اتسمت العلاقة بين "ترامب" والصين بالتوتر والنزاع التجاري منذ ولايته الأولى، واستأنفت مع المزيد من التصعيد منذ عودته للبيت الأبيض هذا العام عبر سلسلة من الخطوات الانتقامية من كل من الجانين، لكن في النهاية نجحا في التوصل لهدنة مدتها ثلاثة أشهر تسمح بالعمل على اتفاق أوسع نطاقًا.
التبادل التجاري
أدت الحرب التجارية لانخفاض التجارة بين البلدين بصورة كبيرة هذا العام، مما أثر سلبًا على الشركات الكبيرة والصغيرة الأمريكية التي تعتمد على السلع والتصنيع وخاصة في المعادن الأرضية النادرة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
متاجر فارغة
حتى أن الرئيسان التنفيذيان لكل من "وول مارت" و"تارجت" حذرا من أن التعريفات ستؤدي إلى إفراغ رفوف متاجرهما، لكن رغم ذلك لم تكن هناك – حتى وقت قريب – سوى مؤشرات قليلة على استعداد أي من البلدين للتفاوض.
إلقاء اللوم على "بايدن"
منذ إعلان التعريفات، سعى وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" لإلقاء اللوم على إدارة "بايدن" في انهيار العلاقات مع الصين، مشيرًا إلى أنها سمحت بضمور قنوات الاتصال، وذلك رغم تشكيل مسؤولي الإدارة السابقة لجان مختلفة لمناقشة القضايا التجارية بعد الجائحة.
تسلسل أحداث الحرب التجارية بين ترامب والتنين الصيني هذا العام | ||
التاريخ |
| الحدث |
الأول من فبراير |
|
أشعل "ترامب" حربًا تجارية مع التنين الصيني، عندما وقع أمرًا تنفيذيًا لفرض تعريفات إضافية 10% على واردات الصين.
|
الرابع من فبراير |
|
لذلك اتخذت الصين خطوة انتقامية كرد فعل، وفرضت تعريفات 15% على واردات أمريكا من الفحم والغاز الطبيعي المسال، وأخرى بنسبة 10% على النفط الخام والآلات الزراعية وشاحنات البيك آب، اعتبارًا من العاشر من فبراير.
|
|
وفي خطوة تهدف تضييق الخناق على الشركات الأمريكية، فرضت الصين قيودًا على صادرات بعض المعادن الأرضية النادرة الحيوية في العديد من الصناعات.
| |
العاشر من فبراير |
|
أعلن "ترامب" تعريفات بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم من كافة الدول.
|
الرابع من مارس |
|
فرض الرئيس الأمريكي رسوم إضافية 10% على السلع الصينية.
|
|
ردت الصين بفرض تعريفات تتراوح بين 10% و15% على المنتجات الزراعية الأمريكية، تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من العاشر من مارس.
| |
السادس والعشرين من مارس |
|
أعلن "ترامب" فرض تعريفات على السيارات بنسبة 25% تدخل حيز التنفيذ في الثالث من أبريل، وعلى أجزاء السيارات في موعد أقصاه الثالث من مايو.
|
|
تصاعد حدة التوترات، إذ أعلنت أمريكا حينها عن تعريفات جمركية متبادلة على عشرات الدول بما فيها الصين.
| |
الثالث من أبريل |
|
مع دخول رسوم السيارات حيز التنفيذ، أصبحت كافة السلع الصينية تواجه تعريفات إضافية 20%، ووارداتها من الصلب والألمنيوم 25%، والسيارات 25%.
|
الرابع من أبريل |
|
فرضت الصين تعريفات 34% على كافة السلع الأمريكية اعتبارًا من العاشر من أبريل (لتصبح 34% على السلع الأمريكية، 10% على الغاز الطبيعي المسال والفحم، 15% على الخام والأدوات الزراعية، من 10% إلى 15% على كافة المنتجات الزراعية)
|
الخامس من أبريل |
|
دخل معدل التعريفة الأساسي على معظم دول العالم البالغ 10% حيز التنفيذ، لتصل الرسوم المفروضة على كافة السلع الصينية إلى 30%.
|
التاسع من أبريل |
|
فرض "ترامب" رسوم إضافية على كافة واردات الصين 84%، ليصل الإجمالي إلى 104%.
|
|
لم يدفع ذلك التصعيد الصين إلى التراجع أو التراخي، بل أعلنت تعريفات انتقامية 84% على كافة واردات أمريكا.
| |
|
ما دفع "ترامب" لمواصلة التصعيد، وقرر زيادة التعريفات إلى 145% على الأقل على كافة واردات الصين بصورة فورية.
