إعداد: أحمد البشير
يُعد داريو أمودي، من مواليد 1983، واحداً من أبرز الباحثين وروّاد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يشغل منصب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «أنثروبيك» (Anthropic)، الشركة التي طوّرت سلسلة النماذج اللغوية المتقدمة كلاود (Claude).
قبل ذلك، كان نائباً للرئيس لشؤون الأبحاث في شركة «أوبن إيه آي»، ما جعله من الأسماء البارزة في مسيرة تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
ولا يكتفي أمودي بالإدارة والبحث، بل يشارك بانتظام في النقاشات العامة حول فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي المتقدم، حيث يدعو إلى استراتيجية يصفها ب«التفاهم» أو «الوفاق»، تقوم على تشكيل تحالف بين الدول الديمقراطية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية، بشكل يضمن التفوق الاستراتيجي على الخصوم، مع مشاركة الفوائد مع الدول المتعاونة.
وُلد أمودي في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، عام 1983، ونشأ في بيئة عائلية متوسطة وكان والده، ريكاردو أمودي، حرفياً من أصل إيطالي يعمل في صناعة الجلود، بينما والدته، إيلينا إنغل وهي من مدينة شيكاغو، عملت مديرة مشاريع في قطاع المكتبات وله شقيقة تُدعى دانييلا أمودي، وُلدت بعده بأربع سنوات.
التأهيل العلمي
تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة لويل الثانوية، قبل أن يبدأ دراسته الجامعية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) حيث عمل مع البروفيسور توم تومبريلو ولاحقاً، انتقل إلى جامعة «ستانفورد» وحصل منها على درجة البكالوريوس في الفيزياء.
كما نال درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة «برينستون»، حيث ركزت أبحاثه على الكهرباء الحيوية في الدوائر العصبية وبعد ذلك، عمل باحثاً ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة ستانفورد.
المسيرة المهنية
بدأ أمودي مسيرته العملية في شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث عمل لدى شركة «بايدو» بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 وأكتوبر/ تشرين الأول 2015، ثم انتقل إلى «غوغل» وفي عام 2016، التحق بشركة «أوبن إيه آي»، حيث شغل منصب نائب الرئيس للأبحاث وأسهم في تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر.
وفي عام 2021، أسس داريو وشقيقته دانييلا شركة «أنثروبيك»، مع مجموعة من كبار الباحثين الذين غادروا «أوبن إيه آي»، بسبب خلافات تتعلق بالتوجهات المستقبلية للشركة ومنذ ذلك الحين، برزت «أنثروبيك» لاعباً رئيسياً في سباق تطوير النماذج اللغوية المتقدمة.
وفي نوفمبر 2023، عرض مجلس إدارة «أوبن إيه آي» على أمودي منصب المدير التنفيذي خلفاً لسام ألتمان، كما طرح فكرة دمج الشركتين، لكنه رفض كلا العرضين، أما في عام 2025، فقد أدرجته مجلة «تايم» ضمن قائمتها لأكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم.
الذكاء الاصطناعي
يُعتبر أمودي من أبرز الأصوات التي تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي، ففي يوليو/ تموز 2023، قدَّم شهادته أمام لجنة قضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي، محذراً من التهديدات التي قد تشكلها هذه التقنيات في تطوير الأسلحة والتحكم بها.
وفي أكتوبر 2024، نشر مقالاً بعنوان «آلات النعمة المُحبة»، تناول فيه كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحسن رفاهية البشر، مؤكداً في الوقت ذاته أن المخاطر لا تقل خطورة عن الفوائد وكتب في المقال: «أعتقد أن معظم الناس يقللون من شأن المكاسب الثورية التي قد يجلبها الذكاء الاصطناعي، تماماً كما يقللون من شأن المخاطر المحتملة».
كما دعا إلى استراتيجية «الوفاق»، التي تقوم على أن تتحالف الدول الديمقراطية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لتحقيق تفوق استراتيجي وعسكري، مع توزيع الفوائد على الدول المتعاونة.
وفي مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، وضّح موقفه قائلاً: «لسنا مع أو ضد بشكل مطلق، القول إنه لا يجب استخدام الذكاء الاصطناعي أبداً في الدفاع والاستخبارات لا يبدو منطقياً وفي المقابل، استخدامه دون حدود لتطوير أسلحة دمار شامل أمر مجنون بنفس القدر، نحاول البحث عن الطريق الوسط: الاستخدام المسؤول».
وفي يوليو 2025، حصلت «أنثروبيك» على عقد دفاعي بقيمة 200 مليون دولار من وزارة الدفاع الأمريكية، بالشراكة مع شركات كبرى مثل «غوغل»، و«إكس إيه آي» (xAI)، و«أوبن إيه آي».
شخصية مؤثرة
يجمع أمودي بين الخلفية الأكاديمية العميقة في الفيزياء والعلوم العصبية، والخبرة العملية في كبريات شركات التكنولوجيا والرؤية الاستراتيجية لمستقبل الذكاء الاصطناعي، هذه التركيبة جعلت منه شخصية محورية في النقاشات العالمية حول كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية مع تقليل مخاطره.
ورغم أنه يقود واحدة من أهم الشركات في هذا القطاع، إلا أنه يظل حذراً من الانزلاق في مسارات غير مسؤولة وبين التفاؤل بالمكاسب والتحذير من المخاطر، يواصل لعب دور صانع التوازن في عالم يشهد سباقاً محموماً نحو مستقبل تحكمه الخوارزميات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.