في محاولة لتفادي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجه العديد من الشركات الكبرى والصغرى إلى مواقع معتمدة من الجمارك تُعرف باسم "مناطق التجارة الحرة" و"المستودعات الجمركية"، وفقًا لما ذكرته شبكة "سي إن بي سي". ما الخطر الذي تواجهه الشركات؟تمثل هذه الرسوم تحديًا كبيرًا للشركات الأمريكية، خاصة تلك التي تعتمد على سلاسل توريد دولية. وتعد مناطق التجارة الحرة والمستودعات الجمركية مواقع تخزين وتصنيع آمنة معتمدة من قبل الجمارك الأمريكية، حيث لا تُفرض فيها رسوم جمركية أو ضرائب إنتاج على البضائع إلا عند دخولها السوق الأمريكية. اقرأ أيضاً: بما فيها الصين.. ترامب: اتفاقات الرسوم الجمركية ستُبرم مع كل الدول ما هي مناطق التجارة الحرة؟تسمح مناطق التجارة الحرة للمستوردين والمصنعين بتخزين البضائع المستوردة دون دفع أي رسوم جمركية لفترات غير محددة. ويمكن أيضًا تخزين البضائع بموجب سندات في مستودعات جمركية لمدة تصل إلى خمس سنوات من تاريخ استيرادها. ويُتيح هذا النظام للمستوردين فرصة تقليل أو إلغاء الرسوم المفروضة عند نقل البضائع إلى السوق المحلية، وهو ما يُعرف باسم "التعريفة المعكوسة". ارتفاع تكلفة الرسوم يدفع نحو التفكير الاستراتيجيقال جاكسون وود من شركة "ديكارت جلوبال تريد إنتليجنس"، إن التفكير في إنشاء منطقة تجارة حرة لم يكن مطروحًا قبل عام بسبب ارتفاع تكاليف الاستثمار، لكنه أضاف: "اليوم بدأت الشركات، بما فيها الصغيرة، في تحليل الأرقام والبحث عن الجدوى المالية. وفي ظل ارتفاع الرسوم، أصبح هذا الخيار منطقيًا أكثر من أي وقت مضى". مهلة مؤقتة قبل تطبيق الرسومأشار التقرير إلى أن هناك فترة توقف مؤقتة مدتها 90 يومًا قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة في معظم الحالات. ومع ذلك، فإن بعض الرسوم على السلع الصينية تجاوزت فعليًا نسبة 145 بالمئة. اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية كيف تعزز هذه المناطق الوضع المالي للشركات؟تأجيل دفع الرسوم الجمركية يمنح الشركات ميزة تنافسية، من خلال تقليل التكاليف وتحسين التدفق النقدي. كما يمنحها مرونة أكبر في التخطيط للعمليات التشغيلية. وأكد جيفري جيه تافيل، وهو مراقب صناعي، أن منظمته شهدت زيادة كبيرة في عضوية الشركات منذ الانتخابات الرئاسية عام 2024، حيث تسعى هذه الشركات إلى حلول ذكية للتعامل مع حالة عدم اليقين التجاري. نظرة تاريخية: صنيعة الكونجرسأنشأ الكونجرس الأمريكي مناطق التجارة الحرة في ثلاثينيات القرن الماضي بهدف دعم الاستثمار المحلي. واليوم، يدعم هذا البرنامج أكثر من 550 ألف وظيفة في جميع الولايات الخمسين وبورتوريكو، ويشمل كل القطاعات الصناعية تقريبًا. كيف تنظر الشركات الكبرى إلى هذه الاستراتيجية؟قالت تشيلسي بافونا جاردنر، المتحدثة باسم شركة "ميرسك" في أمريكا الشمالية: "أدت التعديلات الأخيرة في الرسوم الجمركية إلى زيادة الإقبال على مناطق التجارة الحرة. فالخيارات الأخرى، مثل استرداد الرسوم، لا تشمل الرسوم الجديدة التي فرضها ترامب". وأضافت: "الشركات التي كانت ترفض سابقًا فكرة مناطق التجارة الحرة أصبحت اليوم تنظر إليها كحل استراتيجي وفعّال". تغييرات في حركة الشحنتشير بيانات حديثة من آسيا إلى تراجع كبير في أوامر التصنيع وحركة السفن، ما يعكس تحولات في قرارات الشركات بشأن الشحن. بعض الشركات باتت تختار تأجيل الشحن تمامًا في ظل حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم.