قالت مصادر في قطاع السياحة في دولة الإمارات، إن السياحة الداخلية عزّزت نسب الإشغال المرتفعة لدى الفنادق، خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الجاري، حيث وصلت نسب إشغالات بعضها إلى 70%، بحسب ما أكده مديرو فنادق لـ «الخليج».وأشاروا إلى أن مؤشرات الأداء، هذا الصيف، تحقّق أداءً استثنائياً، رغم ارتفاع درجات الحرارة، مدعوماً بتنامي الإقبال الداخلي وتغيّر سلوك المستهلك السياحي، وتنوع العروض والخيارات، وتفوق البنية التحتية، إلى جانب الفعاليات الدولية والمؤتمرات.يشير مديرو الفنادق إلى أن حجوزات هذين الشهرين، أظهرت نمواً 46%، مقارنة بالنصف الأول من العام، لافتين إلى أنهم يتوقعون إشغالاً مماثلاً، خلال أغسطس الجاري.وأظهر استبياناً أجرته «الخليج»، شارك فيه عدد من مديري الفنادق في الإمارات، أن نسب الإشغال خلال الشهرين، تراوحت بين 61 و70%. وأن المقيمين تصدّروا فئة النزلاء الأكثر إشغالاً من إجمالي النزلاء بنسبة 61.8%.واستقبلت دبي وحدها، خلال النصف الأول من 2025، نحو 10 ملايين زائر دولي، كما وصلت معدلات إشغال فنادقها إلى 81.5%، في يوليو بنمو 3–4%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.وتجاوز عدد النزلاء في فنادق أبوظبي، خلال الشهورالأربعة الأولى من العام الجاري، 1.9 مليون، مصحوباً بارتفاع الطلب الصيفي، إلى جانب إشغال يتجاوز 87%.وبحسب مؤسسة «فيتش» للتصنيف الائتماني، يُتوقع أن يرتفع عدد السياح الوافدين للإمارات إلى نحو 30 مليوناً، نهاية 2025، مع نمو تدريجي يصل إلى 33 مليون سائح، بحلول 2029 بمعدل سنوي 4.2%. توجّهات الزوار قال هيثم الحاج علي، مدير مجموعة «دبي لينك» للسياحة، أن هناك تحولاً نوعياً في توجهات السيّاح في الإمارات، لافتاً إلى أنه يبرز في الصيف اهتماماً متزايداً بالباقات التي تمزج بين الاستجمام والأنشطة الداخلية، خصوصاً في المنتجعات الساحلية والمناطق الجبلية، التي تتمتع بأجواء أكثر اعتدالاً، مثل رأس الخيمة والفجيرة. وتابع: «الزوّار، يبحثون عن تجارب متوازنة تجمع بين الراحة والمناخ المناسب، وفقاً لبيانات منصة GTE التابعة للمجموعة، لوحظ زيادة في الإقبال على رحلات الهروب من حرارة المدينة، وهو ما ساهم في نمو الطلب على المناطق ذات المناخ المعتدل نسبياً، كما أظهرت البيانات ارتفاعاً في معدلات الحجوزات، خلال يوليو وأغسطس 2025، بنمو 46%، مقارنة بالنصف الأول من العام. وشكّلت حجوزات هذين الشهرين نحو 50% من إجمالي حجوزات النصف الأول». بنى تحتية متطورة أضاف الحاج علي أن هذا النمو لم يكن ليحدث لولا توفر البنية التحتية المتطورة في الدولة، التي جعلت هذه الوجهات قابلة للاستقبال على مدار العام، موضحاً أن توفّر مطارات دولية ترتبط بمئات الوجهات، إلى جانب شبكة نقل فعالة، وتقنيات تبريد في المساحات العامة، وانتعاش السياحة الداخلية، كلها عوامل زادت من إقبال السياح حتى في ذروة الصيف.وتابع: «لا ننسى الفعاليات الدولية، مثل المعارض والمؤتمرات، ومساهمتها في رفع نسب الإشغال الفندقي، التي وصلت أحياناً إلى 99% في المناطق المحيطة بها، كما أن برامج الإقامة الطويلة التي تمنحها الدولة، مثل التأشيرة الذهبية، أصبحت من المحركات الجديدة للسياحة المستدامة، حيث لوحظ أن العديد من حامليها يختارون الإمارات كوجهة للعيش أو الدراسة أو الاستثمار». العروض الموسمية أوضح توماس كوريان، مدير فندق «ليفا – مركز مزايا» في دبي، أن نسبة الإشغال خلال يوليو 2025 كانت نحو 70%، لافتاً أنه يتوقع إشغالاً مماثلاً خلال أغسطس الجاري.وأشار إلى أن العروض الصيفية أسهمت في رفع معدلات الإشغال، وجذّب السكان في الدولة، وأنها تتيح للزوار الاستمتاع بإقامة فاخرة بأسعار معقولة، ما يجعل الوجهات السياحية في الإمارات أكثر جاذبية خلال الصيف، خصوصاً مع البنية التحتية المتطورة والعروض المتنوعة.وأضاف: «إلى جانب السياحة الداخلية المنتعشة، هناك زيادة في الإقامات الطويلة، لا سيما من قبل المهنيّين العاملين عن بُعد أو المقيمين مؤقتاً، وقد وفّرنا لهم غرفاً واسعة إلى جانب خدمات وخيارات دفع مرنة، ما يجعلها خياراً مثالياً لهذا النمط من الضيوف». نسب إشغال كشفت نتائج استبيان أجرته «الخليج» وشمل مجموعة من مديري الفنادق في الإمارات، أن صيف 2025 شهد أداءً قوياً من حيث الإشغال الفندقي.أشار 72.7% من المشاركين إلى أن نسب الإشغال، خلال يوليو وأغسطس، تراوحت بين 61% و70%، فيما أفاد 18.2% بأن الإشغال بلغ ما بين 50% و60%، مقابل 9.1% قالوا إنه تراوح بين 71% و80%.أما من حيث فئة النزلاء الأكثر إقبالاً، فقد تصدّر المقيمون بنسبة 61.8%، تلاهم الزوّار الخليجيون بـ50%، ثم الأوروبيون بنسبة 44%، حيث أتاح الاستبيان اختيار أكثر 3 فئات إقبالاً.وفي ما يخص العوامل التي ساهمت في جعل السياحة بالإمارات غير مرتبطة بالمواسم، اعتبر 66.7% أن السياحة الداخلية هي العامل الأبرز، في حين أشار 51.5% إلى دور البنية التحتية المتطورة، و39.4% إلى العروض الفندقية.