أعلنت إنفيديا، الخميس، أنها ستستثمر 5 مليارات دولار في شركة إنتل، ما يُلقي بثقله خلف مصنع الرقائق الأمريكي المتعثر، لكنها لم تُقدم لإنتل صفقة تصنيع حاسمة. ويُمثل الاتفاق، الذي يتضمن أيضاً خطةً لإنتل وإنفيديا لتطوير رقائق أجهزة الكمبيوتر ومراكز البيانات بشكل مشترك، خطراً مُحتملاً على شركة "تي اس أم سي" التايوانية. وتُصنّع "تي اس أم سي" حالياً مُعالجات إنفيديا الرئيسية، وهو عملٌ قد تُوسّعه الشركة الأكثر قيمةً في العالم يوماً ما لتشمل إنتل. كما أن شركة "إي أم دي"، التي تُنافس إنتل على توريد الرقائق لمراكز البيانات، مُعرّضةٌ للخسارة أيضاً بفضل دعم إنفيديا. وارتفعت أسهم إنتل بنسبة 28% في تداولات ما قبل السوق، بينما ارتفعت إنفيديا بنسبة 3%. وصرحت إنفيديا، التي تُسهم رقائقها الأساسية في دعم طفرة الذكاء الاصطناعي العالمية، في بيانٍ لها أنها ستدفع 23.28 دولار أمريكي للسهم الواحد مقابل أسهم إنتل العادية، وهو سعرٌ أقل بقليل من 24.90 دولار أمريكي عند إغلاق أسهم إنتل يوم الأربعاء. ومع ذلك، فإن هذا السعر أعلى من سعر 20.47 دولار أمريكي للسهم الذي دفعته حكومة الولايات المتحدة مقابل حصة استثنائية بلغت 10% في إنتل الشهر الماضي. وستصبح إنفيديا واحدة من أكبر مساهمي إنتل، ومن المرجح أن تمتلك 4% أو أكثر من الشركة بعد إصدار أسهم جديدة لإتمام الصفقة. ويمثل دعم إنفيديا فرصة جديدة لإنتل بعد سنوات من جهود التحول في الشركة المصنعة الأمريكية الشهيرة التي لم تُثمر. وعيّنت الشركة رئيساً تنفيذياً جديداً، ليب بو تان، في مارس. تعهد تان بجعل عمليات إنتل أكثر مرونة وبناء طاقة المصنع فقط عندما يكون هناك طلب مماثل. والأهم من ذلك، أن الصفقة لن تشمل أعمال التصنيع التعاقدي التابعة لإنتل. ويعتقد معظم المحللين أن بقاء مصنع إنتل يتطلب في نهاية المطاف كسب عميل كبير مثل إنفيديا، وأبل، وكوالكوم، وبرودكوم. لكن الصفقة تُضاف إلى احتياطي رأس المال المتنامي الذي تراكم لدى إنتل بعد أسابيع من إعلانها عن استثمار بقيمة ملياري دولار من سوفت بنك وحصولها على 5.7 مليار دولار من الحكومة الأمريكية. وصرح ديفيد زينسنر، المدير المالي لشركة إنتل، للمستثمرين في مؤتمر لدويتشه بنك الشهر الماضي أن الشركة تتمتع «بوضع مالي جيد» ولن تحتاج إلى المزيد من رأس المال حتى ترى طلباً كبيراً على 14A، وهي عملية تصنيع من الجيل التالي تتوقع الشركة استثماراً كبيراً في بنائها. تصميم معالجات لمراكز البيانات بموجب الصفقة التي أُعلن عنها يوم الخميس، تخطط إنتل لتصميم معالجات مركزية مخصصة لمراكز البيانات، والتي ستُرفقها إنفيديا مع شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والمعروفة باسم وحدات معالجة الرسومات (GPUs). ستتيح تقنية إنفيديا الحصرية لشرائح إنتل وإنفيديا التواصل بسرعات أعلى من ذي قبل. وحالياً، لا تتوفر خوادم الذكاء الاصطناعي الأكثر مبيعاً من إنفيديا، والمزودة بهذه الروابط السريعة، إلا باستخدام رقاقات إنفيديا نفسها، لكن هذه الصفقة ستضع إنتل على قدم المساواة، ما يمنحها فرصةً لتحقيق الربح من كل خادم من خوادم إنفيديا. وقد تُشكّل رقاقات إنفيديا وإنتل المدمجة تحدياً تنافسياً كبيراً لشركة AMD، التي تُطوّر خوادم الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ولشركة Broadcom، التي تمتلك أيضاً تقنية الاتصال بين الرقاقات وتساعد شركات مثل جوجل على تطوير رقاقات الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة للأسواق الاستهلاكية، ستُزوّد إنفيديا إنتل بشريحة رسومات مُخصصة يُمكن لإنتل دمجها مع معالجاتها المركزية لأجهزة الكمبيوتر بنفس الروابط السريعة، ما قد يمنحها أفضليةً على منافسيها مثل AMD. (رويترز)