كشفت نتائج دراسة «لومبارد أودييه» المتخصصة في خطط التعاقب في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2025، بوجود فجوة متنامية بين الوعي بأهمية التعاقب وبين الاستعداد الفعلي له.
فعلى الرغم من أن معظم الشركات العائلية تعتبره أولوية استراتيجية، إلا أن 18% فقط منها في المنطقة تمتلك خطة متكاملة للتعاقب ونقل الثروة.
ويستعرض التقرير مستوى الجاهزية للتعاقب والأبعاد المتغيرة التي تواجهها العائلات الخليجية مع استعدادها لنقل الثروات إلى الجيل التالي.
غياب الشعور بالإلحاح
أفادت 49% من العائلات الثرية التي لا تملك خطة تعاقب؛ بأنها لا تزال تؤجل هذه العملية.
وفي دولة الإمارات، يرى 30% من المشاركين؛ أن التعاقب قضية مستقبلية وليست أولوية حالية، كما تواجه العائلات تحديات ثقافية وشخصية تشمل صعوبة الوصول إلى توافق (45%)، ومحدودية الاستعانة بخبراء متخصصين (43%)، والتوتر بين التوقعات التقليدية وأساليب القيادة الحديثة (41%).
ثقة بدون هيكليات
لا يتجاوز عدد الشركات العائلية التي تعتمد أطر حوكمة رسمية لدعم انتقال القيادة السلس واحدة من كل ست شركات في المنطقة.
ورغم ذلك، يبدو التفاؤل واضحاً بقوّة، حيث أعرب 96% من ممثلي الجيل الأكبر و93% من الجيل الأصغر عن ثقتهم في قدرة الجيل الجديد على تولي زمام القيادة.
ومن بين التوجهات الواعدة، تزايد الاعتماد على المكاتب العائلية. إذ أنشأ أكثر من نصف العائلات الثرية (55%) مكاتب عائلية، وترتفع النسبة إلى 80% بين العائلات التي تدير شركات نشطة.
وجاءت إدارة الضرائب (47%) وخطط التعاقب (44%) على رأس دوافع تأسيس هذه المكاتب.
رؤية جديدة
يرى الجيل الجديد أن التعاقب لا يقتصر على الملكية، بل يمتد إلى الهوية والتأثير وشكل القيادة المستقبلية، حيث يعتقد 46% من المشاركين من الجيل الجديد أن التقنيات الحديثة سيكون لها الأثر الأكبر على الشركات العائلية في المستقبل القريب، فيما يركز 32% منهم على التوسع الدولي.
كما تلعب المرأة دوراً متزايداً في القيادة؛ إذ أصبح لواحدة من كل ثلاث عائلات نساء في مواقع قيادية عليا، مع انعكاسات إيجابية على الابتكار (58%) والحوكمة (45%) والتعاون بين الأجيال (45%).
وفي الإمارات، يضم ثلث العائلات تقريباً نساء في مواقع القيادة، وأكد 50% من المشاركين في الإمارات وجود تحسن ملحوظ في نتائج خطط التعاقب عند إشراك النساء بفاعلية.
رحلة تدريجية
قال علي جانودي، رئيس الأسواق الجديدة لدى «لومبارد أودييه»: «لا يعتبر التعاقب حدثاً آنيّاً، بل رحلة تدريجية تتطلب الوقت والوضوح والثقة بين الأجيال. ما نسمعه من العائلات ليس تردداً، بل رغبة في وجود مساحة للتخطيط الواعي والهيكليات الداعمة لهذه المسيرة.