قال مديرو فنادق ووكالات سفر ل«الخليج»: إن عدة فنادق عزّزت طرح خدمات إضافية مبتكرة تستهدف النزلاء الجدد، تزامناً مع دخول الصيف، للحفاظ على معدلات إشغال مستقرة. وأشاروا إلى أن الطلب عليها هذا الموسم، ارتفع بأكثر من 60% مقارنة بعام 2024. وأن السوقين الخليجي والروسي يشكّلان نحو 50% من النزلاء الذين يفضّلونها. كما لفتوا إلى أن نحو 90% من نزلاء فنادق الإمارات يفضّلون تلك التي تطرح خدمات إضافية.

أشار هؤلاء إلى أن أبرز هذه الخدمات تشمل اليوغا، وأندية الأطفال، وتجارب ترفيهية داخلية مثل السينما والمطاعم المتخصصة، إلى جانب خدمات حصرية مثل المساعد الشخصي، وتوفير سيارات مخصصة للعمل أو الجولات. وأكثر الخدمات التي لوحظ عليها الارتفاع في الطلب هي العافية وتجارب الاسترخاء. إضافة إلى خدمة «الكونسيرج» التي تشمل تلبية طلبات النزلاء الخاصة كالتنقل والاستقبال والتوصيل من المطارات وحجوزات المطاعم وتوصيل الطلبات وغيرها.

ولفتوا إلى أن هذه الخدمات أصبحت استراتيجية أساسية لهذه الفنادق، بهدف استقطاب النزلاء المحليين والدوليين وتعزيز راحتهم، والحفاظ على معدل الإشغال والإيرادات.

تجارب مرضية

أظهرت بيانات حديثة صادرة عن شركة KPMG للاستشارات، أن 94% من زوار دبي أعربوا عن رضاهم عن تجربتهم الفندقية خلال 2024، في حين رأى 88% منهم أن خدمات التكنولوجيا الحديثة المضافة، مثل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الهواتف الذكية، وخدمات الكونسيرج الرقمية، تشكّل عنصراً جوهرياً في جودة الإقامة. كما كشفت هيئة الثقافة والسياحة ومركز الإحصاء في أبوظبي، أن فنادق العاصمة شهدت ارتفاعاً في إيرادات الخدمات الإضافية في إبريل/ نيسان 2025، والتي وصلت قيمتها إلى 51 مليون درهم بنمو 6% مقارنة مع مارس/ آذار من نفس العام، بالتزامن مع صعود نسب الإشغال من 69% إلى 87% خلال الفترة ذاتها.

نمو في الطلب

قال محمود سلوم، المدير المالي في شركة «زاجل» للسياحة، أن الخدمات الإضافية التي تطرحها الفنادق تشكّل عنصراً محورياً في تعزيز راحة الزائر وشعوره بالثقة، وهو ما يدفعه لتكرار التجربة الفندقية. لافتاً أن العائلات بشكل خاص تميل إلى اختيار الفنادق الشاطئية التي تقدّم باقات شاملة تضم ألعاب الأطفال، وجبات الطعام، والأنشطة الترفيهية، مقابل أسعار منافسة.

وتابع: نحو 90% من العملاء يفضّلون الفنادق التي تطرح العروض والخدمات المضافة. الطلب على هذا النوع ارتفع هذا الموسم بأكثر من 60% مقارنة بعام 2024. كما لاحظنا أن النزلاء يعطون أولوية للميّزات المرافقة للإقامة مثل الليالي المجانية، وباقات المجموعات، وخدمات النقل من وإلى المطار، ووجبات الطعام. كل هذا إلى جانب تقنيات الحجز الرقمية، وبرامج الولاء للزوار أصبح مصدر دخل إضافي للفنادق».

وأضاف، فنادق كثيرة باتت تعتمد باقات تجمع بين الترفيه والثقافة، مثل رحلات السفاري، تجارب الطعام، جلسات اليوغا. لافتاً إلى تصاعد اهتمام القطاع بالاستدامة، من خلال استخدام منتجات عضوية، وتقديم خدمات تراعي البصمة الكربونية، في استجابة لوعي الضيوف البيئي.

تجارب جديدة

قال لحسن سعداوي، مدير فندق راديسون بلو ديرة خور دبي، إنه تم إطلاق مجموعة من التجارب الجديدة خلال الصيف الحالي، بهدف الحفاظ على معدلات إشغال مرتفعة، مشيراً إلى أن الفندق دمج عناصر من التراث والثقافة والطعام في باقات تستهدف المقيمين والزوار على حد سواء. كتقديم أطباق تراثية من مطاعم الفندق، إلى جانب فعالية «كويا» التي تسلّط الضوء على المأكولات الفلبينية، كما أطلقنا «ليلة بوليوود» الأسبوعية، والتي تتضمن حفلاً للكاريوكي».

العافية والاسترخاء

قال سونديب بيتشارا، مدير فنادق مجموعة أكور في ديرة دبي ومنطقة دبي للذهب: «أكثر الخدمات التي لاحظنا عليها ارتفاعاً في الطلب هي العافية العائلية وتجارب الاسترخاء، ما دفعنا لتصميم فعاليات تجمع بين اليوغا والفطور الصحي والرسم، إلى جانب عروض عشاء مميزة والدخول للمسابح، والرسم لجميع الأعمار».

وأكد أن الخدمات الإضافية المقدّمة تعزز ثقة الزوار بالفندق، وتعدّ عاملاً أساسياً في رفع معدلات الحجز، وزيادة استخدامهم للقنوات الرقمية والمحمولة، وأنها تدفعهم للّجوء إلى المنصات الرسمية للفندق ومشاهدة خدماته، وبالتالي زيادة الإيرادات.

تفضيلات النزلاء

قال الخبير السياحي سعود الدرمكي: إن الخدمات الإضافية تلعب دوراً في تعزيز قرارات الحجز للزوار. لافتاً إلى أن عدداً من المزايا التي كانت حصرية لفنادق الخمس نجوم، مثل خدمة الكونسيرج، وتوفير سيارات خاصة، بدأت بالانتقال تدريجياً إلى الفنادق المتوسطة، في إطار المنافسة على استقطاب الزوّار.

وأضاف: «يشكّل السوقان الخليجي والروسي نحو 50% من النزلاء الذين يفضّلون هذه الخدمات. وقد لوحظ أن الزائر والمقيم على حد سواء يبحثان عن تجربة مرنة واهتمام بخدمتيّ العافية والكونسيرج التي أصبحت من الضروريات، لدورها في ترتيب حجوزات الطيران، والرحلات الترفيه، والتنقل داخل الدولة، ما يرفع من مستوى الرضا ويجعل الإقامة أكثر سلاسة».