تواصل الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها كأحد أسرع أسواق الذهب نمواً في العالم. فمع تداول دبي لما يصل إلى 30% من تجارة الذهب العالمية، ودعم الطلب المحلي المرتبط بارتفاع الثروة والتقاليد الثقافية، إضافة إلى مشتريات البنوك المركزية، يبدو أن الدولة تمضي على طريق تجاوز النمو العالمي، رغم المخاطر المرتبطة بالتقلبات والأسواق والتنظيمات.
دبي محور عالمي للذهب
تشتهر دبي باسم "مدينة الذهب"، إذ تطورت من مركز إقليمي للمجوهرات إلى عقدة رئيسية في تدفقات السبائك العالمية. بالنسبة للراغبين في الاستثمار في الذهب، توفر الإمارات بيئة مثالية تجمع بين البنية التحتية المتقدمة وسهولة الوصول إلى الأسواق. وتشير الأرقام إلى أن ما بين 20 و30% من الذهب المتداول عالمياً يمر سنوياً عبر الإمارات، ما يجعلها ضمن أكبر ثلاثة مراكز عالمية.
في 2023، تجاوزت دبي المملكة المتحدة لتصبح ثاني أكبر مركز عالمي لتجارة الذهب بتدفقات بلغت 129 مليار دولار، بزيادة 36% على أساس سنوي. وتساهم عشر مصافٍ نشطة، بينها MTM&O التي تعالج وحدها 1,400 طن سنوياً، في تعزيز مكانة الإمارات في التكرير وإعادة التصدير. كما تمنح اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الهند (CEPA) مزايا تصديرية تصل إلى 150 طناً سنوياً برسوم أقل بنسبة 1%، ما يضاعف فرص المتداولين في الأسواق الآسيوية.
الطلب المحلي يتسارع في 2025
الطلب على الذهب في الإمارات لا يقتصر على التدفقات العالمية، بل تغذيه السوق المحلية أيضاً. بلغ عدد السكان 10.22 مليوناً بزيادة 2.4%، بينما ارتفعت ثروة الأسر بنسبة 7.8% إلى 1.2 تريليون دولار. كما ارتفع عدد الأفراد ذوي الثروات العالية بنسبة 11% إلى 116 ألفاً، مما يعزز مشتريات السبائك الفاخرة.
وتبقى المهرجانات والمناسبات التقليدية دعماً ثابتاً للطلب؛ إذ تزيد مناسبات مثل أكشايا تريتيا، وعيد الفطر، والديوالي مبيعات المجوهرات بنسبة تصل إلى 30%، بينما يزن متوسط طقم العروس الإماراتية الآن 180 غراماً من الذهب عيار 22، مقارنة بـ 120 غراماً قبل خمس سنوات.
الدعم الكلي والمالي
أسهمت ظروف السوق العالمية وارتفاع الأسعار المحلية إلى 391.25 درهم للغرام في تعزيز الطلب. كما زادت البنوك المركزية، وعلى رأسها مصرف الإمارات المركزي، احتياطيات الذهب بنسبة 25.9% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، ليصل الإجمالي إلى 7.9 مليار دولار، أي أكثر من 11% من الاحتياطيات.
مع توفر السيولة من النفط وثبات الدرهم، تظل الإمارات مركزًا آمناً للمستثمرين الأفراد والمؤسسات. يتوقع مجلس الذهب العالمي أن يرتفع الطلب في الشرق الأوسط بنسبة 9% هذا العام، مقارنة بـ 4% عالمياً، مع توقع أن تمثل الإمارات ثلث هذا النمو الإقليمي.
تستمر الإمارات في الجمع بين قوة التكرير، والطلب الثقافي، والسياسات التجارية المواتية، لتصبح سوقاً ذهبية لا يمكن تجاهلها عالمياً، حيث تقدم للمستثمرين أكثر من مجرد وصول إلى السبائك، بل جسراً يربط بين آسيا وأفريقيا ويضمن استقراراً طويل الأجل للطلب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
