أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا شديد اللهجة، الأحد، بشأن تفاقم أزمة سوء التغذية في قطاع غزة، مؤكدة أن الأوضاع وصلت إلى "مستويات تنذر بالخطر"، في ظل حصار ومنع متعمد لوصول المساعدات الغذائية والطبية. ووفق بيان رسمي للمنظمة، فإن شهر يوليو 2025 شهد ارتفاعًا كارثيا في عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية، إذ سُجلت 63 وفاة من أصل 74 حالة جرى رصدها خلال عام 2025، بينهم 24 طفلا دون سن الخامسة. وفاة أطفال ونساء أكدت المنظمة أن معظم الوفيات وقعت عند وصول المصابين إلى المرافق الصحية أو بعدها، وأن علامات الهزال الشديد ظهرت بوضوح على أجساد المتوفين. وأشارت إلى أن الوضع كان يمكن تفاديه بالكامل، لولا التأخير المتعمد ومنع دخول المساعدات. وأوضحت بيانات "مجموعة التغذية العالمية" أن طفلًا من كل 5 دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء التغذية الحاد، وأن النسبة تضاعفت 3 مرات منذ يونيو في مدينة غزة، التي تُعد الأكثر تضررًا في القطاع. الظاهرة نفسها سُجلت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. انهيار مراكز العلاج بلغت الأزمة ذروتها في يوليو، إذ تلقى أكثر من 5000 طفل العلاج من سوء التغذية، 18% منهم يعانون الشكل الأشد خطورة. كما أُدخل 73 طفلًا إلى المستشفى بسبب مضاعفات صحية ناتجة عن سوء التغذية الحاد الشديد، و40% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية حاد، وفق بيانات حديثة. وأكدت المنظمة أن 4 مراكز فقط لمعالجة سوء التغذية في غزة باتت مرهقة تمامًا، وغير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضًا البحث عنه." وأضافت: "العائلات تُجبر على المخاطرة بحياتها للحصول على كميات ضئيلة من الطعام، في ظروف خطيرة وفوضوية."