«الغارديان»
في مشهد يعكس تصاعد الكوارث البيئية في الزمن المعاصر، تعيش كندا واحدة من أسوأ مواسم حرائق الغابات في تاريخها، إذ تجاوز عدد الحرائق الخارجة عن السيطرة هذا العام 470 حريقاً، بعد أن التهمت ألسنة اللهب 7.3 مليون هكتار من الأراضي، أي ما يزيد بنسبة 78% على متوسط السنوات الخمس الماضية، ويعد موسم 2025 ثاني أسوأ موسم حرائق في البلاد، بعد عام 2023 الكارثي الذي سجل رقماً قياسياً عالمياً في المساحات المحروقة.
لكن خلف الأرقام الصادمة، تتكشف قصة أكثر تعقيداً، تلعب فيها التغيرات المناخية دوراً رئيسياً في تأجيج النيران، وتوسيع نطاق الكارثة، بما يشمل الدمار المادي، وعمليات الإجلاء الواسعة، وحتى التأثير في صحة الملايين داخل كندا وخارجها.
واندلعت الحرائق هذا العام في ظروف غير مسبوقة من الحرارة والجفاف، إذ سجل فصل الربيع ارتفاعاً في درجات الحرارة بلغ 2.5 درجة مئوية فوق المعدل العام، ما أدى إلى جفاف واسع للغطاء النباتي، وجعل الغابات الكندية أرضاً خصبة لاشتعال الحرائق وانتشارها بسرعة يصعب احتواؤها.
وصف د. مايك فلانيغان، خبير علوم الحرائق في جامعة طومسون ريفرز، الوضع بـ «الواقع الجديد»، وأن ارتفاع درجات الحرارة يطيل من موسم الحرائق، ويزيد من شدتها بسبب زيادة البرق، وانخفاض رطوبة التربة والنباتات الجافة، ما يسهم في خلق حرائق أكبر وأكثر كثافة يصعب السيطرة عليها.
الحرائق لم تترك منطقة من كندا إلا وطالتها، لكن النصيب الأكبر من الدمار سجل في مقاطعتي ساسكاتشوان ومانيتوبا، واللتين تمثلان وحدهما حوالي 60% من إجمالي المساحات المحترقة هذا العام.
وطالت أوامر الإخلاء عشرات الآلاف من السكان، وذكرت السلطات أن 17000 شخص في ساسكاتشوان فقط تم إجلاؤهم، معظمهم من السكان الأصليين، ومن أبرز المناطق المتضررة قرية «ديناري بيتش»، التي دمرت بشكل شبه كامل في يونيو/حزيران الماضي، وامتد لهيب النيران إلى الساحل الشرقي، حيث تشهد مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور حرائق متواصلة، وأوامر إجلاء في عدة مدن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.