كشف عدد من عملاء البنوك ل«الخليج»، عن تلقيهم اتصالات هاتفية من أشخاص ينتحلون صفة موظفي خدمة العملاء، يزعمون فيها أن هناك بطاقة مصرفية جديدة سترسل إليهم بدلاً من بطاقتهم الحالية، ويطلب المتصلون منهم الدخول إلى تطبيق البنك أو اتباع رابط يرسل عبر رسالة نصية، لتنفيذ خطوات تفعيل البطاقة الجديدة، وضمان استمرار إجراء المعاملات المالية.
وأضاف المتعاملون، أن هذه الاتصالات بدت في البداية رسمية ومقنعة، إذ استخدم المحتالون معلومات صحيحة مثل اسم البنك الذي يتعاملون معه لتعزيز مصداقيتهم، غير أن الهدف الحقيقي كان سرقة بياناتهم المصرفية.
أشار آخرون إلى طريقة احتيال أخرى وهى أن المحتالين يرسلون رسائل نصية من أرقام خارج الدولة، تتظاهر بأنها صادرة عن أنظمة مرور محلية، وتدعي وجود رسوم لم يتم سدادها مع تحذير من غرامات يومية، إذا لم يتم السداد فوراً.
وأكدوا أنهم لا يملكون سيارات من الأساس، وكان الهدف من هذه الرسائل هو دفع الضحية إلى الضغط على رابط إلكتروني مزيف، وإدخال بياناته المصرفية أو معلوماته الشخصية، ما يتيح للمحتالين سرقة حسابه المصرفي.
فيما أكد خبيرا أمنٍ سيبراني، أن أساليب الاحتيال المصرفي تتطور بشكل مستمر، وأن المحتالين لا يتوقفون عن ابتكار طرق جديدة لإيقاع الضحايا، وأن ما نشهده اليوم من استخدام أساليب احتيالية، مثل طلب «تفعيل بطاقة مصرفية جديدة» لم تصل فعلياً إلى العميل، أو تفعيل خدمة جديدة لم يطلبها، ليس إلا مثالاً على أساليب الاحتيال التي يطورها المحتالون.
وأضافا، أن هجمات الاحتيال المصرفي أصبحت تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأكثر الأساليب تطوراً في الوقت الحالي، هي إنشاء تطبيقات مزيفة مشابهة تماماً لتطبيقات البنوك، وإرسال رسالة تطلب من العميل تحديثات وتسجيل الدخول مجدداً عبر رابط إلكتروني، وبعد إدخال البيانات، يتم إرسالها مباشرة إلى المحتالين.
وأشارا إلى أن أي محاولة لإجبار العميل على تنفيذ خطوة مصرفية سريعة، يجب أن تثير الشك لديه وتدفعه للتحقق من هوية المتصل عبر القنوات الرسمية، وشددا على أن الوعي الرقمي واليقظة المستمرة هما خط الدفاع الأول لحماية البيانات والمعلومات المصرفية.
أساليب احتيالية متطورة
قال أحمد يوسف، خبير الأمن السيبراني: «إن أساليب الاحتيال المصرفي تتطور بشكل مستمر، وإن المحتالين لا يتوقفون عن ابتكار طرق جديدة لإيقاع الضحايا، وإن ما نشهده اليوم من استخدام أساليب احتيالية مثل طلب «تفعيل بطاقة مصرفية جديدة» لم تصل فعلياً إلى العميل، أو تفعيل خدمة جديدة لم يطلبها، ليس إلا مثالاً على أساليب الاحتيال التي يطورها المحتالون»
وأضاف «من أساليب الاحتيال المتطورة أيضاً تصميم مواقع إلكترونية مزيفة تبدو كنسخة طبق الأصل من مواقع البنوك، وأسماء قريبة من الأصلية، وباستخدام شعارات وهوية بصرية مألوفة، لإيهام الضحية بالثقة، ثم يطلبون من الضحية إدخال بيانات البطاقة أو كلمات المرور أو الضغط على رابط إلكتروني، لذا يجب على المستخدمين التدقيق في عنوان الموقع، لتفادي إدخال البيانات عبر روابط مرسلة، والاعتماد على مواقع البنوك الرسمية فقط»
ولفت إلى أن أي محاولة لإجبار العميل على تنفيذ خطوة مصرفية سريعة، يجب أن تثير الشك لديه وتدفعه للتحقق من هوية المتصل عبر القنوات الرسمية.
