هزت الركائز الأساسية لأجندة "ترامب" الاقتصادية الثقة في الدولار الأمريكي وتدفع المستثمرين بعيدًا عن العملة الخضراء، وتهدد مكانتها كأكثر العملات استخدامًا في التجارة العالمية، مما آثار تساؤلات حول مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية رئيسية؟ وهل هذا يفسح ذلك المجال لعملات بديلة؟
تراجع قيمة الدولار
بلغت قيمة مؤشر الدولار يوم تنصيب "ترامب" في العشرين من يناير 109.35 نقطة، وبحلول "يوم التحرير" الذي شهد فرض التعريفات المتبادلة في الثاني من أبريل بلغت القيمة 103.81 نقطة، ثم واصل التراجع حتى تداول أعلى 97 نقطة وقت كتابة التقرير في الثلاثين من يونيو، لتصل خسائره المسجلة منذ بداية العام إلى أكثر من 10%.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
سياسات عكس الأمنيات
أوضح "ترامب" أنه يرغب في الحفاظ على الدور الدولي للدولار، لكن مع توليه رئاسة البلاد فرض سلسلة من التعريفات الجمركية على الواردات أضرت بالعديد من شركاء البلاد التجاريين، ورغم تعليق أغلب تلك التعريفات مؤقتًا مع الحفاظ على حد أدنى نسبته 10%، إلا أن ذلك آثار حالة من عدم اليقين.
عوامل متضافرة
تضافرت عدة عوامل لتقويض ثقة المستثمرين في الدولار منها المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم بسبب الرسوم الجمركية، إلى جانب تزايد القلق بشأن السياسة المالية الأمريكية خاصة بعد خفض "موديز" تصنيفها الائتماني الأعلى للبلاد، ومخاوف من زيادة قانون ضرائب "ترامب" لاحتياجات التمويل.
استقلالية الفيدرالي
إلى جانب المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي وسط الانتقادات المتكررة التي يوجهها "ترامب" لرئيس البنك "باول"، لذا ترى "كابيتال إيكونومكس" أن الدولار عند مفترق طرق، وإذا لم ينتعش قريبًا، فعلى المستثمرين الاستعداد للمزيد من الضعف مستقبلاً مع سعي الأجانب للتحوط من تعرضهم للعملة.
الأصول الاحتياطية
في ظل حالة عدم اليقين والتوترات الجيوسياسية، تفوق الذهب على اليورو كثاني أهم الأصول الاحتياطية لدى البنوك المركزية حول العالم، وشكل المعدن الأصفر 20% من الاحتياطات الرسمية العالمية في 2024 متفوقًا على العملة الأوروبية الموحدة البالغة حصتها 16%، في حين ظل الدولار الأول بحصة 46%، حسب بيانات المركزي الأوروبي.
إفساح المجال لعملات أخرى
قد يفيد ضعف الدولار عملات أخرى مثل اليورو واليوان الصيني، لكن رغم القلق من أن الدولار يفقد مكانته كملاذ آمن في عهد "ترامب"، إلا أنه لا يوجد مرشحون بارزون للإحلال محله لأن كافة العملات الرئيسية الأخرى تعاني من مشكلات، وبالتالي فإن التدفقات الخارجة من العملة الأمريكية عادة ما تتلاشى في مرحلة ما.
تحديات
تراجعت مكانة اليورو العالمية بعد الأزمة المالية والصدمات السياسية والاقتصادية في مختلف أنحاء أوروبا، أما اليابان فلديها مشكلات منها تقلص عدد السكان، ومن غير المرجح أن يصبح اليوان عملة احتياطية في أي وقت قريب، نظرًا لضوابط رأس المال الصارمة التي تفرضها حكومتها على استخدام عملتها.
هل سياسات "ترامب" تفسح المجال أمام عملات أخرى لتحدي هيمنة العملة الأمريكية؟ | ||
المسؤول |
| التوضيح |
مورجان ستانلي |
|
توقع البنك في بداية يونيو تراجع الدولار لمستويات لم يشهدها منذ جائحة "كوفيد-19" بحلول منتصف العام المقبل.
وأدرج اليورو والين ضمن أكبر الرابحين من انخفاض الدولار إلى جانب الفرنك السويسري.
|
صمويل زيف رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي العالمية لدى "جيه بي مورجان"
|
| يرى أنه لا توجد عملة أو أصل آخر يضاهي الدولار من حيث دوره في احتياطات النقد الأجنبي وتسوية التجارة الدولية وتداول الأسواق المالية. |
"لاجارد" رئيسة المركزي الأوروبي |
|
دعت "لاجارد" لتعزيز مكانة اليورو العالمية، واغتنام الفرصة مع تقويض سياسات "ترامب" للثقة في الدولار.
|
"فيليب ليغران" الزميل في المعهد الأوروبي بكلية لندن للاقتصاد |
|
أوضح أن تصرفات "ترامب" خلقت فرصة غير مسبوقة للاتحاد الأوروبي، عن طريق دفع المستثمرين للبحث عن بدائل آمنة للسندات الأمريكية، وأن إصدار السندات الأوروبية المقومة باليورو بصورة كبيرة يعزز اقتصاد المنطقة وأمنها واستقلاليتها في صنع السياسات.
|
"هيلين ري" من كلية لندن للأعمال |
|
ترى أن على منطقة اليورو اغتنام الفرصة الحالية لرفع مكانة اليورو الدولية، وانتزاع بعض الامتياز الذي تمتعت به الولايات المتحدة لفترة طويلة، ويبدو أن "ترامب" يبدده الآن.
|
ديانا تشويليفا" الباحثة في الاقتصاد الصيني بمعهد سياسات آسيا |
|
الرسوم المتبادلة التي فرضها "ترامب" على الحلفاء والخصوم على حد سواء تمثل خطوة إضافية في عملية تقليص دور الدولار كعملة احتياطية عالمية.
وأن وضع الدولار يتعرض للتهديد بسبب إحجام الدول الأخرى منها الصين عن الاعتماد الكامل على العملة الأمريكية، إلى جانب تنامي دور العملات الرقمية والمستقرة وأنظمة الدفع العالمية البديلة وسوء الإدارة الاقتصادية في واشنطن.
|
أقوال لا أفعال
رغم ادعاء "ترامب" وفريقه دعمهم لقوة الدولار، إلا أنهم لا يبذلون جهدًا لوقف تراجعه، وهو ما يعزز الشعور بأن الإدارة ترغب في استمرار تراجع قيمة العملة المحلية لدعم قطاع التصنيع.
اللعب بالنار
وهو ما دفع "ميلر" المستشار لدى "جي إس إف إم" في أستراليا للحديث عن أن "ترامب" يلعب بالنار، وفسر ذلك بأن التراجع التدريجي وغير المؤلم للعملة يمكن أن يتحول سريعًا إلى هزيمة نكراء في بلد يعتمد على التمويل الخارجي مثل الولايات المتحدة، مضيفًا: أنت تعتمد بصورة كبيرة على المستثمرين الأجانب.
الخلاصة
رغم التزام "ترامب" بالحفاظ على هيمنة الدولار العالمية وتهديده بمعاقبة الدول التي تسعى إلى بدائل للعملة الأمريكية، إلا أن سياساته تعمل في اتجاه معاكس يقوض قيمة العملة والثقة بها، فمن وجهة نظرك هل يفسح ذلك المجال أمام عملات أخرى بديلة؟
المصادر: أرقام - بروجكت سينديكيت – بلومبرج – مورنينج ستار- ماركت ووتش – ساوث تشاينا مورنينج بوست – يو إس نيوز
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.