اقتصاد / صحيفة الخليج

تأخير مواعيد تأشيرات الـ «شنغن» يربك الإجازات الصيفية للمقيمين

في ذروة الموسم السياحي لصيف 2025، يواجه آلاف المقيمين في دولة صعوبات في الحصول على مواعيد، للتقدم على تأشيرات «شنغن»، حيث باتت المواعيد شبه معدومة، ما يعطّل خطط السفر ويكبّدهم خسائر مالية. وأشار مديرو وكالات سفر ل«الخليج»، إلى أن كل المتقدمين في يوليو/ تموز الجاري، لم يحصلوا على مواعيد، وأن نحو 70% لم يحالفهم الحظ منذ يونيو/ حزيران في الحصول على موعد، لافتين إلى أن ندرة المواعيد هذه تتكرر مع بداية كل موسم صيف، وأن ندرة المواعيد، خلال الموسم الحالي، تمتد حتى مطلع سبتمبر/ أيلول القادم 2025.

يقول مديرو وكالات السفر إن ما يفاقم المشكلة، هو بطء التحول الرقمي في بعض القنصليات ونقص أعداد موظفيها، إضافة إلى الارتفاع الكبير في الطلب على السفر بعد جائحة ، إلى جانب توجّه كثير من العائلات لقضاء العطلة الصيفية، لتعويض سنوات الحرمان من السفر الجائحة. ولفت هؤلاء إلى أن الطلب هذا العام استثنائي، ويعود إلى التعافي الاقتصادي، وزيادة القدرة الشرائية للمقيمين. مشيرين إلى أن نحو 30% من حجوزات السفر إلى دول «شنغن» يتم إلغاؤها أو تأجيلها، وأن شريحة واسعة بدأت بتغيير خططها إلى وجهات بديلة.

وأضاف هؤلاء: إن أبرز الدول التي تشهد ازدحاماً في التقدّم لزيارتها هي فرنسا، إيطاليا، وألمانيا. لافتين إلى صعوبة الحصول على مواعيد قريبة فيها.

وكشفت مواقع سفر أوروبية، أنه خلال 2024، كانت بولندا الأعلى معدل موافقة لطلبات مقيمي الإمارات بنحو 85%، وكانت الدولة الأكثر رفضاً كرواتيا 53%، كما أشارت هذه المواقع إلى إن عدة دول مثل سويسرا وفرنسا، بدأت مؤخراً في اعتماد أنظمة إلكترونية جديدة في معالجة الطلبات.

أزمة متكررة

قال شريف الفرم، المدير التنفيذي لشركة «شريف هاوس» للسفر، إن ندرة مواعيد تأشيرات «شنغن» ليست جديدة، بل تتكرر مع بداية موسم الصيف، مشيراً إلى أن التأخير هذا العام، يمتد حتى مطلع سبتمبر، ما يعطّل خطط الكثير من المسافرين.

وأضاف: «ما يحدث لا يمكن تبريره فقط بزيادة أعداد المتقدمين. الأسباب تنظيمية بحتة، وتتعلق بنقص الموظفين في القنصليات، وبطء التقنية الرقمية واعتماد الأنظمة التقليدية، ما يؤكد كلامي بأن المشكلة تقنية، هو نموذج دبي، حيث تتعامل مع أكثر من 100 جنسية، وتمنح التأشيرة خلال يومين أو ثلاثة فقط رغم الإقبال الكبير. هذا ما ينبغي على دول «شنغن» أن تستثمر فيه. التحول الرقمي هو الحل».

أسباب متداخلة

قال هيثم الحاج علي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «دبي لينك» السياحية، إن فترة الانتظار للحصول على موعد «شنغن»، تتراوح بين 6 إلى 12 أسبوع في معظم القنصليات في الإمارات، لافتاً إلى أنه وفقاً لبيانات منصة GTE التابعة للمجموعة، فإن غالبية المتقدمين في يوليو الجاري، لم يحصلوا على مواعيد، وأن نحو 70% من المتقدمين منذ يونيو الماضي لم يحالفهم الحظ أيضاً.

وتابع: «أسباب ندرة المواعيد هذه ارتفاع الطلب على السفر، بعد جائحة كورونا، إلى جانب نقص عدد الموظفين في بعض القنصليات، إضافة إلى اعتماد أنظمة حجز إلكتروني تسهم أحياناً في إبطاء العمليات».

وأشار إلى أن المستوى الاستثنائي من الطلب هذا الموسم سببه التعافي الاقتصادي، ورغبة شريحة واسعة من المسافرين في السفر، بعد جائحة كورونا، ناصحاً العملاء بالتخطيط المسبق، والتقدم بطلبات التأشيرة قبل موعد السفر بثلاثة أشهر على الأقل.

خسائر مالية

قال أكرم محمد، الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»، إن الوقت الفعلي لحجز طلب تأشيرة حالياً يتجاوز 6 أسابيع، ويزيد حسب الدولة، لافتاً إلى أن الضغط تضاعف، مقارنة بصيف 2024.

وتابع: «هذه التأخيرات تسبّبت في خسائر مالية للمسافرين، حيث يضطر الكثير لإلغاء تذاكر وفنادق حجزوها مسبقاً، في حين تخسر الشركات جزءاً من دخلها عند إلغاء الرحلات. بحسب بياناتنا فإن نحو 30% من حجوزات السفر إلى دول «شنغن» يتم إلغاؤها أو تأجيلها». وأشار إلى أن الجنسيات الأكثر تقديماً على «شنغن» في الإمارات تشمل المقيمين من الهند، باكستان، الفلبين، إلى جانب جنسيات مثل ، ، والأردن، فيما تشهد أوروبا إقبالاً من المواطنين الإماراتيين، لعدم حاجتهم لتأشيرة دخول.

طلبات متراكمة

أشار سيف المدني، مدير قسم المبيعات والتسويق في شركة «أبناء العارف» للسفريات، إلى أن الطلبات متراكمة، بسبب زيادة الإقبال وصعوبة الحصول على مواعيد. لافتاً إلى أن عملية التقديم، تتم حصراً عبر مكاتب تأشيرات معتمدة، وأن الفترة اللازمة لاستصدار التأشيرة حالياً، تصل إلى شهرين في بعض الأوقات، مشدداً على أهمية الحجز المبكر لتفادي التأخير. وتابع: «في ظل هذه التحديات، بدأت شريحة واسعة من المسافرين بتغيير وجهاتها من أوروبا إلى دول بديلة مثل جنوب إفريقيا وبعض دول شرق أوروبا، نظراً لسهولة إجراءات الدخول فيها واعتدال طقسها. هذه التحولات خلقت حالة من القلق لدى العملاء، ونتعامل معها عبر متابعة دقيقة، بهدف تخفيف التوتر وضمان سير المعاملات بسلاسة».

التأشيرة الرقمية

أشارت مواقع سفر أوروبية إلى أن هناك توجّهاً أوسع نحو الرقمنة لدى عدة دول من «شنغن»، وأضافت أن نظام التأشيرة الرقمية للشنغن المتوقع في أواخر 2025، قد يسهّل الإجراءات على المسافرين.

وكانت السفارة السويسرية في الإمارات أعلنت أنه، اعتباراً من 1 يوليو الجاري، ستبدأ بتطبيق أنظمة إلكترونية جديدة في إجراءات الحصول على التأشيرة، تُلزم المتقدمين بتعبئة الطلب عبر الإنترنت قبل حجز الموعد، كما أعلنت فرنسا في يونيو الماضي أنه يجب على المتقدمين من جميع الدول، التسجيل عبر بوابة إلكترونية، عن طريق تحديد نوع التأشيرة، وإرفاق الوثائق المطلوبة، قبل حجز الموعد إلكترونياً.

تكشف إحصاءات موقع شركة «شنغن إنفو»، أن المقيمين في الإمارات قدموا نحو 261 ألف طلب تأشيرة «شنغن» في 2024. رُفض منها نحو 61 ألف، ما تسبّب بخسائر وصلت إلى نحو 22 مليون درهم للمتقدمين نتيجة الرسوم.

وأشارت البيانات إلى أن أكبر ثلاث دول منحت تأشيرات لمقيمي الإمارات في 2024 كانت ألمانيا وفرنسا وهولندا. حيث قبلت ألمانيا نحو 33 ألف طلب، ومنحت 23 ألف منهم تأشيرة، وتبعتها فرنسا وهولندا بنحو 28 ألف طلب و29 ألفاً ومنحتا تأشيرات ل 23 ألفاً و22 ألفاً منها على التوالي. وكانت بولندا الأعلى معدل موافقة لطلبات مقيمي الإمارات بنحو 85%، فيما سجّلت الدول الأكثر رفضاً كرواتيا بنسبة 53%، تليها 50%.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا