كتب عبد الحليم سالمالخميس، 25 سبتمبر 2025 07:00 ص أكد المهندس أشرف بدوي، خبير صناعة الغزل والنسيج، أن مصر تشهد في الوقت الحالي قفزة صناعية كبرى بفضل نجاحها في جذب الاستثمارات الأجنبية من مختلف دول العالم، ومنها الأوروبية كتركيا وألمانيا، والآسيوية مثل الصين وباكستان والهند، إضافة إلى استثمارات أفريقية، وهو ما انعكس على جميع المجالات الصناعية وفي مقدمتها قطاع الغزل والنسيج. وأشار بدوي إلى أن ثقة رؤوس الأموال في مناخ الاستثمار المصري جاءت نتيجة خلق بيئة آمنة ومستقرة وجادة، بفضل الدور الكبير الذي يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي نال احترام دول العالم، وعظم من مكانة مصر على الساحة الدولية من خلال حفاظه على المناخ الآمن والمستقر. وأوضح أن مصر تعيش نهضة صناعية كبرى في مشروعات الغزل والنسيج، حيث نجح مجمع المحلة الكبرى في المنافسة عالمياً والوصول إلى مستويات غير مسبوقة من الجودة، خاصة في إنتاج الخيوط الرفيعة المصنعة من القطن المصري، والتي يتم حجز إنتاجها بالكامل لصالح دول شرق آسيا وغيرها. وأكد بدوي أن مجمع المحلة العملاق أصبح مصدراً مسيطراً على مستوى العالم في جودة الخيوط الرفيعة دون أي منافس، مشيراً إلى أن الدراسات القياسية الخاصة بمؤشرات الإنتاجية العمالية (Labour Productivity Indices) أوضحت أن تشغيل مصانع الغزل الرفيع في المحلة يتم عبر ثلاث مصانع ضخمة تضم ماكينات يصل عدد مردنها إلى 313.336 ألف مردن، من بينها مصنع 6 تحت التشغيل، وبطاقة إنتاج يومية تبلغ 46.625 طن. وأضاف أن حساب عدد العمالة لا يعتمد فقط على حجم الإنتاج اليومي بالطن، وإنما على سمك الخيوط (النمر المنتجة)، حيث أن الخيوط الرفيعة لا تحتاج إلى عمالة كثيفة. وأوضح أن الحساب العلمي الصحيح يكون بوحدة “الطن نمره برمه”، حيث كلما زادت البرمات انخفض الإنتاج. وبناءً على ذلك، فإن العدد المثالي المطلوب لتشغيل مصانع غزل المحلة لا يتعدى 3263 عاملاً فقط، شاملاً الإدارات الإدارية والمالية والأمن والصيانة، بحيث لا تتجاوز العمالة غير الإنتاجية نسبة 5% من إجمالي العمالة، بينما الواقع الحالي يشهد تجاوزها 52%، وهو ما يعيق التميز والنجاح. وشدد بدوي على أن التطور التكنولوجي في مجمع المحلة والروبيكي وشركات القطاع الخاص الناجحة ساهم في ترشيد العمالة وتحقيق الكفاءة، مع منح العاملين أجوراً مرتفعة ومجزية، مؤكداً أن الالتزام بالمعايير العالمية ضرورة لضمان استمرارية النجاح وتحقيق العوائد. كما دعا خبير الغزل والنسيج إلى ضرورة تطبيق نظم الجيل الثالث والرابع من الصيانة، ومنها الذكاء الصناعي والصيانة التنبؤية، للحفاظ على حالة الماكينات وضمان ثبات الجودة. وأكد أهمية استخدام أدوات قياس الاهتزاز والتوازي مثل أجهزة Comi-laser، وأجهزة كشف تسرب الهواء Air Leakage Detector، فضلاً عن أجهزة قياس استهلاك الطاقة، والتي تعتمد عليها مصانع شرق آسيا بشكل يومي لضمان الكفاءة وخفض استهلاك الطاقة. واستعرض بدوي توزيع العمالة داخل مصانع المجمع، مشيراً إلى أن مصنع 4، الذي يعمل بمتوسط خيط 60 ويضم 44 ماكينة غزل بإجمالي 71.800 مردن، ينتج يومياً 10.625 طن بمتوسط “طن نمره برمه” يبلغ 19.698، ويعمل به 688 عاملاً. أما مصنع 1، وهو الأكبر بطاقة إنتاجية في المحلة ويعد أكبر مصنع غزل رفيع في العالم، فيضم 112 ماكينة غزل بعدد 182.784 ألف مردن، بمتوسط خيط 80 إنجليزي، وإنتاج يومي يصل إلى 21 طناً. ويبلغ إنتاجه “طن نمره برمه” نحو 60.093، بينما يحتاج إلى 2099 عاملاً فقط وفق النظم القياسية المتبعة عالمياً، شاملاً جميع الإدارات. وأشار بدوي إلى أن هذه النظم المتبعة في مجمع المحلة العملاق مماثلة لما يجري في الشركات العالمية والقطاع الخاص الناجح داخل مصر، لافتاً إلى أن مصانع القطاع الخاص المصرية بمدينة العاشر من رمضان وأوزبكستان والهند ودول شرق آسيا، التي تنتج الخيوط السميكة والمتوسطة من الأقطان القصيرة، لا يتجاوز عدد عمالها في حالة إنتاج 50 طن يومياً من خيط 30 ممشط كومباكت أكثر من 500 عامل. واختتم بدوي تصريحاته مؤكداً أن هذا النموذج هو السبب المباشر في تحقيق الاستقرار المالي وزيادة ربحية الشركات، داعياً إلى ضرورة التوسع في تطبيق المعايير العالمية لضمان نجاح التجربة المصرية في صناعة الغزل والنسيج.