وحتى عندما أعلن بعدها تعليق التعريفات المتبادلة المفروضة على معظم الدول لمدة 90 يومًا – مع استمرار التعريفة الأساسية البالغة 10% - استثنى منها الصين.
| |
الحادي عشر من أبريل |
|
وهو ما عزز غضب بكين، ودفعها للرد بخطوة انتقامية رفعت إجمالي التعريفات على واردات أمريكا إلى 125%.
لكنها أوضحت أنها ستتجاهل أية زيادات إضافية للرسوم الجمركية من جانب أمريكا.
|
أوائل مايو |
|
منذ ذلك الحين، استمرت الصين من خلال العديد من مسؤوليها انتقاد سياسات "ترامب" التجارية، أما عن الجانب الأمريكي، فواصل التلميح بالاستعداد لعقد مفاوضات تجارية مع بكين.
حتى تم الإعلان عن قيادة "بيسنت" لمناقشات تجارية مع الجانب الصيني في جنيف، والتي عقدت بالفعل نهاية الأسبوع الماضي.
|
الثاني عشر من مايو |
|
وبعد انتهاء أول مناقشات رسمية بين الجانبين منذ بداية ولاية "ترامب" الثانية، أعلنا في بيان مشترك صادر من جنيف، خفض أمريكا الرسوم المفروضة على السلع الصينية من 145% إلى 30% لمدة 90 يومًا.
كما أعلنت الصين خفض التعريفات على واردات أمريكا إلى 10% بدلاً من 125%.
|
محادثات جنيف
اتفقت الصين وأمركيا في سويسرا على مجموعة من النقاط إلى جانب خفض التعريفات منها استمرار الرسوم الجمركية المنفصلة البالغة 20% على السلع الصينية المتعلقة بالفنتانيل، وأضاف "بيسنت" أن المحادثات قد تؤدي لشراء الصين المزيد من المنتجات أمريكية الصنع.
هدنة 90 يومًا
خلال الهدنة التي تستمر 90 يومًا بين الطرفين، ستستمر المفاوضات التي يقودها "بيسنت" والممثل التجاري الأمريكي "جيميسون جرير"، ونائب رئيس الوزراء الصيني "هي ليفنغ"، وأكد الجانبين - بعد سلسلة من التعليقات العدائية على مدار الأشهر الماضية -على أجواء التعاون في المحادثات.
توجيهات "ترامب"
أوضح الممثل التجاري "جرير" أن "ترامب" قدم توجيهات ونصائح حول كيفية المضي قدمًا في المحادثات وتوصلنا في النهاية لنتيجة جيدة للغاية للولايات المتحدة وأيضًا بالنسبة للصين.
تجارة أكثر توازنًا
أوضح "بيسنت" أن أمريكا ترغب في تجارة أكثر توازنًا وأن كلا الجانبين ملتزمان بتحقيق ذلك، وعن الجانب الصيني، قالت وزارة التجارة في البيان المشترك أن استمرار المفاوضات سيساعد في حل القضايا التي تهم كلا البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري.
ماذا بعد الهدنة؟
أشار "بيسنت" إلى أن الرسوم الجمركية المطبقة على الصين في إدارة "ترامب" الأولى لا تزال سارية، وعندما سئل حول ما سيحدث بعد انتهاء المهلة الحالية لتجنب تصاعد التعريفات مجددًا، ألمح لوجود فرصة لتمديد الهدنة لفترة أطول، طالما أن هناك جهودًا صادقة وتفاعلاً وحوارًا بناءً.
نظرة تاريخية
في 2018، اتفق الجانبان على تعليق نزاعهما مؤقتًا بعد جولة من المفاوضات، لكن أمريكا سرعان ما تراجعت عن الاتفاق، مما أدى إلى أكثر من 18 شهرًا من فرض المزيد من التعريفات وإجراء محادثات قبل توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري في يناير2020، ولم تلتزم الصين باتفاقية الشراء مما رفع العجز التجاري بين البلدين خلال الجائحة وأشعل فتيل التوترات الحالية.
الخلاصة
رغم إيجابية الاتفاق المبدئي على الهدنة وتعزيزه للمعنويات في الأسواق لأنه مؤشر على انحسار التوترات، إلا أنه لا يمثل سوى خطوة أولى لاتفاق مفصل محتمل بين أكبر اقتصادين في العالم قد يستغرق وقتًا طويلاً، إن أمكن التوصل إليه.
المصادر: أرقام – سي إن إن – فاينانشال تايمز – وول ستريت جورنال - بلومبرج
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.