اقتصاد / صحيفة الخليج

فلورنسا.. قلب الفن الأوروبي النابض

إعداد: خنساء الزبير

ربما يحتاج الزائر الى أسابيع عدة ليتمكن من رؤية كل ما تقدمه فلورنسا؛ تلك المدينة الإيطالية التي تُجسّد عصر النهضة والحركة الفنية الإنسانية التي شهدتها أوروبا بالكامل.
وكل مبنى من كنائسها العشر يشكل معلماً سياحياً مميزاً، وبعض معالمها تعد من أشهر رموز إيطاليا؛ مثل بونتي فيكيو وتمثال ديفيد لمايكل أنجلو وقبة برونليسكي.
ولكن حتى بين هذه المجموعة الفخمة من القصور والكنائس والمتاحف والمعالم، يتفوق بعضها على غيرها.
وفلورنسا مدينة لا بد من زيارتها ليلاً عندما تكتسب المباني المغمورة بالضوء مظهراً مختلفاً بعد حلول الظلام، وتشعّ بأجواء تعود إلى عصور خلت.

 

كاتدرائية سانتا ماريا

تجمع ساحة دومو ومجموعة المباني التي تُشكل مجمع كاتدرائيتها بعضاً من أعظم الكنوز الفنية الإيطالية في مساحة صغيرة نسبياً. وأثناء التجول في الجرس والكاتدرائية ومتحفها، تتوفر فرصة مشاهدة أشهر روائع الفن والعمارة التي أبدعها أعظم فناني عصر النهضة الإيطالي: جبرتي، وبرونليسكي، ودوناتيلو، وجيوتو، ومايكل أنجلو.

ويوصى ببدء التجول حول الساحة للاستمتاع بالمناظر الخارجية الرخامية المعقدة، ثم الدخول إلى كل منها لإلقاء نظرة عن كثب على الأعمال الفنية الزجاجية الملونة التي تستقبل الزائر أينما نظر.

ساحة مايكل أنجلو


كثيراً ما يُكتب اسم ساحة مايكل أنجلو خطأً، حتى إن بعض المواد السياحية في المدينة قد تخطئ في كتابة الاسم. تُعد هذه الشرفة المطلة على المدينة محطة توقف إلزامية للحافلات السياحية، وهي المكان الذي تُلتقط منه جميع صور الكاتدرائية الرائعة. وخلال المواسم السياحية المزدحمة يكون أفضل وقت للاستمتاع بها في هدوء نسبي هو أواخر فترة ما بعد الظهر أو أوائل المساء؛ وتزداد روعة المكان عند غروب الشمس. على الرغم من إمكانية الاستمتاع بإطلالة بانورامية شاملة لمدينة فلورنسا من قبة الكاتدرائية، فإن هذا التراس وحده هو ما يتيح إدراك مدى هيمنة قبة برونليسكي على مركز المدينة. ولا يمكن لأي ارتفاع آخر أن يمنح هذه الإطلالة الشاملة للمدينة التي تشمل بونتي فيكيو، وقصر فيكيو، وسانتا كروتشي، ومعالم أخرى.

ساحة ديلا سيجنوريا ولوجيا دي لانزي


ظلت هذه الساحة الواسعة مركزاً للسلطة في فلورنسا منذ نشأتها في القرن الرابع عشر، وربما قبل ذلك؛ إذ عُثر تحت رصيفها على آثار إتروسكانية ورومانية؛ واليوم تُعد مركزاً اجتماعياً ومكاناً مفضلاً للقاءات السياح والسكان المحليين.
وفي وسطها تقع نافورة نبتون، وعلى جانبها قصر فيكيو، الذي لا يزال يضم مقر حكومة المدينة. وفي الليل يُضاء المبنى والنافورة، ما يجعل هذه المنطقة مكاناً رائعاً للاستمتاع بأمسية رائعة. وعلى الجانب الآخر من الشارع من قصر فيكيو، تنتشر سلسلة من المطاعم ذات مساحات خارجية رائعة لتناول الطعام.
وعلى جدار أوفيزي، الذي يُشكّل أحد طرفي الساحة، تقع لوجيا دي لانزي، وهي معرض منحوتات خارجي يضم العديد من القطع الفنية البارزة، أشهرها عمل بنفينوتو تشيليني الأشهر، «برساوس برأس ميدوسا». وأمام قصر فيكيو، توجد نسخة من تمثال ديفيد لمايكل أنجلو.

قصر ومعرض أوفيزي


قليلون هم من يجادلون في مكانة متحف أوفيزي الذي يعد من بين أفضل متاحف الفن في العالم. فمجموعاته مذهلة في تنوعها وجودتها، وحتى لو لم يكن الفن من اهتمامات الزائر فلا بد له من رؤية اللوحات الشهيرة المعروضة هناك.
ويتضح تغيير رسامي فلورنسا في القرنين الرابع عشر والسادس عشر لوجه الفن الغربي عندما يشاهد الزائر الانتقال من الصور البيزنطية المتكلفة إلى الشخصيات والمناظر الطبيعية الواقعية لفنانين عصر النهضة. وكان المبنى الضخم الممتد على طول النهر قصراً آخر من قصور آل ميديشي، لكنه لم يكن مقراً للإقامة، بل تم تخصيصه لإيواء مكاتب حكومية ودراسات علمية، وجزء من مجموعتهم الفنية المتنامية.
وقد صُمم أحد أجمل قاعاته، قاعة تريبونا المثمنة، خصيصاً لعرض أغلى لوحات ومجوهرات فرانشيسكو الأول دي ميديشي.

قصر فيكيو

يتردد صدى التاريخ والفن والقوة في الغرف الفخمة والمعارض الفخمة لهذا القصر الشبيه بالحصن في قلب فلورنسا. ومن هنا، حُكمت المدينة، أو الجمهورية، وكلّفت عائلة ميديشي القوية أبرز الفنانين والمهندسين المعماريين في ذلك العصر بتصميم وتزيين مكاتبهم وشققهم.
ويقع قصر فيكيو في ساحة ساحة ديلا سيجنوريا، وتوجد أمام المبنى نافورة نبتون الشهيرة، وهي أحد المعالم السياحية الرئيسية في فلورنسا.
ويوصى بالحجز ضمن الجولات الإرشادية، وهي مجانية، للتمكن من رؤية بعض الممرات السرية التي استخدمها آل ميديشي للتنقل بين الغرف.

معرض الأكاديمية


يعد تمثال ديفيد، أشهر أعمال مايكل أنجلو، ويتم عرض نسخ منه في جميع أنحاء فلورنسا، لكن توجد النسخة الأصلية داخل هذا المتحف الفني الذي يطلق عليه «معرض الأكاديمية».
وتمثال ديفيد ليس التحفة الفنية الوحيدة لمايكل أنجلو هناك؛ فمن ضمن المنحوتات المعروضة في المعرض نفسه يمكن تقريباً مشاهدة مايكل أنجلو وهو يعمل.
وتوجد كذلك لوحة القديس ماثيو لكاتدرائية فلورنسا، وهي غير مكتملة. وسيكون بإمكان الزائر وزيارة المعارض الأخرى لمشاهدة أبرز أعمال فناني فلورنسا من القرن الثالث عشر إلى السادس عشر، خاصةً إذا كان لا يخطط لزيارة مجموعات معرض أوفيزي. وتعد لوحة مادونا لساندرو بوتيتشيلي من أبرز أعماله.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا