اقتصاد / ارقام

المنتجات المملة .. طريقك نحو النجاح في عالم الشركات الناشئة

  • 1/2
  • 2/2

- في قلب وادي السيليكون، وفي كل عاصمة تحتضن ريادة الأعمال حول العالم، يتوق جيل من المؤسسين الشباب إلى ابتكار "الشيء الكبير التالي"؛ تلك الفكرة الثورية التي لم يشهدها العالم من قبل، وذلك المنتج الذي سيقلب موازين السوق ويضع أسماءهم على أغلفة المجلات.

 

- ولكن، ماذا لو أن الطريق إلى النجاح لا يبدأ من الأفكار الصاخبة، بل ينبع من صميم المشكلات اليومية الرتيبة؟

 

- هنا تكمن المفارقة التي يغفل عنها الكثيرون: إن أنجح الأفكار التجارية قد لا تكون تلك التي تلهب حماس الحاضرين في ليلة إطلاقها، لكنها، وفي هدوء تام، تقدم حلاً جذرياً لمشكلة حقيقية، وتحدث أثراً ملموساً في حياة مستخدميها.

 

- يسلط هذا التقرير الضوء على الأسباب التي تجعل من المنتجات "المملة" ظاهريًا، نقطة الانطلاق الأكثر ذكاءً، وكيف أن السعي المحموم خلف الابتكار المبكر قد يكون أقصر الطرق نحو الفشل.

 

فخ الابتكار: وهم اختراع العجلة من جديد

 

 

- هناك نزعة فطرية للاعتقاد بأن الأفكار الأكثر أصالة هي الأفضل دوماً، بيد أن حقائق السوق تروي قصة مغايرة تماماً.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- إن بناء منتج جديد بالكامل يضع على عاتقك عبئاً ثلاثياً يكاد يكون مدمرًا: عليك أولاً ابتكار المنتج، ثم تثقيف السوق وتعريفه بالمشكلة التي يعالجها منتجك، وأخيراً، استكشاف سبل تحقيق الأرباح منه، كل ذلك في آن واحد؛ وهو ما يجعلها مهمة أقرب إلى المستحيل.

 

- وهو ما حذر منه بول جراهام، الشريك المؤسس لواحدة من أنجح مسرعات الأعمال في العالم "Y Combinator"، فيما أسماه "عمى المشقة".

 

- يرى جراهام أن العديد من المؤسسين يتجاهلون أفكاراً تساوي المليارات لمجرد أنها تبدو "رتيبة" أو تتطلب جهداً متكرراً، وليس لافتقارها إلى الإمكانات الهائلة. غالباً ما تكون هذه الأفكار حلولاً لمشكلات حقيقية يتردد الآخرون حتى في الاقتراب منها.

 

- ومهمتك كرائد أعمال ليست إبهار الجمهور، بل العثور على مشكلة جديرة بالحل، وبناء أداة سيستخدمها الناس فعلاً. وهذا بحد ذاته تحدٍ هائل، فلا داعي لتعقيد ما هو معقد بطبيعته.

 

قوة المألوف: كيف يصبح السوق حليفك الأقوى؟

 

- غالباً ما تبدو فكرة المنتج "مملة" لأنها تعالج أمراً مألوفاً، وهنا يكمن سر قوتها. إذا عانى المستخدمون بالفعل من مشكلة ما ويحاولون حلها بشتى السبل المتاحة، سواء كانت جداول بيانات معقدة أو أدوات بدائية، فإنك بذلك قد قطعت نصف المسافة نحو النجاح.

 

- لست مضطراً لإقناعهم بوجود المشكلة، ولا تحتاج إلى اختراع فئة جديدة كلياً من المنتجات. كل ما عليك فعله هو أن تثبت لهم أن حلك أكثر كفاءة ولو بفارق بسيط.

 

- بذلك، تتسارع وتيرة التحقق من جدوى فكرتك أضعافاً مضاعفة؛ إذ يمكنك التواصل مع مستخدمين فعليين، والحصول على انطباعات حقيقية، والبناء على أساس واقعي، لا على مجرد افتراضات نظرية.

 

سرعة الإطلاق: من الفكرة إلى الواقع بأقصر الطرق

 

 

- تميل الأفكار الثورية إلى أن تكون محاطةً بهالة من الغموض و"ضبابية المواصفات"، مما يجعل تصميمها وإطلاقها مهمة طويلة وشائكة.

 

- في المقابل، فإن الأداة البسيطة التي تستهدف مشكلة واضحة ومحددة تكون أسهل بكثير في تحديد نطاقها، وبنائها، وإطلاقها في وقت قياسي.

 

- مع المنتج "الممل"، أنت لا تخترع كل شيء من الصفر. بإمكانك استلهام نماذج التصميم المجربة، والبناء على واجهات استخدام يألفها الناس، وتركيز كل طاقتك الإبداعية على جودة التنفيذ.

 

- الإطلاق السريع هو شريان الحياة للشركات الناشئة؛ فهو يمنحك فرصة الوصول إلى السوق بسرعة، وجمع بيانات حقيقية، وإجراء تحسينات مستمرة بناءً على الاستخدام الفعلي، وليس بناءً على الحدس والتخمين.

 

- تأمل الإصدارات الأولى لبرامج مثل "Basecamp" أو "Notion"؛ صحيح أنها لم تقدم ثورة في عالم التقنية، لكنها تميزت بالموثوقية والتركيز الشديد، ونمت بثبات لأنها حلت مشكلة حقيقية ببراعة فائقة.

 

من "الرتابة" إلى الإمبراطورية: الرؤية تبدأ بخطوة

 

- من الخطأ الاعتقاد بأن البدء بفكرة "مملة" يعني غياب الطموح أو الرؤية المستقبلية. على العكس تماماً، فكلمة "ممل" هنا ليست مرادفاً لـ "ضئيل"، بل لـ "مُركَّز".

 

- إن الانطلاق بفكرة بسيطة ومباشرة هو استراتيجية ذكية لتقليص حجم المخاطرة والمتغيرات المجهولة. وبمجرد أن تكتسب الزخم، وثقة السوق، وقاعدة من العملاء الأوفياء، ستملك الحرية – ورأس المال – لخوض رهانات أكبر وأكثر جرأة.
 

Stripe: بدأت بحل مشكلة "مملة" للغاية، وهي تسهيل قبول المدفوعات الإلكترونية. أصبحت اليوم عملاقاً يبني البنية التحتية المالية للاقتصاد الرقمي العالمي.
 

- أمازون: بدأت كمتجر لبيع الكتب عبر الإنترنت.
 

Airbnb: بدأت بتأجير مراتب هوائية في شقة واحدة.

- : بدأ كشبكة اجتماعية حصرية لطلاب جامعة هارفارد.

 

- فالابتكار الحقيقي والطموحات الكبرى ليست غائبة، بل هي مؤجلة استراتيجياً حتى يبدأ محرك النمو في الدوران بقوة. لأنه في عالم ريادة الأعمال، غالباً ما يكون المسار الأكثر أماناً نحو القمة هو ذاك الذي يبدو أكثر رتابةً في بدايته.

 

المصدر: فوربس

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا