في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو تطوير أنظمة الرعاية الصحية البيطرية وربطها بالأمن الغذائي، تفرض الحاجة إلى وجود مؤسسات أكاديمية متخصصة نفسها على خريطة التعليم في مصر، لا سيما في صعيدها، الذي لطالما ظل بعيدًا عن مثل هذه الفرص. ومن هنا، جاءت كلية الطب البيطري بجامعة سفنكس – أسيوط الجديدة، كإضافة نوعية تستحق التوقف أمامها.
موقع استراتيجي ورؤية تنموية
تمثل أسيوط الجديدة بوابة عمرانية وتعليمية جديدة في قلب الصعيد، وتأتي كلية الطب البيطري بجامعة سفنكس لتستجيب لاحتياجات حقيقية وملحة في المنطقة، حيث تكثر الأنشطة الزراعية، ومزارع الإنتاج الحيواني، والأسواق الريفية، في ظل نقص الكوادر البيطرية المؤهلة في العديد من المراكز المحيطة.
تسعى الكلية إلى تقديم تعليم بيطري عصري، يدمج بين الجانب الأكاديمي والممارسة الحقلية الفعلية، ويستهدف ليس فقط تأهيل أطباء بيطريين، بل إعداد متخصصين قادرين على المشاركة في الحفاظ على الصحة العامة، ومواجهة الأوبئة، وتحقيق الأمن الغذائي.
تصريحات رسمية: التعليم لخدمة التنمية وليس للترف
وفي تصريح لـ"اليوم السابع"، قال المهندس أسامة محمد ربيع، رئيس مجلس أمناء جامعة سفنكس:
"كلية الطب البيطري ليست مجرد منشأة تعليمية، بل مشروع تنموي يخدم البيئة والمجتمع في الصعيد. نعمل على بناء جسر بين الجامعة والمزارعين والمربين، ونسعى إلى تخريج أطباء بيطريين مؤهلين يكونون حائط صد ضد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، ويساهمون في تطوير الإنتاج الحيواني والزراعي في المنطقة".
وأضاف:
"نحن نؤمن أن التنمية لا تكون حقيقية إلا حين تصل إلى الصعيد، والتعليم الجيد أحد مفاتيح هذه التنمية".
مناهج حديثة ومختبرات متقدمة
من جانبه، أشار الدكتور منصور كباش، رئيس جامعة سفنكس، إلى أن الكلية تم تصميمها بمعايير علمية دقيقة، وقال:
"اعتمدنا على أحدث المعايير الأكاديمية في تأسيس كلية الطب البيطري، من حيث المعامل والمناهج والمحتوى التدريسي، ونسعى لأن نكون مركزًا متميزًا في التعليم البيطري ليس فقط على مستوى الصعيد، بل على مستوى الجمهورية".
وتابع كباش:
"نحن نعمل على ربط الطلاب بالواقع من اليوم الأول، وندربهم ميدانيًا بالتعاون مع مزارع ومؤسسات حقيقية، لأن الطبيب البيطري لا يُبنى في قاعة محاضرات فقط".
شراكات علمية وتدريب ميداني
وأوضح الدكتور محمود شيحة، نائب رئيس الجامعة، أن الكلية وضعت خطة متكاملة للتدريب الميداني لطلابها، وقال:
"نركز على ربط الطالب بالواقع الريفي والبيئي للمجتمع المحيط، ونوفر فرصًا حقيقية للتدريب في مزارع الإنتاج الحيواني، العيادات البيطرية، والمجازر، مع الاهتمام بالجوانب البحثية لمواجهة الأمراض البيطرية الشائعة في المنطقة".
وأضاف شيحة أن الجامعة تستهدف الدخول في شراكات علمية مع جهات بيطرية وإنتاجية كبرى، ما يمنح الخريجين فرصًا أوسع في التوظيف والمشاركة المجتمعية.
صعيد مصر يحتاج مثل هذه المبادرات
في محافظات الصعيد، لا تزال أمراض الحيوان، وسوء الممارسات البيطرية، ونقص الأطباء المتخصصين تمثل تحديات يومية تؤثر في صحة الإنسان أيضًا، نظرًا للارتباط الوثيق بين الحيوان والبيئة الريفية.
ومن هنا تكتسب كلية الطب البيطري بجامعة سفنكس أهمية خاصة، ليس فقط في تخريج دفعات جديدة من الأطباء، بل في تغيير المفهوم نفسه حول دور الطبيب البيطري كفاعل أساسي في منظومة الصحة العامة والتنمية الاقتصادية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
