توقع مديرون وخبراء في قطاع الفنادق ل«الخليج» نمو إشغالات الفنادق في الإمارات مع بداية الموسم السياحي وفصل الشتاء، إلى جانب المعارض والفعاليات الكبرى المزمع عقدها في الدولة، إضافة إلى كثافة العروض العائلية.

أوضح المديرون والخبراء أن السياحة الترفيهية تمثل الحصّة الأكبر من الحجوزات، وأنه لوحظ تنامي الطلب على الفنادق متوسطة الفئة (3 و4 نجوم)، وأن هذا التوجه يعكس تنوع السوق والخيارات.

أسعار متفاوتة

وأظهر رصد أجرته «الخليج»، تفاوتاً في أسعار الإقامة الفندقية خلال الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري 2025 في كل من دبي وأبوظبي، حيث تراوحت أسعار فنادق الخمس نجوم في دبي (لخمس ليال شاملة الإفطار والعشاء) بين 4000 و23 ألف درهم للغرفة الواحدة، تبعاً للموقع ومستوى الخدمات.
أما فنادق الأربع نجوم، فبلغت أسعارها ما بين 1500 و10 آلاف درهم، فيما سجلت فنادق الثلاث نجوم وما دون، أسعاراً تراوحت بين 750 و4000 درهم للفترة ذاتها. ورُصدت إشعارات في عدد من هذه الفنادق تشير إلى تناقص سريع في توافر الغرف، ما يدل على زيادة في الإقبال والحجوزات.

وفي العاصمة أبوظبي، سجلت فنادق الخمس نجوم أسعاراً تراوحت بين 3500 و10 آلاف درهم لذات المدة، بينما بلغت أسعار فنادق الأربع نجوم ما بين 2000 و4800 درهم، وتراوحت فنادق الثلاث نجوم وما دون بين 1500 و2500 درهم.
أكد ويليم كوستلي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة فنادق «تايم»، أن المجموعة بدأت استعداداتها مبكراً للتعامل مع الارتفاع المتوقع في الإشغال خلال سبتمبر، من خلال تعزيز الكوادر التشغيلية في الأقسام الأساسية، إلى جانب زيادة المخزون من المستلزمات التشغيلية. وأوضح كوستلي: الحجوزات السياحية شكلت النسبة الأكبر من الإشغالات، مدفوعة بإقبال العائلات والزوار من الأسواق الإقليمية، يليها حجوزات رجال الأعمال والمؤتمرات، ثم الفعاليات والمجموعات السياحية.
كما لوحظ ارتفاع ملحوظ في الطلب على الفنادق من فئة 3 و4 نجوم، لاسيما من قبل العائلات والشباب الباحثين عن إقامات تجمع الراحة والتكلفة المناسبة».
وأشار إلى أن المجموعة تطبق نموذج التسعير الديناميكي الذي يعتمد على آليات العرض والطلب، ما يعني أن الزيادة في الإشغال تنعكس تدريجياً على الأسعار، لكن بشكل مدروس يحافظ على القدرة التنافسية للعلامة في السوق.
قال مراد زورلو، المدير العام لفندق وأجنحة «ريكسوس النخلة» دبي، إنه من المتوقع أن يشهد سبتمبر نمواً في نسبة الإشغال بنحو 10% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وأضاف: «تحوّل سبتمبر من شهر تقليدي إلى فترة نشطة تساهم في تعزيز أداء الربع الرابع. هذا النمو دفعنا إلى تعزيز مستويات التوظيف، وتوسيع الطاقة الاستيعابية، وتحسين تجربة الضيوف من خلال تنظيم إجراءات الوصول وتقديم خدمات راقية».
وأشار إلى تنامي الطلب على الفنادق متوسطة الفئة نتيجة التحول نحو خيارات أكثر حساسية للأسعار بسبب الظروف الاقتصادية العالمية، مشدداً على أن هذا التوجه لا يمثل تهديداً للفنادق الفاخرة، بل يعكس تنوع السوق وتوجّهات الضيوف. وأن ارتفاع الإشغال أتاح تطبيق استراتيجيات تسعير ذكية أسهمت في تحسين متوسط سعر الغرفة، مع ضمان تجربة متكاملة للضيوف مقابل ما يُدفع.

أسواق جديدة

أكد سيف المدني، مدير قسم المبيعات والتسويق في شركة «أبناء العارف للسفريات»، أن الحجوزات الفندقية تشهد ارتفاعاً تدريجياً مع دخول سبتمبر. متوقعاً أن نمو الإشغال تزامناً مع كثافة الفعاليات الكبرى وبداية الموسم الشتوي الذي يُعد ذروة في الطلب السياحي. وأوضح أن الأسواق التقليدية مثل دول الخليج وأوروبا لا تزال تحتفظ بثقلها في حجم الإقبال، وأن هناك نمواً في الطلب من أسواق جديدة مثل آسيا الوسطى وإفريقيا.
وأضاف: «هذه الأرقام تمثل مؤشراً على تعافٍ طويل الأمد للقطاع السياحي. العروض السياحية وحزم السفر المتكاملة، وخدمات التأشيرة، تساهم في رفع الإشغال، لتناسب مختلف الشرائح. أبرز التوجهات الحالية تشمل الرحلات العائلية، المغامرات، التسوق، والإقامات القصيرة الفاخرة، لاسيما خلال الإجازات الرسمية».

اتّجاهات الزوار

أكد محمود سلوم، المدير المالي لشركة زاجل للسياحة، تسجيل حركة نشطة للحجوزات في فئة الفنادق المتوسطة، بفضل الأسعار التنافسية والعروض المستمرة.
وأوضح، أن العائلات تمثل الفئة الأكبر من الحجوزات الفندقية. مشيراً إلى أن الإقبال على السياحة الداخلية يشهد نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بالعروض الفندقية الجاذبة وسهولة التنقل داخل الدولة، ما يعزّز من مكانة السياحة المحلية كخيار مفضل.