تحولت منطقة الشرق الأوسط إلى وجهة جاذبة للاستثمارات والمواهب وأحدث التقنيات، ومركز يعيد رسم خريطة إنتاج الغذاء العالمي. واستجابة للتحولات الجيوسياسية والاقتصادية وما يصاحبها من إعادة هيكلة لسلاسل الإمداد العالمية، يتجه المصنِّعون لنقل عملياتهم بالقرب من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي لما تتمتع به المنطقة من بنية تحتية لوجستية لا تُضاهى وممرات تجارية مفتوحة وسياسات صناعية متقدمة. مع تصنيف دبي الوجهة الأولى عالمياً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، يقف معرض «جلفود للتصنيع» في قلب هذا التحول الاقتصادي ليكون المُحفز لمزيد من النمو في قطاع تصنيع الأغذية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا. إن ما يساهم في هذا التحول أيضاً هو الدور الريادي الذي تلعبه المنطقة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بمعدل سنوي مركب مذهل يبلغ 43.65% حتى عام 2033، مما يجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المحرك الرئيسي للتصنيع القائم على الذكاء الاصطناعي. 32 % نمو استثنائي محققاً نمواً استثنائياً بنسبة 32% مقارنةً بنسخته لعام 2024، تنطلق فعاليات معرض «جلفود للتصنيع 2025» مجدداً في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر، وذلك في نسخته الأكبر والأكثر تنوعاً على الصعيد العالمي حتى الآن. يجمع الحدث تحت مظلته 2,500 عارض من 79 دولة سيتواجدون في 21 قاعة، ويغطي المعرض في دورته الحادية عشرة كافة جوانب سلسلة القيمة الإنتاجية، والتي تشمل: المكونات، والتصنيع، والتعبئة والتغليف، وحلول سلاسل الإمداد، والتحكم والأتمتة. يحظى المعرض بمشاركة قوية تصل إلى 90% من أبرز العلامات التجارية العالمية في قطاع تصنيع الأغذية، من بينها Chocolake و IMCD وMultivac Middle East FZ وSIG، إلى جانب استقطابه لعدد من المبتكرين الجدد الواعدين. ويدل هذا الحضور على المكانة المتنامية لدبي كمركز عالمي يجمع الابتكار والاستثمار ويقود التحول الصناعي في قطاع الأغذية. الجدير بالذكر أن هذا التوسع السريع يعكس الزخم الاستثماري الذي تشهده المنطقة؛ ففي دول مجلس التعاون الخليجي، تعهدت الحكومات بضخ استثمارات تتجاوز 3.8 مليار دولار في قطاعيّ تكنولوجيا الأغذية والابتكار الزراعي بهدف تعزيز قدرات التصنيع المحلية وتحقيق الأمن الغذائي. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو السوق العالمي لآلات تصنيع الأغذية بمقدار 21.69 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، مدفوعاً بالتوجه نحو الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتدفقات الاستثمارية من منطقة آسيا والمحيط الهادئ. مكانة مثالية لقيادة التحول الصناعي وتعليقاً على أهمية المعرض، قال مارك نابير، نائب الرئيس لإدارة المعارض بمركز دبي التجاري العالمي: «تحتل دبي اليوم مكانة مثالية لقيادة التحول الصناعي عالمياً. ففي ضوء الدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات في تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التصنيع وتماشياً مع مستهدفات 'مشروع 300 مليار'، تقود الدولة حقبة جديدة من الإنتاج المتقدم والذكي. وفي الوقت الذي تُعيد فيه الصناعات العالمية توجيه بوصلتها نحو الكفاءة المدفوعة بالتقنية والاستدامة، فإن الموقع الاستراتيجي لدبي وبنيتها التحتية المتطورة ورؤيتها الطموحة تجعل منها الوجهة المثالية لقيادة مسيرة التغيير. ويأتي معرض 'جلفود للتصنيع' في قلب هذا التطور، حيث يعكس نموه الاستثنائي دور المنطقة كمركز محوري للتصنيع القائم على الذكاء الاصطناعي». وجهة الابتكارات المستقبلية يحرص قادة الصناعة العالميون باستمرار على اختيار معرض «جلفود للتصنيع» كمنصة رئيسية للكشف عن أبرز ابتكاراتهم التي ترسم ملامح مستقبل القطاع، وهو ما يعد دليلاً قاطعاً على حجم المعرض وتأثيره المتنامي. ففي قِسْم المكونات، تقود أسماء كبرى وعملاقة نمواً استثنائياً في دورة هذا العام. كما ستكشف هذه الدورة عن عدد من التوجهات الجديدة في المجال، مثل الإنجازات الفارقة في المكونات الفعالة المشتقة من التكنولوجيا الحيوية، وتقنيات التخمير الدقيق، وتحديد الأنماط المختلفة من النكهات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والجيل الجديد من أنظمة المثبتات الغذائية. ويعكس كل ذلك التحول العالمي نحو أنماط استهلاكية أكثر اهتماماً بالصحة ومبادئ الاستدامة. أما في قطاعيّ التصنيع والتعبئة والتغليف، فتقوم شركات متخصصة بإعادة صياغة مفهوم التصنيع الذكي. ومن المتوقع أن يشهد المعرض الكشف عن طفرات في هذا المجال تشمل أجهزة استشعار تدعم إنترنت الأشياء، وأنظمة رؤية معتمدة على الذكاء الاصطناعي تساهم في تقليل الهدر بنسبة تصل إلى 25%، والآلات ذات التصميم الوحدوي، بالإضافة إلى حلول تغليف ذات تصميم مبتكر صديق للبيئة، والتي تهدف جميعها إلى إضفاء الكفاءة والذكاء والاستدامة على كافة مراحل الإنتاج. قمة تكنولوجيا الأغذية وفي قلب أجندة هذا العام، تستضيف قمة تكنولوجيا الأغذية (FoodTech Summit) نخبة من المتحدثين الجدد بزيادة نسبتها 50%، من بينهم خبراء من شركات كبرى مثل Mars وTitan Capital و Unilever وHive Capital إلى جانب نخبة من خبراء التكنولوجيا وصنّاع السياسات والمبتكرين الذين سيجتمعون معاً لاستكشاف مستقبل المجال. ستتناول النقاشات مواضيع محورية تشمل تقنيات الحفاظ على سلامة سلسلة التبريد في الأسواق الناشئة، ومستقبل تمويل تكنولوجيا الأغذية، بالإضافة إلى بحث ما إذا كانت البروتينات البديلة تمثل بالفعل المرحلة التالية في تطور منظومة التغذية العالمية. وسيستعرض رائد الذكاء الاصطناعي والاستراتيجي الشهير، مارك مينيفيتش، كيف تساهم الأنظمة الذكية ذاتية التكيُّف في إحداث تحول جذري في منظومة الإنتاج، بما في ذلك مفاهيم مبتكرة مثل سلاسل الإمداد الحية، ومستويات السلامة الفائقة، وتحقيق الكفاءة الكاملة بدون هدر، والسيادة الغذائية القائمة على الذكاء الاصطناعي. تجمع هذه الجلسات بين المعرفة وفرص التواصل لتُمهِّد الطريق أمام الموجة التالية من الثورة الصناعية، كما أنها تُرسِّخ من مكانة القمة كملتقى فكري عالمي.