اقتصاد / صحيفة الخليج

الهجمة الضوئية المفاجئة

«ساينس ألرت»

في حال إشعال ملايين الأضواء حول العالم دفعة واحدة، من ناطحات السحاب في المدن الكبرى إلى المنازل الريفية النائية، ستضع هذه الهجمة الضوئية المفاجئة البنية التحتية للكهرباء تحت ضغط هائل، وتكشف عن هشاشة النظام الذي نعتمد عليه يومياً دون أن نشعر.
النتيجة الأولى والأكثر وضوحاً ستكون ارتفاعاً هائلاً ومفاجئاً في الطلب على الكهرباء. تحتاج شبكات الكهرباء حول العالم إلى التوازن بين الإنتاج والاستهلاك في كل لحظة. وأي خلل في هذا التوازن، حتى لو كان بسيطاً أو استمر لثوان فقط، سيؤدي إلى انقطاع تام في التيار الكهربائي. ولهذا، يستخدم مشغلو الشبكات أجهزة متطورة لمراقبة الحمل الكهربائي وضبط الإنتاج باستمرار.
تتنوع مصادر توليد الكهرباء ما بين الفحم، والغاز الطبيعي، والطاقتين النووية والمتجددة كالشمس والرياح والمياه. ولكل مصدر قدرات مختلفة في الاستجابة لزيادة الطلب، فمحطات الغاز الطبيعي، مثلاً، يمكنها التكيف بسرعة، بينما تحتاج المحطات النووية ومحطات الفحم إلى وقت أطول لإعادة التشغيل أو التكيف مع الطلب الجديد. أما المتجددة، فلا يمكن الاعتماد عليها دائماً، لأنها مرتبطة بعوامل بيئية متغيرة.
ورغم التطورات في تقنيات تخزين الطاقة مثل البطاريات العملاقة، فإنها ما زالت غير قادرة على تخزين كميات كافية لتغذية مدن كاملة عند الحاجة. ومع ذلك، بعض محطات الطاقة الكهرومائية تمتلك القدرة على ضخ المياه أثناء انخفاض الطلب، ثم استخدامها لاحقاً لإنتاج الكهرباء عند الحاجة القصوى.
ومن حسن الحظ، لن تنقطع الكهرباء عن العالم بأكمله بسبب أمر كهذا، والسبب يعود إلى عدم وجود شبكة كهرباء عالمية واحدة، فكل دولة أو منطقة تدير شبكتها الخاصة، ويمكن عزل المناطق المتضررة بسرعة لتقليل الأضرار.
عامل آخر يخفف من الأثر هو الانتشار الواسع لمصابيح LED الحديثة، فهي تستهلك طاقة أقل بكثير من التقليدية، ما يجعل الهجمة الضوئية أقل استهلاكاً للطاقة مما قد يتصور البعض.
ومع ذلك، فإن التأثير البيئي سيكون واضحاً، ليس على شبكات الكهرباء فقط، بل أيضاً على سماء الليل، فتوهج السماء، وهو الضوء المنتشر الناتج عن انعكاس الإضاءة عن الجسيمات في الجو، سيزداد بشكل كبير، ما يجعل رؤية النجوم شبه مستحيلة، حتى في المناطق الريفية أو الصحراوية.
لن يؤثر التلوث الضوئي الناتج فقط على الفلكيين أو عشاق السماء، بل أيضاً على الصحة العامة، من خلال اضطراب أنماط النوم، وعلى النظم البيئية بإرباك الطيور والحشرات والكائنات الليلية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا