شهدت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة في إدارة دونالد ترامب الأولى، انخراط تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في حملة دبلوماسية لصالح البيت الأبيض، مع الحفاظ على علاقات قوية مع بكين.
وتجنبت صانعة آيفون الرسوم الجمركية الأمريكية آنذاك، وواصلت نموها في الصين، فيما حظي كوك بسمعة طيبة كرُبّان سياسي ماهر ومبعوث أعمال أمريكي بارز إلى الشرق الأقصى.
لكن في ولاية ترامب الثانية، لم تفقد «أبل» لقبها لصالح «إنفيديا» كأكبر شركة من حيث القيمة فحسب، بل أجمع الكثير من خبراء التكنولوجيا أن جينسن هوانغ، القائد الكاريزمي لشركة الذكاء الاصطناعي الرائدة، قد تفوق على كوك في النفوذ السياسي.
وقال دان آيفز من «ويدبوش»: «لقد أصبح هوانغ شخصية عالمية، وصاحب موقف قوي للغاية للتنقل في المشهد السياسي، وكل ذلك بفضل نجاحه في عالم الذكاء الاصطناعي. إذ لا يوجد اليوم سوى شريحة واحدة تُغذي الثورة التقنية الحاصلة، وهي شريحة إنفيديا».
أسبوع هوانغ التاريخي
وبلغت مؤشرات الصعود السياسي لهوانغ ذروتها الأسبوع الماضي، عندما أعلنت إنفيديا حصولها على موافقة واشنطن لاستئناف مبيعات شرائح الذكاء الاصطناعي H20 إلى الصين قريباً، بعد أن كانت مقيدة في وقت سابق من هذا العام.
ويرى آيفز أن هذا الأمر يُعد فوزاً تاريخياً لإنفيديا وهوانغ، ويُبرز النفوذ السياسي المتزايد وقوة الضغط التي يتمتع بها داخل المكتب البيضاوي، خصوصاً أنه التقى ترامب قبل زيارته للصين مباشرة، ومن الواضح أنه أقنعه بملف H20.
والتقى الرئيس التنفيذي للشركة بترامب عدة مرات هذا العام، بما في ذلك انضمامه إليه في رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، والتي أسفرت عن صفقة ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ستشهد تسليم مئات الآلاف من الرقائق المتقدمة من «إنفيديا» إلى الإمارات العربية المتحدة، وستعزز مكانة الشركة عالمياً في سوق جديدة على حساب منافسين محتملين مثل «هواوي».
المخاطر لا تزال قائمة
عندما فاز ترامب بانتخاباته الرئاسية الثانية في نوفمبر، توقع الكثيرون وجود رئيس تنفيذي آخر لشركات التكنولوجيا يتمتع بأكبر قدر من النفوذ على الإدارة، ويكون بمنزلة جسر بين الولايات المتحدة والصين. لكن إيلون ماسك، مؤسس شركة «تيسلا»، والمقصود هنا، أعلن انفصاله العلني عن ترامب.
في المقابل، واجه تيم كوك، بعض الانتقادات اللاذعة من الإدارة الأمريكية بشأن تصنيع منتجات «أبل» في الهند، رغم التزام الشركة باستثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، وغير ذلك من الملاحظات. ليسطع بعدها نجم هوانغ، مستفيداً من اعتماد كل شيء تقريباً على رقائق «إنفيديا».
مع ذلك، ووفقاً لبول تريولو، نائب الرئيس الأول لشؤون الصين، ومسؤول سياسات التكنولوجيا في مجموعة «دي جي إيه»، وآخرون، لا يزال من غير الواضح ما تنوي الإدارة فعله بشأن قيود الرقائق، ولا يوجد ما يضمن استمرار الأمر على هذا النحو. وذلك على الرغم من أن هوانغ تمكن حتى الآن من السيطرة ببراعة على كل من الحكومة الأمريكية والسوق الصينية، وكسب إعجاب ترامب في الوقت نفسه.
حالياً، تحولت «إنفيديا» من كونها الهدف الرئيسي لضوابط الرقائق إلى المؤثر الرئيسي. والسؤال هو، إلى متى ستستمر هذه اللحظة؟ «وعلّقت ريفا غوجون، مديرة مجموعة «روديوم» للأبحاث، بأن واشنطن تُجري حالياً تحقيقاً في صناعة أشباه الموصلات، ما قد يُفضي إلى فرض تعريفات جمركية على مستوى القطاع، ويضع مجدداً أهداف إدارة ترامب في تناقض مع أعمال عمالقة التقنية. فبينما تنقل «إنفيديا» المزيد من عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة، لا يزال معظمها في تايوان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.