دبي: «الخليج»أصدرت شركة «سي بي آر إي» الشرق الأوسط، أحدث إصدار من تقريرها عن سوق العقارات في دولة الإمارات للربع الثالث من 2025، والذي يسلط الضوء على الأداء المرن على مستوى القطاعات الرئيسية بالرغم من محدودية العرض. وتواصل دولة الإمارات تحقيق أداء اقتصادي قوي، مدعوم بقطاع غير نفطي راسخ، واستثمارات أجنبية مباشرة قوية، وتنويع استراتيجي، وزيادة إنتاج النفط. وعلى الرغم من تعديل توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 بشكل طفيف إلى 4.9٪، لا يزال الاقتصاد قوياً. وقد تمت زيادة حصص إنتاج النفط لدعم النمو، في حين أن القطاع غير النفطي يزدهر أيضاً، مع توقعات بنمو بنسبة 4.6٪ في عام 2025 و4.3٪ في عام 2026، مدفوعاً بقطاعات مثل السياحة والتجارة. تشهد السياحة ازدهاراً، مع أعداد كبيرة من الزوار في دبي وأبوظبي. وارتفع مؤشر مديري المشتريات في الإمارات العربية المتحدة (PMI ) إلى 54.2 في سبتمبر/ أيلول، مما يشير إلى استمرار التوسع، مع الاعتراف المتزايد بدولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أكثر مراكز الأعمال أماناً ومرونة اقتصادية في العالم. طلب قويلا يزال سوق المكاتب في دبي يشهد نقصاً في العرض، حيث بلغ متوسط معدلات الإشغال 94٪ وارتفعت الإيجارات بنسبة 19٪ على أساس سنوي. لا تزال المناطق الحرة الرئيسية مثل مركز دبي المالي العالمي و d3 و DMCC تواجه طلباً مرتفعاً، مما يدفع المستأجرين إلى النظر في إجراء عمليات تأجير مسبق مبكرة، ويحث المطورين على تسريع جداول البناء.وفي أبوظبي، أدى نمو «أبوظبي العالمي» إلى إشغال شبه كامل في جزيرة المارية، مع ارتفاع متوسط الإيجارات بنسبة 8٪ على أساس سنوي وارتفاع أسعار المساحات المميزة بشكل كبير. تتركز المساحات المكتبية المتبقية المتاحة، خاصة للشركات المرتبطة بسوق أبوظبي العالمي، بشكل كبير في جزيرة الريم. أدى هذا العرض المحدود، إلى جانب الطلب القوي، إلى زيادة كبيرة في معدلات الإشغال في جزيرة الريم خلال العام الماضي 2024. العقارات السكنيةوتحدى سوق العقارات السكنية في دبي التوقعات الموسمية، حيث سجل 56,723 صفقة في الربع الثالث بقيمة 139.8 مليار درهم، بزيادة سنوية 16٪. وهيمنت مبيعات المشاريع قيد الإنشاء على السوق، حيث شكلت 75% من النشاط. وارتفعت الأسعار بنسبة 12.9% سنوياً، مع نمو ملحوظ في مناطق مثل واحة دبي للسيليكون ومركز دبي المالي العالمي.وفي أبوظبي، سجل الربع الثالث رقماً قياسياً بلغ 6,610 معاملة (+79% على أساس سنوي)، مع ارتفاع الأسعار والإيجارات بأكثر من 25%، مدفوعاً بالطلب القوي والعرض المحدود. الضيافةبالنظر إلى سوق الضيافة، فإن دولة الإمارات في طريقها لاستقبال 27.6 مليون زائر دولي هذا العام، حيث حققت دبي وأبوظبي معدل إشغال سنوي بلغ 79٪. ارتفع معدل الإيرادات لكل غرفة متاحة (RevPAR ) بنسبة 12٪ على أساس سنوي في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعوماً بارتفاع متوسط الأسعار اليومية (ADR ) والطلب المستمر من الأسواق الرئيسية.وارتفعت إيرادات الفنادق في أبوظبي، بنسبة 19٪ لتصل إلى 4.8 مليار درهم، بينما شهد سوق رأس الخيمة زيادة بنسبة 9٪ في إجمالي إيرادات الضيافة. قطاع التجزئةلا تزال ديناميكيات قطاع التجزئة قوية، على الرغم من قلة الأصول الممتازة المتاحة لدعم الطلب، نتيجة لإدارة الأصول النشطة التي أدت إلى انسحاب المستأجرين السابقين. وبلغت معدلات الإشغال 97% في دبي و95% في أبوظبي، مع ارتفاع الإيجارات بنسبة 5.3% و3.3% على التوالي. ومن المتوقع أن تستمر الإيجارات في الارتفاع تدريجياً، مدفوعة بالنمو المستمر في عدد السكان والسياحة. القطاع الصناعيويشهد القطاع الصناعي في دولة الإمارات نمواً قوياً، مدفوعاً بمحدودية العرض والاستثمارات الكبيرة. حيث ارتفع متوسط الإيجارات الصناعية بشكل ملحوظ، وسجل نمواً بنسبة 18% في دبي و12% في أبوظبي. ويجري حالياً إنشاء مرافق جديدة واسعة النطاق، من المقرر الانتهاء منها في عام 2026. نمو المشاريع السكنيةوقال ماثيو جرين، رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «يستمر نمو مشاريع التطوير السكني، حيث بدأ ارتفاع عدد المشاريع التي تم تسليمها في إضعاف ديناميكيات قطاع الإيجارات في بعض المواقع، وهو اتجاه من المرجح أن يستمر في التطور خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، لا تزال الأسواق التجارية تعاني قيوداً شديدة على العرض، وبدون تسليم مشاريع جديدة حتى عام 2027 على أقرب تقدير، يبدو أن السوق الحالية الملائمة للملاك مهيئة للاستمرار».