أكدت ماريا بيلوفاس، سفيرة جمهورية إستونيا لدى الإمارات، أن الإمارات تُعَدُّ بيئة مثالية للمواهب والأعمال والشركات الإستونية، بفضل موقعها الاستراتيجي، وبنيتها التحتية المتطورة، وسياساتها الداعمة للأعمال.وقالت السفيرة في حوار مع «الخليج»: «أصبحت دولة الإمارات منصة انطلاق للشركات الإستونية من كافة القطاعات نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أن توجّه الإمارات نحو التحول الرقمي يتماشى تماماً مع النهج التقني المتقدم الذي تتبناه إستونيا».وأضافت: «يشهد التعاون بين الدولتين توسعاً ملحوظاً في العديد من القطاعات، أبرزها الأغذية والزراعة، والتكنولوجيا النظيفة، والابتكار في الرعاية الصحية، والتكنولوجيا التعليمية، والدفاع، وغيرها من المجالات الكثيرة».وكشفت بيلوفاس أنه خلال الربع الأول من العام الجاري 2025، دخل ما يقرب من 60 شركة إستونية جديدة إلى السوق الإماراتي، حاملةً معها حلولاً وتقنيات مبتكرة في هذه المجالات.وأوضحت أن الإمارات تعد وجهة جاذبة للمواهب والشركات الإستونية، خاصة في مجالات التكنولوجيا، والأمن السيبراني، والتنقل الذكي، والحكومة الإلكترونية، والحلول الرقمية. الصادرات والواردات وفقاً لمسح أجرته «الخليج»، عبر موقع «إحصاءات إستونيا»، فقد بلغت قيمة الصادرات إلى الإمارات، بنهاية عام 2024، نحو 62.7 مليون يورو، بينما سجلت الواردات من الإمارات إلى إستونيا 35 مليون يورو.وفيما يخص الصادرات فقد استأثرت 5 قطاعات على النسبة الكبرى، وشملت 38.5% للمعدات الكهربائية، و30.7% للأجهزة الميكانيكية، 11.7% للبلاستيك ومصنوعاته، و6.7% لمستخلصات الدباغة أو الصباغة والدهانات، و5.3% لمصنوعات من الحديد والفولاذ.أما الواردات، 39% للمعدات الكهربائية، 23.9% للأجهزة الميكانيكية، 8.3% للطائرات وأجزائها، 7.1% للخشب ومصنوعاته، 3.5% للمركبات.وأشارت السفيرة إلى أن الإمارات تعد شريكاً تجارياً رئيسياً لإستونيا، حيث تحتل المرتبة السادسة والثلاثين بين أكبر أسواق التصدير لدى إستونيا على مستوى العالم في عام 2024. ازدهار التجارة قالت السفيرة: «شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في صادراتنا إلى الإمارات بنسبة نمو مزدوجة وقوية بلغت 12.7%، عام 2024، ما جعلها شريك التصدير رقم 36 عالمياً، ويُعزى ذلك إلى ازدهار قطاعات مختلفة، مثل معدات الاتصالات وآلات الطباعة، وعلى الرغم من استقرار الواردات فإن إستونيا تحافظ على ميزان تجاري صحي، ما يعكس الفرص التجارية الواعدة في المستقبل بين البلدين».وأضافت: «متحمسون لتعزيز التعاون التجاري بين إستونيا والإمارات، ويشهد هذا التعاون زخماً متزايداً، من خلال تنظيم وفود تجارية بشكل منتظم، والمشاركة الفاعلة في أبرز المعارض والفعاليات الاقتصادية؛ مثل: أسبوع جيتكس للتقنية، ومعرض جلفود للأغذية، ومعرض ومؤتمر الصحة العربي، وغيرها من المعارض والمؤتمرات الأخرى».وأوضحت أن الهيئة الإستونية لريادة الأعمال «إنتربرايز إستونيا» ترتبط بشراكات وثيقة مع غرف التجارة المحلية في دولة الإمارات لدعم هذا التوجّه،ولفتت إلى أن البلدين يعملان معاً على تبادل الخبرات، لا سيّما في مجالات التحول الرقمي، واستكشاف الفرص التجارية التي تعود بالنفع على الجانبين. تأشيرات «شنغن» في ما يخص السياحة ونمو الطلب على السفر من الإمارات إلى إستونيا، أكدت أن الطلب على زيارة إستونيا من دولة الإمارات قوي، وفي تزايد مستمر عاماً بعد عام، مؤكدة أنه من أجل الحصول على تأشيرة «شنغن» يحتاج المقيم إلى تقديم استمارة طلب مكتملة، وجواز سفر ساري المفعول، وتأمين صحي للسفر، وصورة شخصية، فضلاً عن سداد رسوم التأشيرة، وقد تختلف المتطلبات الإضافية حسب الغرض من السفر.وقالت: «نوفّر للمقيمين في دولة الإمارات قائمة موحدة للمستندات المطلوبة، وهي متاحة عبر مواقع السفارة، أو من خلال مزود الخدمة «في إف إس» VFS Global».وأضافت: «يشهد الاهتمام بإستونيا نمواً مطّرداً، خاصة من سكان الإمارات، حيث يزداد الإقبال على اكتشاف طبيعتنا الخلابة، وغاباتنا الهادئة، ومدننا التاريخية الغنية بالتراث»، لافتة إلى أن المواطنين الإماراتيين لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول إستونيا، أما المقيمون في الدولة فنحرص على تقديم خدمات التأشيرات لهم بكل احترافية وسلاسة، وفقاً للمتطلبات الرسمية.وأوضحت أن إستونيا تركز بشكل رئيسي على تعزيز التعاون بين الشركات السياحية بين البلدين.وقالت بيلوفاس: «استضفنا وفوداً من مشغلي السياحة الإماراتيين في إستونيا، لتعريفهم بجمال بلادنا، وتحفيزهم على إدراجها ضمن برامجهم السياحية، كما نسلط الضوء على مواقع التراث العالمي المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو، والطبيعة الخلابة، والتقنيات المتقدمة في قطاع الضيافة». رحلات جديدة كشفت السفيرة أن إستونيا تعمل على إطلاق رحلات جوية مباشرة بين الإمارات وتالين، إضافة إلى استكشاف فرص تطوير تجارب سياحية تلائم احتياجات السياح من المنطقة، بما في ذلك السياحة الحلال.وأكدت أن منطقة الخليج تُعتبر من الأسواق الواعدة المهمة، لتعزيز تدفق السياح إلى إستونيا طوال العام.وقالت: «الزوار من منطقة الخليج يقدّرون ما تقدّمه إستونيا من ثقافة غنية، وتجارب مبتكرة في بيئة رقمية متطورة. من المدينة القديمة في تالين، المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مروراً بالوجهات الطبيعية؛ مثل جزيرة ساريما، وصولاً إلى المطاعم الحائزة على نجوم ميشلان».وأضافت: «تقدم إستونيا تجربة سياحية متكاملة وفريدة للسياح، كما أن صغر حجم البلاد، وسهولة التنقُّل فيها، يجعلها وجهة مثالية للسائح الخليجي الباحث عن تجربة أوروبية متميزة، يمكن استكشافها خلال فترة قصيرة».