع هذه البيانات.

 

وقد نجحت في اجتذاب اهتمام المستخدمين الذين يسعون إلى تحسين صحتهم واعتماد أسلوب حياة يقيهم من الأمراض.

 

 

ومع تزايد الاعتماد على هذه التطبيقات، تثار تساؤلات حول مدى أمانها وقدرتها على حماية بيانات المرضى من الاختراق وسوء الاستخدام.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وعلى الرغم من أن العديد من التطبيقات الصحية تدّعي حماية مستخدميها، فإن مستوى الأمان والخصوصية الذي تقدمه يختلف بشكل كبير من لآخر.

 

عوامل تؤثر على أمان التطبيقات الصحية

 

تستخدم التطبيقات الصحية الرائدة التشفير لحماية البيانات أثناء نقلها وتخزينها، ومع ذلك، تفشل بعض التطبيقات في تطبيق تشفير قوي، ما يجعلها عرضة للهجمات الإلكترونية.

 

كما تستغل بعض التطبيقات الصحية مستخدميها عبر طلب أذونات واسعة لتشارك بيانات المريض مع جهات خارجية، مثل المعلنين أو مؤسسات البحث.

 

ووجدت دراسة أُجريت عام أن أكثر من 80% من التطبيقات الصحية تشارك بيانات المستخدم مع شركات خارجية دون وعي المستخدم بشكل واضح.

 

أكثر التطبيقات الصحية تنزيلًا في يناير 2025

الترتيب

اسم التطبيق

عدد مرات التنزيل (بالألف)

1

سليبسوندز

1146.8

2

كالم

888.4

3

رايز

620.7

4

شتآي

610.8

5

بيترسليب

520.4

6

آي آم

437.6

7

هيدسبيس

365.2

 

وقد تتعرض بعض التطبيقات الصحية لهجمات سيبرانية تهدف إلى سرقة المعلومات الطبية، مثل السجلات الصحية، والتاريخ المرضي، والعلاجات الموصوفة، ما قد يؤدي إلى انتهاك خصوصية المستخدمين.

 

في حين تجمع بعض التطبيقات بيانات المستخدمين وتشاركها مع شركات التأمين أو الجهات الإعلانية دون الحصول على إذن صريح، ما قد يعرّض المرضى لاستغلال معلوماتهم في التسويق الموجه أو رفض تغطية التأمين الصحي بناءً على بياناتهم الصحية.

 

كما تختلف معايير الأمان والخصوصية من دولة لأخرى، ولا تلتزم جميع التطبيقات بالقوانين مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا أو قانون نقل وحماية المعلومات الصحية في الولايات المتحدة، مما يزيد من مخاطر تسريب المعلومات.

 

ومن العوامل التي تؤثر على أمان التطبيقات الصحية احتواء بعضها على نقاط ضعف برمجية تجعلها عرضة للاختراق، ما يمكّن القراصنة من الوصول إلى بيانات المستخدمين بسهولة.

 

وتقوم بعض التطبيقات بتخزين البيانات في مواقع غير آمنة أو على خوادم سحابية غير محمية بشكل كافٍ.

 

ووفقًا لتقرير صدر عام 2024، فإن 25% من التطبيقات الصحية تحتوي على ثغرات أمنية في التخزين السحابي، ما يجعلها عرضة للتسريب.

 

لذا يحذر خبراء الخصوصية من غياب الرقابة بشأن كيفية استخدام البيانات المتعلقة بالجسم ومشاركتها مع أطراف ثالثة.

 

كما يشيرون إلى إمكانية بيع البيانات أو فقدانها الاختراقات الأمنية، ثم استعمالها ضد المستخدمين، وأحيانًا مراقبتهم.

 

أمثلة على اختراقات التطبيقات الصحية

 

شهدت السنوات الأخيرة العديد من الاختراقات الأمنية التي استهدفت الصحة، ما أدى إلى تسريب بيانات حساسة لملايين المستخدمين.

 

 

ومن بين تلك الحوادث اختراق تطبيق ماي فيتنس بال في عام 2018 حيث تعرضت بيانات 150 مليون مستخدم للاختراق.

 

وتمكن القراصنة من سرقة أسماء المستخدمين وعناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور المشفرة، حيث جرى اكتشاف الاختراق من قبل شركة أندر آرمر، المالكة للتطبيق، واتخذت إجراءات أمنية لتعزيز الحماية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

 

كما شهد عام 2020 ثغرة أمنية خطيرة في تطبيق "بابيلون هيلث"، وهو تطبيق طبي يتيح للمستخدمين استشارات مرئية مع الأطباء، سمحت هذه الثغرة لبعض المستخدمين بمشاهدة استشارات طبية خاصة بمرضى آخرين، ما شكل انتهاكًا صارخًا للخصوصية الطبية.

 

أما مستخدمو تطبيق "فلو بريود تراكير" فقد تعرضوا لانتهاك خصوصيتهم في عام 2021 بعد مشاركة بيانات حساسة خاصة بهم مع أطراف خارجية دون إذن من قبلهم.

 

وتبين أن التطبيق شارك بيانات صحة المستخدمين مع وجوجل دون موافقة صريحة، واتخذت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية إجراءات ضد التطبيق بسبب ممارساته المضللة.

 

وفي عام 2023، تعرض تطبيق "كوري فور يو" لاختراق أدى إلى تسريب بيانات 2.3 مليون مريض بسبب خطأ في إعدادات التخزين السحابي.

 

وتضمنت البيانات المسربة سجلات طبية، وتفاصيل اتصال، ومعلومات حول العلاجات الطبية، ما زاد المخاوف بشأن مدى قدرة التطبيقات الصحية على حماية بيانات المستخدمين من الهجمات الإلكترونية.

 

وخلال العام نفسه، تعرضت منصة تحليل الحمض النووي "23 آند مي" لاختراق خطير أدى إلى تسريب معلومات جينية وسجلات أنساب للمستخدمين.

 

وشمل هذا التسريب بيانات حساسة تتعلق بالتاريخ العائلي والصفات الوراثية، ما أثار قلقًا واسعًا حول كيفية استخدام وحماية هذه المعلومات بالغة الخصوصية.

 

 

وتؤكد هذه الاختراقات الحاجة إلى تعزيز إجراءات الأمان في تطبيقات الصحة، وضمان الامتثال للوائح الخصوصية مثل اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية، وذلك لحماية معلومات المستخدمين من التهديدات السيبرانية المتزايدة.

 

بينما توفر بعض التطبيقات الصحية مستوى قويًا من الأمان، لا تزال العديد منها تحتوي على ثغرات تعرض المستخدمين للخطر.

 

وتحتاج الحكومات والشركات التقنية إلى فرض لوائح أكثر صرامة وتحسين الشفافية في التعامل مع البيانات. وحتى ذلك الحين، يجب على المستخدمين اتخاذ تدابير استباقية لحماية بياناتهم الصحية.

 

هل توجد حلول لتعزيز حماية المستخدمين؟

 

يمكن تحسين أمان التطبيقات الصحية من خلال عدة تدابير، منها استخدام التشفير القوي لحماية بيانات المرضى أثناء النقل والتخزين.

 

ويجب منح المستخدمين السيطرة على بياناتهم من خلال توفير خيارات لإدارة الأذونات ومعرفة الجهات التي يمكنها الوصول إلى المعلومات، والعمل على الالتزام بالمعايير الدولية لحماية البيانات الصحية وضمان توافق التطبيقات مع القوانين المحلية والعالمية.

 

وعلى الشركات المالكة لتلك التطبيقات إجراء اختبارات أمنية دورية لاكتشاف الثغرات الأمنية وإصلاحها قبل تعرض المستخدمين لأي مخاطر، مع توعية المستخدمين حول كيفية حماية بياناتهم الشخصية، مثل تجنب مشاركة معلومات حساسة عبر تطبيقات غير موثوقة.

 

كما تعتمد العديد من التطبيقات الصحية فقط على كلمات المرور، في حين أن تدابير الأمان الأقوى مثل المصادقة الثنائية والتحقق البيومتري تسهم في حماية بيانات المرضى في حال تبنيها من قبل تلك التطبيقات.

 

 

ومن بين وسائل حماية البيانات الشخصية، الحرص على تحديث التطبيقات الصحية على الهواتف المحمولة بانتظام للحصول على أحدث التصحيحات الأمنية.

 

وتُعد البيانات الصحية هدفًا رئيسيًا للقراصنة، ففي عام 2022، زادت الهجمات الإلكترونية على التطبيقات الصحية وقواعد البيانات بنسبة 50%، ما أدى إلى كشف بيانات المرضى في العديد من الاختراقات الأمنية.

 

ورغم الدور المهم الذي تلعبه التطبيقات الصحية في تحسين جودة الرعاية الطبية وتسهيل حياة المرضى، فإنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في حماية الخصوصية والأمان.

 

لذا، فإن تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وضمان حماية المستخدمين يتطلب تطوير سياسات أمان أكثر صرامة، بالإضافة إلى وعي المستخدمين بمخاطر مشاركة بياناتهم الصحية عبر الإنترنت.

 

في ، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح التطبيقات الصحية في كسب ثقة المستخدمين من خلال تعزيز معايير الأمان، أم أن المخاطر المتزايدة لها ستفوق المكاسب المرجوة من استخدامها؟

 

المصادر: أرقام- لوس انجلوس تايم- اندسترل سيبر- سي إن إن- ذا جارديان- واشنطن بوست- زد نت- بي بي سي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا