في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها الأمراض النادرة على النظم الصحية حول العالم، تبرز شركات القطاع الخاص كلاعب رئيسي في دعم هذه الفئة من المرضى، ليس فقط من خلال توفير العلاجات الأساسية، بل أيضًا عبر بناء شراكات استراتيجية مع الحكومات وإطلاق مبادرات لتعزيز وعي المجتمع المدني والطبي بطبيعة هذه الأمراض بهدف رفع مستوى الوعي وتشجيع التشخيص المبكر، وتُعد شركة أسترازينيكا مصر إحدى أبرز الجهات التي تسعى لتحقيق العدالة الصحية لجميع المواطنين للوصول إلى أفضل النتائج.
وفي هذا الإطار، أجرى اليوم السابع حوار مع الدكتورة ثريا بيكالي، النائب الأول لرئيس منطقة أوروبا وكندا والأسواق الدولية في شركة أسترازينيكا للأمراض النادرة، لمعرفة أبرز مستجدات الأمراض النادرة ، وإلى نص الحوار..
1. في البداية، كيف تصفين موقع شركة أسترازينيكا العالمية في قطاع الرعاية الصحية، وما أبرز جهودها الدولية؟
تضع أسترازينيكا المرضى في صميم أولوياتها، ويظهر ذلك من خلال توسعها في تقديم حلول مبتكرة لمرضى الأمراض النادرة، حيث تمتلك الشركة وحدة متخصصة في هذا المجال تعمل حاليًا في 70 دولة حول العالم، ونتطلع إلى الوصول إلى 100 دولة بحلول عام 2030.
هذا التوسع لا يمثل دليلًا على النمو الذي نقوم به فقط، بل يعكس التزامنا الراسخ بتحسين جودة الرعاية الصحية والتعليم الطبي على مستوى العالم، مع الاستفادة من أحدث التقنيات الطبية للوصول إلى نتائج صحية أكثر عدالة وإنصافًا، سواء كان ذلك للفئات التي تضم عددًا كبيرًا من المرضى، أو المرضى من ذوي الحالات النادرة.
2. ما دور أسترازينيكا في دعم السياسات الصحية الخاصة بمرضى الأمراض النادرة على المستويين المحلي والعالمي؟
تلتزم أسترازينيكا بدعم وتطوير السياسات الصحية التي تعزز الرعاية المقدمة لمرضى الأمراض النادرة، وذلك من خلال تعزيز خبراتها في الحلول الطبية المتطورة، والدعوة لاعتماد سياسات وطنية تُيسّر الوصول إلى العلاجات الحديثة، وتُعزز آليات التشخيص المبكر. كما نعمل بشكل وثيق مع الحكومات والمؤسسات الصحية الدولية لخلق بيئة تنظيمية داعمة تُمكّن المرضى من الحصول على الرعاية التي يحتاجونها.
وبالنسبة لنا، فإن المرضى هم المحور الأساسي لتقييمنا لمدى فاعلية جهودنا، ولهذا السبب، نشعر بالحماس تجاه اعتماد قضية الأمراض النادرة على جدول أعمال منظمة الصحة العالمية في مايو الجاري، وذلك ضمن الجهود الدولية، بمشاركة مصر وإسبانيا، التي استهدفت اعتبار الأمراض النادرة من أولويات الصحة العامة العالمية والتزام المجتمع الدولي بتحسين رعاية هذه الفئة من المرضى.
أرى دور أسترازينيكا في هذا الإطار ليس مجرد تقديم الدعم لتلك الجهود، بل أن نصبح شريكًا فعالًا في تحويل تلك الطموحات إلى واقع ملموس، والعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا لإحداث تغيير مؤثر في منظومة الأمراض النادرة.
3. ما أبرز التحديات التي تواجه مرضى الأمراض النادرة؟
الأمراض النادرة تمثل تحديًا عالميًا كبيرًا، فهناك أكثر من 10,000 مرض نادر مُعترف به دوليًا، ولكن 59% من هذه الأمراض لا تتوفر لها علاجات معتمدة، وهو ما يتطلب المزيد من الجهود لرعاية تلك الحالات.١
ومن أبرز التحديات التي يواجهها المرضى هو نقص الوعي العام، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص،٢ ومع ذلك، بدأنا نلحظ مبادرات متزايدة تهدف إلى نشر الوعي بين الأطباء والمجتمع، مما يساهم في تسريع عملية التشخيص وزيادة معدلات الشفاء. ونؤمن بأن تحسين حياة هؤلاء المرضى يتطلب نهجًا متكاملًا مصمم خصيصًا يجمع بين جهود الحكومات والمؤسسات الصحية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
4. كيف يمكن بناء شراكات فعالة بين الحكومات والقطاع الخاص لدعم مرضى الأمراض النادرة؟
الشراكات بين القطاعين العام والخاص ضرورية لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمراض النادرة، والتي تؤثر على أكثر من 400 مليون شخص حول العالم. ١ أحد أهم جوانب هذه الشراكات يتمثل في تعزيز الوعي، حيث يضطر العديد من المرضى للانتظار لسنوات قبل الوصول إلى تشخيص دقيق، كما أن العلاجات المتاحة لا تغطي سوى 10% من الأمراض النادرة.١
لذلك، فإن بناء منظومة رعاية صحية مستدامة ومتكاملة تُعنى بكامل رحلة المريض من التشخيص وحتى المتابعة العلاجية يُعد أمرًا جوهريًا، ويعكس جاهزية النظم الصحية لتلبية الاحتياجات الفريدة للمرضى وأسرهم.
كما تُعد البرامج المشتركة مثل التدريب المهني للأطباء والكوادر الصحية عنصرًا رئيسيًا لتحسين جودة الرعاية وتعزيز البنية التحتية للقطاع الصحي، كما تعمل أسترازينيكا في بعض الدول وبالتعاون مع الشركاء الصحيين على تأسيس مراكز تميز تعالج الفجوات في مسار الرعاية، هذا النهج يتجسد بوضوح في أسترازينيكا مصر، حيث أطلقت الشركة عددًا من المبادرات بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، تهدف إلى تطوير مهارات مقدمي الخدمات الصحية ورفع كفاءة المنظومة العلاجية.
5. حدثينا عن أبرز أوجه التعاون بين أسترازينيكا ووزارة الصحة المصرية، وكيف تساهم هذه الشراكات في تحسين الرعاية لمرضى الأمراض النادرة؟
خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، وقّعت أسترازينيكا مصر خطاب نوايا مع وزارة الصحة والسكان، بهدف تطوير منظومة وطنية متكاملة لتشخيص المرضى المشتبه في إصابتهم بأمراض وراثية، مناعية، أو سرطانية، من خلال توطين الاختبارات الجينية الجزيئية المتقدمة.
هذا التعاون سيسهم في تسريع التشخيص، وتوفير حلول شخصية دقيقة، وتقليل الحاجة لإرسال العينات إلى الخارج، ويساعد على تعزيز البنية التحتية الخاصة بإجراء البحوث الطبية، ويدعم تطوير قدرات مقدمي الرعاية الصحية على مستوى الدولة، كما يدعم جهود البحث والتطوير في هذا المجال، ويؤسس لمستقبل صحي أكثر استدامة وإنصافًا، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
6. أشرتم إلى أهمية الفحص المبكر في تشخيص الأمراض النادرة، فما أبرز جهود أسترازينيكا في هذا الجانب؟
تُكثف أسترازينيكا جهودها لدعم مبادرات التوعية بأهمية التشخيص المبكر، وتسعى إلى توفير تقنيات حديثة وموارد متقدمة تُسرّع من الوصول إلى التشخيص الدقيق،٣ مما يعزّز فرص التحسّن.كما تستثمر الشركة في تدريب الفرق الطبية على أحدث طرق التشخيص وتعمل على رفع مستوى الوعي المجتمعي بشأن هذه الأمراض، مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المرضى وعائلاتهم، وأطلقت الشركة حملة "حكايات نادرة"، والتي تسلط الضوء على تجارب المرضى وتحسين جودة حياتهم. ومن خلال هذه المبادرات المتكاملة، تواصل أسترازينيكا مصر دورها الريادي في دعم منظومة الرعاية الصحية، وتحسين حياة مرضى الأمراض النادرة، والارتقاء بجودة الخدمات الطبية المقدمة لهم.
ومع ذلك، فبالتأكيد لا يمكننا تحقيق تقدم فعّال بشكل منفرد، فتعزيز العدالة داخل منظومة الرعاية الصحية للمصابين بالأمراض النادرة يستدعي تعاوناً شاملاً، وتكاملاً بين جميع الأطراف الفاعلة في القطاع الصحي، وفي ظل استمرار هذه الحاجة الملحّة، نؤكد التزامنا بالعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا لسد هذه الفجوة وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الرعاية المقدّمة لهؤلاء المرضى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.