نصائح لحماية الحسابات
نصح يوسف بعدم الاستجابة لأي اتصال يطلب الإدلاء بمعلومات شخصية أو تنفيذ أي إجراءات مصرفية، مهما بدا الأمر طبيعياً، إذ إن الهدوء والتحقق أفضل دائماً من الاستجابة السريعة، أو إذا كانت أرقام المتصل غير متطابقة مع أرقام البنك أو لا يظهر اسم البنك عند الاتصال، فعلى المتعامل إنهاء المكالمة فوراً والاتصال بخدمة العملاء عبر الأرقام الرسمية أو التوجه للمصرف.
وأضاف: يجب تفعيل جميع إعدادات الحماية الإضافية داخل التطبيقات المصرفية، واستخدام المصادقة الثنائية وكلمات المرور القوية وقفل التطبيق بالبصمة أو الوجه، وأيضاً مراقبة الحسابات بانتظام، وتفعيل تسلّم الإشعارات الفورية لأي حركة مالية، والتبليغ فوراً عند الشك في أي نشاط مشبوه، لأن سرعة الإبلاغ قد تمنع خسائر أكبر.
وأكد أن خسارة المعلومات المصرفية لا تقتصر على فقدان أموال فحسب، بل تتعداها إلى عبء إغلاق الحسابات واسترداد الأموال، وهي عملية قد تستغرق وقتاً وتستهلك طاقة نفسية ومادية».
وشدد على أن الوعي هو خط الدفاع الأول أمام هذه الأساليب، إذ يجب على العملاء أن يدركوا أن البنوك لا تطلب من عملائها مثل هذه الإجراءات أو مشاركة أي بيانات مصرفية عبر الهاتف أو الرسائل، ولا تطلب منهم أيضاً تحميل أو تحديث تطبيقات غير رسمية.
اعتماد على الخدمات الرقمية
قال عمرو بكير، خبير تقنية المعلومات، «إن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً كبيراً في عمليات الاحتيال الإلكتروني، خاصة تلك المتعلقة بالحسابات المصرفية، ومع اعتماد الأفراد والشركات المتزايد على الخدمات عبر القنوات الرقمية، أصبح المحتالون أكثر ابتكاراً في استخدام هذه القنوات للاستيلاء على الأموال والبيانات الشخصية». وأوضح «إن هجمات الاحتيال المصرفي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن أكثر الأساليب تطوراً في الوقت الحالي، هي إنشاء تطبيقات مزيفة مشابهة تماماً لتطبيقات البنوك تطلب من العميل تحديثات وتسجيل الدخول مجدداً، وبعد إدخال البيانات، يتم إرسالها مباشرة إلى المحتالين».
وأضاف «ولا تزال الرسائل النصية والإلكترونية أداة فعالة للمحتالين، لكن بأسلوب جديد مثل تصميم الرسالة بأسلوب مطابق للرسائل الأصلية للبنك، مع تغيير بسيط جداً في عنوان الرابط مثل حرف أو رقم، تحمل روابط إلكترونية لمواقع مزيفة تشبه المواقع الرسمية للبنوك».
وأشار إلى «أن هناك علامات تحذيرية يجب على العميل أن يضعها نصب عينيه، تدل على أنه يتعرض للاحتيال المصرفي، مثل تلقي مكالمات أو رسائل مفاجأة تطلب بيانات حساسة مثل كلمة المرور أو رمز التحقق أو إجراءات أخرى، ووجود تهديدات أو استعجال غير منطقي مثل يجب التفعيل فوراً أو سيتم إيقاف الحساب».
ثقافة مصرفية آمنة
وشدد بكير على «أن الوعي الرقمي واليقظة المستمرة هما خط الدفاع الأول لحماية البيانات والمعلومات المصرفية، وكلما كان العملاء أكثر وعياً بأساليب الاحتيال الشائعة وكيفية تجنبها، كانت فرص المحتالين أقل في سرقة الحسابات، لذا يجب نشر الثقافة المصرفية الآمنة أكثر، وتوخي الحذر في التعامل مع أي مكالمات أو رسائل مشبوهة».
وأكد «أن الحماية تبدأ بعدم مشاركة البيانات السرية مثل أرقام البطاقة أو رموز التحقق، والتأكد من مصادر التواصل عبر الأرقام الرسمية للبنك، وفي حال وجود شك، يجب التواصل مباشرة مع البنك عبر الرقم الرسمي، وتحميل وتحديث التطبيقات من المتاجر الرسمية، ومراقبة الحسابات دورياً لاكتشاف أي معاملات مشبوهة، والتبليغ الفوري عند التعرض لمحاولة احتيال».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.