اقتصاد / صحيفة الخليج

الإقامة الطويلة تتحول إلى خيار مفضّل لنزلاء فنادق

يشهد الإقبال على الإقامات الفندقية الطويلة الأمد في نمواً يصل من 30% إلى 40% خلال العام الجاري مقارنة بعام 2024، في مؤشر على تحوّل الفنادق من مجرد محطة قصيرة للسياح إلى بديل سكني عملي وجاذب لشرائح واسعة من السكان.

أكد مسؤولون في القطاع وخبراء لـ«الخليج» أن بعض الفنادق طرحت عروضاً للإقامة الشهرية تبدأ من 6 آلاف درهم، لافتين إلى أن هذا التحول، المدعوم بخدمات متكاملة كالتنظيف، الصيانة، الأمن، الترفيه والإنترنت، يعكس تنامي الطلب على نمط « المقيمة»، خصوصاً مع تسهيلات العمل عن بعد، وتصنيف الدولة كواحدة من أفضل الوجهات عالمياً للموظفين الرقميين. وأشاروا إلى أنه لوحظ اهتمام متزايد بهذا النوع من قبل المقيمين الجدد، الموظفين بعقود قصيرة، العائلات المتنقلة، محترفي العمل عن بُعد، ورواد الأعمال. موضحين أن ما زاد من هذا النمو هو تسهيلات العمل عن بعد، إلى جانب تصنيف الإمارات كإحدى أفضل الوجهات عالمياً للموظفين الرقميين. إضافة إلى أن أغلبية النزلاء باتوا يتجهون إلى خيارات مرنة توفر الراحة، دون الحاجة إلى عقود طويلة المدة أو تكاليف تأثيث.

وقال هؤلاء: «إن الإقامات الطويلة تسهم في تعزيز استقرار نسب الإشغال الفندقي، خاصة في الفترات الهادئة من السنة». وأشاروا إلى أن نزلاء الإقامات الطويلة يميلون إلى إنفاق أكبر على الخدمات مثل المطاعم والغسل، ما يعزز العوائد الكلية للفندق.

نمو متزايد

تشير سهى متولي، المدير العام لفندق «تايم أوك هوتيل آند سويتس»، إلى أن نسبة الإقبال على الإقامات الفندقية الطويلة شهدت نمواً بنحو 30% مقارنة بالعام الماضي. لافتة إلى أن هذه الحجوزات طويلة المدة تمثل 40% من إجمالي الحجوزات الفندقية.

وأضافت قائلة: «لوحظ اهتمام متزايد بهذا النوع من قبل المقيمين الجدد، الموظفين بعقود قصيرة، العائلات المتنقلة، محترفي العمل عن بُعد، ورواد الأعمال الباحثين.

وذكرت أن هذا النمو يأتي بدعم من عوامل مثل انتشار العمل عن بُعد، وزيادة مرونة أنماط الحياة والسفر، إضافة إلى البنية التحتية المتقدمة وشبكة الفنادق والخدمات التي تجعل من السكن الفندقي طويل الأمد خياراً جذاباً.

وتابعت: «الإقامات الطويلة باتت تشكّل قاعدة ثابتة من الضيوف الدائمين، حيث تسهم في استقرار نسب الإشغال، خاصة خلال الفترات الهادئة، ما يضمن تدفقاً مالياً مستمراً. نحن نراعي أن المقيمين الجدد يفضّلون حلاً جاهزاً وسريعاً دون تعقيد لتسريع انتقالهم. كما نوفر احتياجات العاملين عن بُعد، وأصحاب المشاريع القصيرة، إضافة إلى مطابخ للعائلات المتنقلة والغرف العائلية، وتنظيف فندقي يومي لهم».

باقات وخيارات

وقالت سهى متولي: «إن الباقات المرنة والعروض أسهمت في زيادة هذا النمو، لافتة إلى أن «تايم أوك هوتيل آند سويتس» يقدم باقات شهرية صُممت لتلبية احتياجات المقيمين لفترات طويلة، تشمل خصومات، وخدمات تنظيف، ومزايا في المطعم، إلى جانب استخدام مجاني للنادي الصحي والمسبح، ومواقف وخدمة إنترنت سريعة». وأشارت إلى أنه يتيح خيارات إقامة متعددة تشمل أجنحة وغرفاً عائلية مزودة بمطابخ صغيرة، لتوفير بيئة سكنية عملية ومريحة.

وأضافت: «الأسعار تختلف وفق خيارات المقيم وعدد الغرف والفترة التي يختارها، لكن ما يشجّع على هذا النوع من الإقامة هو أن السعر يشمل الكهرباء، الإنترنت، التنظيف، خدمات الفندق. كما يتم تعزيز تجربة الضيف عبر خدمات ذكية مثل إلكتروني لطلب الخدمات، وتوفير بيئة هادئة بمستوى عالٍ من الخصوصية، فضلاً عن مساحات للعمل داخل الغرف وخيارات ترفيهية».

سياسات مدروسة

أشارت متولي إلى أن الفندق يخصص عدداً من الأجنحة والطوابق لتناسب احتياجات المقيمين لفترات طويلة، مع تجهيزات إضافية تشمل مطابخ متكاملة ومساحات معيشة رحبة وخدمات مصممة خصيصاً. لافتة إلى أن هذه التهيئة تضمن راحة أكبر وجودة عالية للتجربة اليومية.

وقالت: «يتم توزيع الغرف بشكل مدروس وفق نمط إقامة الضيوف، وتُطبّق سياسات واضحة للاستخدام المشترك للمرافق بما يراعي الخصوصية ويعزز الراحة. نسعى لتوفير تجربة ضيافة متكاملة تُراعي تنوع النزلاء، وتضمن لهم إقامة مميزة سواء كانت قصيرة أو ممتدة».

تعزيز الإشغال

من جانبه، قال توماس كوريان، مدير فندق «ليفا دبي»: «إن عدة فنادق توفر باقات إقامة طويلة الأمد تشمل عروضاً شهرية مرنة، تلبيةً لاحتياجات الضيوف من رجال الأعمال والرحالة الرقميين والعائلات، حيث إن الإقبال على هذا النوع من الإقامات شهد نمواً لافتاً في الفترة الأخيرة».

وتابع بالقول: «نقدّم حالياً عروضاً للإقامات الطويلة، بأسعار تبدأ من 6 آلاف درهم شهرياً، لمواكبة إقبال الضيوف الباحثين عن إقامة طويلة، سواء لأغراض العمل أو الترفيه. هذه الإقامات تسهم بشكل مباشر في تعزيز الإيرادات واستقرار معدلات الإشغال، إلى جانب تقليص التكاليف التشغيلية الناتجة عن تكرار إجراءات الدخول والخروج والتنظيف. لاحظنا أن نزلاء الإقامات الطويلة يميلون إلى إنفاق أكبر على الخدمات مثل المطاعم والغسل، ما يعزز العوائد الكلية للفندق».

نوعية الضيوف

وأشار كوريان إلى أنه لم يطرأ تغيير كبير على نوعية الضيوف، إذ لا تزال الأغلبية من فئة المهنيين والعملاء من قطاع الشركات الذين يقيمون لأغراض العمل أو المشاريع المؤقتة أو الانتقال الوظيفي، تشكّل محور تركيز دائماً للفندق. وتابع: «في الوقت نفسه، يستقطب الفندق العائلات والمسافرين للترفيه خلال المواسم، لكن النزلاء من الشركات يبقون الشريحة الأهم. نحن في ليفا طوّرنا مجموعة من الخدمات المصممة خصيصاً لهذه الفئة، تشمل تنظيفاً مرناً، وخيارات تسجيل وصول ومغادرة قابلة للتعديل، فضلاً عن تخصيص فريق دعم لتلبية احتياجاتهم. كما تم تجهيز الغرف بشكل عملي يتضمن مطبخاً صغيراً».

مرحلة مؤقتة

يرى الخبير السياحي سعود الدرمكي أن الإقامات الطويلة في الفنادق سجلت نمواً يصل إلى 40% مقارنة بالعام الماضي. لافتاً الى أنها تشهد إقبالاً متزايداً من شرائح متنوعة، من بينها العائلات، ورواد الأعمال، والموظفون الجدد، إلى جانب المقيمين الذين يمرّون بمرحلة انتقالية مؤقتة تمتد بين شهر إلى أربعة أشهر، قبل انتقالهم إلى سكن دائم.

وأضاف قائلاً: «يجب التمييز بين الشقق الفندقية والفنادق التقليدية، حيث إن الشقق الفندقية تتيح أسعاراً أكثر مرونة، وتُناسب الإقامات التي تمتد حتى عام كامل، في حين أن الإقامة في الفنادق غالباً ما تكون مؤقتة لا تتجاوز 4 أشهر، نظراً لارتفاع تكاليف التشغيل فيها، وهو ما يجعلها أعلى تكلفة مقارنة بالشقق الفندقية. إلا أنه لوحظ نمو لافت لهذا النوع في الفنادق بمعدل إقامة ضمن النطاق المذكور».

خدمات شاملة

وأشار الدرمكي إلى أن سبب اختيار البعض للإقامات الطويلة في الفنادق هو شمولها لإيجار شهري متكامل يغطي خدمات مثل الكهرباء، الإنترنت، التنظيف، الصيانة، وأحياناً الإفطار، ما يجعلها خياراً عملياً ومريحاً، خاصة لأولئك الذين لا يرغبون في الالتزام بعقود طويلة أو تحمل تكاليف التأثيث والإعداد.

ويختتم بالقول إن تصنيف الإمارات كوجهة مفضلة للموظفين الرقميين، إلى جانب النمو السكاني المستمر، والتوقعات باستقطاب نحو 17.3 مليون سائح إضافي بحلول عام 2029، يعزّز من مكانة الإقامات الفندقية الطويلة كحل مستدام ونموذج حديث لما يمكن وصفه بـ«السياحة المقيمة»، التي لم تعد مجرد خيار مؤقت بل أصبحت جزءاً من تحولات نمط المعيشة والعمل في الدولة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا