اقتصاد / صحيفة الخليج

ضوء القمر والنوم

«ساينس ألرت»

منذ آلاف السنين، فتن الإنسان بسطوع القمر وغموضه، فنسجت حوله الأساطير وربط الناس بين اكتماله واضطراب السلوك. حتى اللغة حملت هذا الاعتقاد؛ فكلمة «lunacy» التي تعني الجنون مشتقة من كلمة «luna» اللاتينية بمعنى القمر، لكن ما الذي يقوله العلم اليوم عن هذه العلاقة القديمة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن تأثير القمر ليس نفسياً بقدر ما هو فسيولوجي، وتحديداً على النوم. ووجد الباحثون أن الناس ينامون مدة أقصر ويخلدون إلى النوم متأخرين في الليالي التي يسبقها اكتمال القمر، عندما يكون ضوؤه في أقصى سطوعه. والسبب بسيط وهو الضوء القمري الطبيعي، مثل الضوء الصناعي يمكن أن يؤخر الساعة البيولوجية للجسم، ويقلل إفراز هرمون الميلاتونين، وهو الإشارة الطبيعية التي يخبر بها الدماغ أن وقت النوم قد حان.
ورغم أن هذا التأثير طفيف نسبياً، ولا يتجاوز في المتوسط 30 دقيقة من النوم المفقود، إلا أنه قابل للقياس ويصبح أوضح في الأماكن الخالية من الإضاءة الصناعية مثل المناطق الريفية أو أثناء التخييم. وتظهر بعض الأبحاث فروقاً بين الجنسين؛ فالرجال يميلون إلى فقدان وقت أطول من النوم، بينما تعاني النساء نوماً أقل عمقاً وراحة.
أما عن الصحة النفسية، فربطت الأساطير اكتمال القمر بنوبات الجنون والعنف والاضطرابات العقلية، إلا أن الأدلة العلمية لا تدعم هذا الربط. فبينما رصدت دراسات محدودة ارتفاعاً طفيفاً في حالات الدخول إلى المستشفيات النفسية خلال فترات البدر، فإن معظم الأبحاث لم تجد علاقة ثابتة أو سببية. ومع ذلك، فإن قلة النوم حتى وإن كانت بسيطة تؤثر سلباً في المزاج، وتزيد القلق، وتفاقم الحالات النفسية الموجودة مسبقاً.
يرجع علماء النفس استمرار الاعتقاد بتأثير القمر الكامل إلى ما يسمى بالترابط الوهمي، إذ يلاحظ الناس الأحداث الغريبة حين تتزامن مع اكتمال القمر، وينسون الليالي العادية التي تمر بلا شيء يذكر. فالقمر ساطع وواضح في السماء، على عكس الأسباب الخفية، مثل التوتر أو الضوء الصناعي أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا