سلّط رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، خلال كلمته اليوم، في منتدى إنيرجي إنتليجنس في لندن بالمملكة المتحدة، الضوء على مجموعة من التحديات التي يشهدها العالم والمرتبطة بخطط وسياسات تحوّل الطاقة لتكون مستدامة ومتاحة بأسعار معقولة وبشكل مستقر. وأكد أن النفط والغاز بمثابة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، وأن هناك حاجة لتعزيز موارد الطاقة من كل نوع لتلبية الطلب العالمي المتزايد، مستعرضًا في الوقت نفسه طموحات أرامكو السعودية للنمو على المدى الطويل. وفيما يتعلق بتحوّل منهجية الخطاب بشأن تحوّل الطاقة، أفاد أنه لا بد لكثير من خبراء التوقعات والمحللين الرئيسيين، أن يعيدوا النظر في خططهم وسيناريوهاتهم لتصبح أكثر واقعية، مع استمرار النفط والغاز لعقود أخرى، وهو ما آمل أن يكون بمثابة ضوءاً أخضر للاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز. تحول الطاقة وبين الناصر أن العديد من الوعود والسيناريوهات غير الواقعية بشأن تحوّل الطاقة لم تتحقق على أرض الواقع، بل أسفرت بغير قصد عن العديد من العواقب غير المرغوبة، على سبيل المثال، بالرغم من نمو السيارات الكهربائية واستثمارات الطاقة المتجددة، لكنها تظل محدودة بالنظر لحجم الاحتياجات العالمية ولا تغطي حتى نمو الطلب، وتظل أرقام هذا النمو صغيرة إجمالًا، حتى في دول الشمال العالمي، فإن الواقع الاقتصادي والقيود التقنية، وقبول الناس لخطة التحوّل الحالية بالنظر لتكاليفها المرتفعة، تفرض إجراء بعض التغييرات الجذرية في السياسات. موارد ضخمة وعن إستراتيجية أرامكو السعودية للنمو، قال الناصر: «نحن مصممون على المضي قدمًا في المحافظة على ريادتنا في قطاع النفط بفضل قاعدة مواردنا الضخمة، وتكاليفنا المنخفضة، ولأن أرامكو السعودية من بين الأقل عالميًا من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج، كما نعمل على تسريع وتيرة أعمالنا في مجال الغاز، إذ نمتلك بعضًا من أكبر الاحتياطيات في العالم، بما في ذلك إمكانات كبيرة في مجال الغاز غير التقليدي، ولهذا السبب نعمل على زيادة إنتاجنا من الغاز بشكل كبير. كما تظل المواد الكيميائية مجالًا رئيسًا للنمو على المدى الطويل، بفضل نقاط قوتنا المؤكدة في كل من المواد الخام والتحويلية». برنامج عالمي وحول استخدام أرامكو السعودية للتقنيات المتقدمة، أضاف الناصر: «نواصل العمل على تحسين الكفاءة، وخفض انبعاثات الكربون والميثان في مراحل الإنتاج الأولى، كما نقوم بتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في أعمالنا وبشكل مبتكر، ونستثمر في البنية التحتية، واستقطاب أفضل الكفاءات، بالإضافة إلى توسعة برنامجنا العالمي لرأس المال الجريء الذي يبلغ ٧ مليارات دولار، كما نعمل على ترسيخ حضورنا بعناية في قطاع مصادر الطاقات الجديدة، وعلى أهبة الاستعداد للتوسع حينما تصبح هذه الطاقات قادرة على المنافسة تجاريًا»، مبينًا أن هذه الإستراتيجية المتوازنة تمكّننا من الاستعداد لمستقبل واقعي، وتحقق قيمة طويلة الأجل لأصحاب المصلحة والمساهمين في جميع أنحاء العالم. أخبار ذات صلة