اقتصاد / صحيفة الخليج

رئيس فانغارد: حان الوقت للتحول عن الأسهم الأمريكية

قال غريغ ديفيز، رئيس شركة إدارة الاستثمار «فانغارد»، إنه بات من الضروري التحول بعيداً عن الأسهم الأمريكية، التي وقعت ضحية نجاحها، بحسب تعبيره، حيث يرى أن النجاح الباهر الذي حققته في السنوات الأخيرة، يُؤكد عملياً أن العائدات المستقبلية، ستكون مخيبة للآمال، مقارنةً بالمكاسب الضخمة التي اعتادها المستثمرون.

وقال ديفيز، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي للاستثمار في «فانغارد»، التي تبلغ قيمتها 10 تريليونات دولار، إن الأسهم الأمريكية أصبحت باهظة الثمن، إلى الحد الذي يجعل تقدمها المستقبلي محكوماً عليه بالتباطؤ.

أوضح كيف أن الدولارات، التي يحصل عليها المستثمر كأرباح، مقابل كل 100 دولار، يدفعها مقابل السهم، ستوثر في العائدات المستقبلية.

وينصح ديفيز بإعادة التوازن الجذري من قبل المستثمرين، الذين سمحوا للأسهم الأمريكية بابتلاع جزء كبير من محافظهم الاستثمارية، مع ضعف أداء السندات والأسهم الدولية، عاماً بعد عام.

ويوصي بتوزيع استثمارات للعقد المقبل: 60% دخلاً ثابتاً، 20% أسهماً دولية، 20% فقط في الأسهم الأمريكية.

هدوء الأسواق

تجري إعادة التوازن بشكل دوري كجزء كبير من معادلة «فانغارد»، من الأوراق المالية، التي أصبحت باهظة الثمن للغاية، وفقاً للمعايير التاريخية إلى مناطق مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، مقارنة بمعاييرها. وحذر ديفيز قائلاً: «إن توقعات فريق استراتيجية الاستثمار في «فانغارد» تشير إلى أن عوائد سوق الأسهم الأمريكية ستكون أكثر هدوءاً في المستقبل، حيث إن على مدى السنوات العشر الماضية، بلغ متوسط عائد المؤشر «إس آند بي 500» السنوي 12.4%». وتتوقع الشركة أن ينخفض الرقم إلى ما بين 3.8% و5.8% (نقطة المنتصف 4.8%)، خلال العقد المقبل. يؤكد ديفيز أن حسابات السوق الأساسية تشير إلى هذه النتيجة.

وأشار أيضاً إلى أن مضاعف ربحية السهم الرسمي ل«إس آند بي»، يقف الآن عند مستوى مرتفع للغاية يبلغ 29.3.

مقياس شيلر

عندما تستخدم «فانغارد» مقياساً مفضلاً، يستند إلى مضاعف ربحية السهم المعدلة دورياً، فإنها تخلص إلى أن الأسهم الأمريكية، تحوم حول 49% فوق الطرف العلوي من نطاق القيمة العادلة للمجموعة.

وهذا المقياس وضعه الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، روبرت شيلر، وهو مقياس يضبط مضاعف ربحية السهم، من خلال التطبيع مع الارتفاعات والانخفاضات في الأرباح.

ويشير ديفيز أيضاً، إلى أن أرباح الشركات أصبحت الآن مرتفعة للغاية، مقارنة بالمستويات التاريخية، وبالتالي فإنها لن تنمو من هذا المستوى بنفس السرعة، التي كانت عليها في السنوات الأخيرة.

وفسر قائلاً: إنه لا يجب الاعتماد على انفجار ربحية سهم لحل مشكلة تقييم. من الربع الرابع من عام 2021 إلى الربع الأول من العام الجاري، ارتفعت ربحية السهم في «إس آند بي» من 198 إلى 217 دولاراً، أي بنسبة 9.6%، في أكثر من ثلاث سنوات، وهي وتيرة ضئيلة لا تتناسب حتى مع التضخم.

المكاسب والمحافظ

أوضح ديفيز كيف أن السوق الصعودية المستمرة، منذ فترة طويلة، شوهت بشكل كبير محفظة «60-40» القياسية. وأشار إلى أن هذه البنية الكلاسيكية، التي تتألف من 60% أسهماً و40% سندات، نجحت بشكل جيد في العديد من الفترات. لكن اليوم، وفقاً لحديث ديفيز، فإن الأشخاص الذين بدؤوا عند مستوى 60-40، قبل عقد من الزمان، ولم يعيدوا التوازن إلى السندات، مع ارتفاع أسعار الأسهم، عاماً بعد عام، يعتمدون الآن بشكل كبير للغاية على تلك الأسهم الأمريكية ذات القيمة العالية. وفي السنوات العشر الماضية، كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية في الغالب، لذا فإن عوائد السندات لم تتجاوز 2% في السنة، أو أقل بنسبة 10% من عوائد الأسهم.

لذا استمر عائد الأسهم في التراكم بمعدل مرتفع وتزايد، بينما استمرت عوائد السندات في الانكماش كنسبة مئوية من الإجمالي. ً لذلك فإن نسبة 60-40، أصبحت الآن بنسبة 80-20 لصالح الأسهم. ويقول ديفيز إن ما يجعل الأمور أسوأ، هو أن الأسهم الأمريكية تفوقت على الأسهم العالمية بنحو 6 نقاط مئوية سنوياً، خلال العقد الماضي.

لذلك إن كان المستثمر بدأ بالتقسيم القياسي 70% أسهماً أمريكية، و30% أسهماً أجنبية، قبل عشر سنوات، فإنه الآن سيكون عند 80% أمريكية و20% أجنبية. وبالتالي، بدون إعادة التوازن، فإن حصة المستثمر الإجمالية في الأسهم الأمريكية كانت لترتفع من 42% إلى نحو الثلثين، وهي قفزة هائلة.

العملات المشفرة

لا يوصي ديفيز بالاستثمار في العملات المشفرة كوسيلة لتعزيز العوائد، في وقت لن تقترب فيه الأسهم الأمريكية من أدائها السابق.

ويرى أن العملات المشفرة ربما تثمر نتائج إيجابية، مثل تقنية البلوك تشين، التي قال عنها إنها قادرة على خفض الكلف في القطاع المالي وتحسين السرعة، لذا يعتقد أن لها بعض العناصر الأساسية الجيدة، ولكن بالنسبة لشركته، فإن الاستثمار في بيتكوين مجرد مضاربة.

وفي رأيه، فإن عملة بيتكوين لا تقدم أياً من مزايا الاستثمارات التقليدية التي تولّد مدفوعات الفائدة، أو الأرباح التي تغذي مكاسب رأس المال والأرباح.

وقال عن الاستثمار في العملات المشفرة ليس استثماراً في مشروع مدر للتدفقات النقدية، ولا استثمار في سندات تلتزم فيها بدفع قسيمة، كل ستة أشهر، ثم سداد أصل الدين عند الاستحقاق، إنه ببساطة استثمار يهدف إلى البيع لمن يرغب في دفع أكثر مما دفعته.

وقال إن فكرة محدودية المعروض من بيتكوين، سترفع قيمتها، إنها فكرة مشكوك فيها عندما تفكر في أن هناك عرضاً غير محدود من أنواع جديدة من العملات المشفرة، التي يمكن إنشاؤها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا