بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الثالث لهذا العام، أمس الثلاثاء، بعدما ثبت الفائدة في اجتماعي يناير ومارس، على الرغم من الضغوط التي يمارسها الرئيس "دونالد ترامب" على صناع السياسة من أجل خفض تكاليف الاقتراض.. فهل يستجيبون لدعواته المتكررة اليوم؟ - بعدما خفض الفيدرالي الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال آخر 3 اجتماعات في 2024، قرر البنك المركزي الإبقاء على سياساته لبعض الوقت في ظل ثبات التضخم عند مستوى مرتفع عن الهدف البالغ 2%، وهو اتجاه لم يلق قبولًا عند الرئيس "ترامب". - دعا "ترامب" الفيدرالي إلى خفض الفائدة مرارًا وتكرارًا منذ توليه مهام منصبه في يناير، وأثيرت تكهنات أربكت الأسواق في الشهر الماضي بأنه يعتزم إقالة رئيس البنك المركزي "جيروم باول"، لكنه أكد مؤخرًا أنه لا يعتزم ذلك رغم هجومه الدائم عليه ووصفه بـ "المتأخر دائمًا" و"الخاسر الأكبر". عوائق أمام الخفض - في اجتماع مارس، أشار صناع السياسات إلى أن معدل التضخم لا يزال مرتفعًا وإلى قوة سوق العمل، وأعقب ذلك تحذيرات متكررة من مسؤولي الفيدرالي وعلى رأسهم "باول" من عدم اليقين الذي تتسبب فيه السياسات التجارية لـ "ترامب"، ومن الضغوط التضخمية المحتملة الناتجة عن التعريفات الجمركية. تضخم عنيد - أظهرت أحدث البيانات بلوغ معدل التضخم في الولايات المتحدة 2.6% خلال مارس، انخفاضًا من 3% في فبراير، لكن ذلك كان أكثر من التوقعات البالغة 2.5%، فيما أضاف الاقتصاد 177 ألف وظيفة في أبريل، انخفاضًا من 185 ألفًا في مارس، وذلك أكثر من التوقعات البالغة 135 ألفًا. ترامب يجدد دعوته - عقب صدور البيانات الأخيرة، جدد الرئيس الأمريكي دعوته للاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة، مدعيًا أن أسعار السلع آخذة في الانخفاض، وأن رئيس الفيدرالي لا يؤدي عمله على أكمل وجه. إشارات مقلقة - يأتي اجتماع الفيدرالي اليوم، بعدما أظهرت البيانات الرسمية انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى نموه بنسبة 0.4%، وهي مفاجأة غير سارة عززت توقعات دخول الاقتصاد في حالة ركود. مشهد معقد - تضيف البيانات الأخيرة مزيدًا من التعقيد إلى المشهد في الولايات المتحدة، إذ لا يزال التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيًا، وسوق العمل تضيف المزيد من الوظائف بوتيرة قوية مع بطالة ثابتة تقريبًا، فيما ينكمش الاقتصاد، ويساهم "ترامب" في تعميق حالة عدم اليقين. ماذا تتوقع الأسواق؟ - لا تتوقع الأسواق مفاجأة، وتشير أداة "فيدووتش" إلى احتمال بنسبة 97% لتثبيت الفائدة عند النطاق الحالي البالغ 4.25% و4.50% بنهاية اجتماع اليوم، مع احتمال بنسبة 3% لخفضها بمقدار 25 نقطة أساس. الخفض قد يتأخر قليلًا - تشير الأداة أيضًا إلى تثبيت الفائدة في يونيو، بعدما كانت ترجح قبل أسبوع خفضها بحلول هذا التاريخ، وإجمالًا تتوقع خفضها 3 مرات (بمقدار 25 نقطة أساس في المرة) خلال الفترة المتبقية من هذا العام. قرارك؟ - ختامًا، مع أخذ المخاطر في الاعتبار، بما في ذلك تجدد احتمالات ركود الاقتصاد بالتزامن مع ارتفاع التضخم (نسبيًا)، والضغوط المستمرة من قبل "ترامب".. ما قرارك إذا كنت عضوًا في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة؟ المصادر: أرقام