قالت وكالة «بلومبيرغ» إنه على الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، أثبتت دولة الإمارات مرة أخرى قدرتها الفريدة على الحفاظ على الاستقرار وجاذبيتها الاستثمارية، حيث واصلت مراكز المال في دبي وأبوظبي نشاطها بشكل طبيعي فيما أغلقت المجالات الجوية في عموم المنطقة. وصرح أحد التنفيذيين في أحد صناديق الثروة السيادية في أبوظبي بأن العمل الاستثماري مستمر كالمعتاد، وأن الاجتماعات مع شركاء دوليين لم تتأثر، بل تم تشجيعهم على زيارة الدولة. وفي دبي، أبدى المصرفيون تفاؤلهم بأن الإمارات ستتجاوز هذه المرحلة دون تداعيات اقتصادية تُذكر. نمو مؤشرات الأسهم وفي الأسواق المالية، لم تكتف مؤشرات دبي وأبوظبي بتعويض الخسائر التي تزامنت مع الضربات الأولى بين إسرائيل وإيران، بل سجّلت ارتفاعات قياسية جديدة. فقد ارتفع مؤشر دبي بنسبة تقارب 3% عن مستوياته قبل التصعيد (حتى جلسة الثلاثاء)، محققاً أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، بينما أضاف مؤشر أبوظبي أكثر من 1% ليصل لأعلى مستوى له منذ يناير. هذا الأداء تجاوز مؤشرات الأسواق العالمية مثل «إم إس سي آي لجميع الدول» «MSCI ACWI»، ما يعكس ثقة المستثمرين بالاقتصاد الإماراتي. تدفقات متواصلة من رأس المال ومن جهتها، أكدت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، أن «الوضع لا يزال آمناً، والاقتصاد الإماراتي يتمتع بأسس قوية، وبرامج التطوير الحكومي تبقى جاذبة، ونتوقع تدفقات متواصلة في رأس المال والسكان على المدى المتوسط». وقد ساهمت السياسات المرنة في منح التأشيرات، والضرائب المنخفضة، والموقع الجغرافي المثالي للإمارات بين الشرق والغرب في استقطاب أصحاب الثروات العالمية والبنوك الكبرى وصناديق التحوط، خاصة إلى دبي التي شهدت أسعار العقارات فيها ارتفاعاً بنسبة 70% خلال السنوات الأربعة الماضية، بدعم من المشترين الدوليين. وفي قطاع الطيران، رغم تجنب بعض شركات الطيران العالمية مؤقتاً التحليق فوق المجال الجوي للمنطقة، فإن حركة الأعمال لم تتوقف، حيث يمثل الطيران نحو 27% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي، ويُساهم بما يقارب 40 مليار دولار في اقتصادها، حسب تقرير سابق من شركة «طيران الإمارات». السوق العقاري وفي إشارة إلى تماسك السوق العقاري، قال مايلز بوش، رئيس شركة «فينكس هومز» العقارية: «شهدنا تباطؤاً طفيفا لمدة 48 ساعة فقط، لكن سرعان ما عادت الثقة والشراء إلى سابق عهدهما». وأكد عدد من المصرفيين والمستشارين الماليين في دبي وأبوظبي أن الصفقات مستمرة ولا توجد أي مؤشرات على خروج رؤوس الأموال أو تراجع الأنشطة. وبحسب تقرير «بلومبيرغ»، تؤكد هذه المعطيات أن الإمارات تواصل تعزيز مكانتها العالمية كوجهة آمنة ومرنة للاستثمار والعمل، رغم التحديات المتغيرة في المنطقة، بفضل قدرتها على احتواء الأزمات بسرعة وحكمة، ودورها الفاعل خلف الكواليس في تعزيز الاستقرار.