«لايف تكنولوجي» تُعد ندرة المياه مشكلة عالمية مُلحة تؤثر في ملياري شخص يفتقرون إلى مياه شرب آمنة. وتتفاقم هذه الأزمة بفعل تغير المناخ، مما يؤدي إلى موجات جفاف أطول وأكثر شدة في جميع أنحاء العالم.ومع انكماش الخزانات المائية وانخفاض منسوب المياه الجوفية وتزايد صعوبة التنبؤ بمواسم الأمطار، تُصبح الحاجة إلى حلول مُبتكرة أكثر إلحاحاً.ويُعد تغير المناخ عاملاً رئيسياً في ندرة المياه، إذ يُخل بالدورات الهيدرولوجية (العملية المستمرة لحركة المياه على الأرض وفي الغلاف الجوي) ويُفاقم ظروف الجفاف.ووفقاً لجامعة كامبريدج البريطانية، يغيّر ارتفاع درجات الحرارة العالمية أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى جفاف أكثر تواتراً وشدة في العديد من المناطق ونتيجةً لذلك، تستنزف مصادر المياه بمعدلات مُنذرة بالخطر، مما يُشكل تحدياتٍ جسيمة للمجتمعات حول العالم.وأحد الحلول المحتملة لمعالجة شح المياه يكمن في استغلال مخزونات الرطوبة بالغلاف الجوي، فمن خلال الاستفادة من التقنيات المبتكرة، مثل استمطار السحب ومولدات المياه الجوية، قد يكون من الممكن استخراج المياه من الهواء وتحويلها إلى موارد صالحة للاستخدام في المجتمعات التي تواجه الشح.تُقدم التطورات التكنولوجية حلولاً واعدة للتخفيف من آثار شح المياه الناجم عن تغير المناخ، بدءاً من محطات تحلية المياه التي تُحول مياه البحر إلى مياه عذبة، وصولاً إلى أنظمة الري الذكية التي تُحسن استخدام المياه في الزراعة، تتوفر أدوات مُتنوعة لتعزيز أمن المياه ومرونتها في مواجهة الظروف البيئية المتغيرة.يتطلب التصدي لندرة المياه العالمية نهجاً متعدد الجوانب يشمل تدخلات سياسية وجهوداً تعاونية بين الجهات المعنية وممارسات مستدامة لإدارة المياه، يجب على الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص العمل معاً لتنفيذ استراتيجيات فعالة تعزز الحفاظ على المياه وتحسين البنية التحتية للمياه وضمان وصول الجميع إلى المياه النظيفة بشكل عادل.ويُعد تأثير تغير المناخ على ندرة المياه العالمية قضيةً بالغة الأهمية تتطلب اهتماماً فورياً وتضافر الجهود ومن خلال تسخير التقنيات المبتكرة وتطبيق الممارسات المستدامة وتعزيز التعاون على نطاق عالمي، يمكننا العمل على ضمان مستقبل آمن مائياً للأجيال القادمة.