«ساينس ألرت» في عالم يزداد فيه اهتمام العلم بحدود الوعي وتعقيداته، تبرز حالة غريبة يمر بها بعض الناس أثناء نومهم، تُعرف بحالة «النوم الواعي» أو الوعي الخالص الخالي من أي محتوى. إنها ليست حلماً، ولا يقظة، بل حالة من الحضور الصامت، حيث يظل المرء واعياً دون أن يكون مدركاً لأي شيء محدد، لا صور، ولا أفكار، ولا حتى شعور بنفسه. هذه الظاهرة، التي طالما تحدثت عنها التقاليد التأملية الشرقية كجزء من ممارسات روحية عميقة، بدأت تلفت انتباه الباحثين الغربيين الذين يحاولون فهم ماهية الوعي ذاته.ما يثير الفضول العلمي هو أن مثل هذه الحالات لا تقتصر على من مارسوا التأمل بعمق لسنوات، بل ظهرت أيضاً لدى أشخاص عاديين لم تكن لهم معرفة مسبقة بأي ممارسات روحية. إذ أظهرت دراسة شملت أكثر من 500 مشارك عبر الإنترنت أن عدداً غير قليل منهم مروا بتجارب نوم وعي غــريبة. تلتها مقابلات متعمقة مع مجموعة أصغر مــن الأشخــاص الذيـــن وصفوا تجاربهم بتفصيل مـــذهل مثل شعور بالوجود دون أي إدراك، أو إحساس خـــافت بالفراغ، أو حتى مجرد علم بأنهم كانوا «واعين» في لحظة معينة من النوم.هذه الحالات، التي أُطلق عليها «تجارب النوم غير الموضوعية»، تمثل تحدياً حقيقياً للنظريات الغربية السائدة حول الوعي، والتي ترى أنه لا يمكن أن يوجد وعي بدون موضوع، أي بدون أن نكون على وعي بشيء ما. فكيف يمكن للمرء أن يكون واعياً بلا محتوى، بل إن بعض التقارير تشير إلى أن هذه الحالة أقرب إلى ما يعرف بـ«ذوبان الأنا»، والتي تظهر أحياناً في حالات التأمل العميق أو تحت تأثير بعض المواد المخدرة.في محاولة لفهم هذه الظاهرة، استخدم الباحثون تقنيات مبتكرة تجمع بين التأمل واليوغا والتصور العقلي، دربوا من خلالها مجموعة صغيرة من المشاركين على البقاء في حالة وعي أثناء النوم. ونجح البعض منهم فــي إرسال إشـــارات عبر حركات العين المتفق عليها مسبقاً، تؤكد وجود وعي أثناء النوم غير الحالم.