أكد خبراء وعاملون في قطاع الطاقة بالدولة، أن أبوظبي نجحت في أن تتحول إلى مركز عالمي للطاقة، بفضل استراتيجية شاملة طويلة الأمد تركز على تطوير بنية تحتية متطورة، وإدارة الموارد بطريقة مثالية. ولفت هؤلاء إلى أن أبوظبي لم تكتفِ بأن تكون منتجاً للنفط الخام فقط، بل استثمرت في تكرير وإنتاج البتروكيماويات، والتوجه للطاقة المتجددة عبر مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وصولاً إلى تشغيل مفاعلات براكة للطاقة النووية. وذكروا أن أبوظبي تسخر الذكاء الاصطناعي في أعمال الطاقة، سواء في عمليات الاستكشاف أم الحفر أم الإنتاج، ما يقلل من التكاليف ويزيد من فرص النجاح، موضحين أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، ومراقبة الانبعاثات والكشف عن التسريبات، وتطوير الأعمال عبر تحليل بيانات السوق.
يقول الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ لخدمات النفط: «تحولت أبوظبي إلى مركز عالمي للطاقة، ليس بفضل استضافتها لأديبك فحسب، ولكن بسبب استراتيجية شاملة وطويلة الأمد، تجسدت في عدة محاور ومنها الرؤية الاستباقية والاستثمار في البنية التحتية، ومنذ اكتشاف النفط، ركزت أبوظبي على تطوير بنية تحتية حديثة، وإدارة مواردها بطريقة مثالية، وجاء إنشاء شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ككيان موحد، لإدارة العمليات خطوة محورية عززت قوةَ القطاع».
وأضاف: « لم تكتف أبوظبي بدورها كمنتج للنفط الخام، بل استثمرت بقوة في التكرير والبتروكيماويات، لتعظيم القيمة من كل برميل نفط، واستثمرت في الطاقة المتجددة، عبر «مصدر» التي أصبحت منافساً عالمياً في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والطاقة المتجددة، إلى جانب الطاقة النووية السلمية، عبر برنامج «براكة» للطاقة النووية، ما يضع الإمارات في الصدارة في هذا المجال».
وأوضح أن أبوظبي توفر بيئة مستقرة وآمنة تشجع الشركات العالمية على إنشاء مقارها الإقليمية فيها، ما يعزز موقعها كمركز لقرارات الطاقة.
وواصلَ بالقول:« كذلك جرى الاستثمار في رأس المال البشري والابتكار، من خلال الجامعات ومراكز الأبحاث (مثل جامعة خليفة ومركز الابتكار في أدنوك)، وعملت أبوظبي على تطوير كفاءات محلية ودولية قادرة على قيادة قطاع الطاقة».
وأكد أن استضافة أبوظبي لأكبر نسخة من أديبك 2025، هي نتيجة طبيعية لهذا التحول الاستراتيجي، حيث أصبحت أبوظبي محط أنظار العالم في مجال الطاقة، مشيراً إلى جهود أبوظبي في تعزيز هذا المركز العالمي، عبر جذب أكبر العقول والشركات والتقنيات إلى ساحتها، وعرض إنجازاتها أمام العالم، وتسهيل عقد الصفقات والشركات التي تعزز هذا المركز.
والخلاصة، أن التحول لم يحدث بين ليلة وضحاها، بل هو ثمرة تخطيط استراتيجي طويل الأمد، والاستضافة التاريخية لأديبك 2025 هي تأكيد وترسيخ لهذا المركز العالمي.
تقنيات تغير القطاع
أوضح العامري أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية تغير وجه قطاع الطاقة، من خلال استكشاف الموارد عبر تحليل البيانات الزلزالية والجيولوجية الضخمة بسرعة ودقة عالية، للتنبؤ بمواقع النفط والغاز، ما يقلل من التكاليف ويزيد من فرص النجاح. وقال: « في قطاع الحفر والإنتاج يمكن استخدام أنظمة ذاتية للتحكم في عمليات الحفر، وتحسين الإنتاج من الآبار، والتنبؤ بالأعطال قبل وقوعها (الصيانة التنبؤية)، ما يرفع مستوى السلامة ويخفض التكاليف، أما الشبكات الذكية، فإنه يمكن إدارة شبكات الكهرباء بشكل أفضل، وتحسين توزيع الطاقة، ودمج مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسلاسة في الشبكة».
وأضاف:« أما ما يتعلق بتحسين سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، فإنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة المخزون، وتخطيط مسارات النقل، والتفاوض على الأسعار، ما يزيد الكفاءة ويقلل الهدر، أما في مجال السلامة والبيئة، فإنه يمكن مراقبة الانبعاثات والكشف عن التسريبات بشكل فوري، واستخدام الروبوتات للقيام بالمهام الخطرة في المنشآت النفطية، ما يحمي العاملين والبيئة».
ذكر العامري أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تطوير الأعمال عبر تحليل بيانات السوق، والطلب العالمي على الطاقة، للتنبؤ بالأسعار واتخاذ قرارات بيع واستثمار أكثر ذكاءً.
وأوضح أن«أدنوك» ومؤسسات الطاقة الأخرى تتبنى هذه التقنيات بشكل مكثف ضمن استراتيجيتها للتحول الرقمي، لضمان بقائها في طليعة القطاع عالمياً. مؤكداً أهمية مواصلة الاستثمار في الطاقة والاستكشاف لعدة أسباب، منها ضمان الأمن الطاقي للدولة والعالم.
ولفت إلى أن الاستثمار في الطاقة يعزز المكانة الاقتصادية والجيوسياسية للدولة، حيث تمنح دولة الإمارات، من خلال قدراتها الإنتاجية، مرونة في سوق الطاقة العالمي، ما يعزز نفوذها ودورها كشريك طاقة موثوق.
وبيّن العامري:« تُوَفِّرُ الإيراداتُ الناتجة عن قطاع النفط والغاز التقليدي رأس المال الضخم اللازم، لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر والتقنيات منخفضة الكربون». لافتاً إلى استفادة القطاع الخاص من مواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة، حيث ستخلق مشاريع الاستكشاف والحفر الضخمة فرصاً هائلة للقطاع الخاص، من خلال عقود الخدمات والمشتريات، وتحتاج هذه المشاريع لمقاولين، وموردين للمعدات، وشركات خدمات هندسية ولوجستية.
بنية تحتية متقدمة
يقول محمد بن شبيب الظاهري، الرئيس التنفيذي لمجموعة«يونيفرسال» القابضة: « صارت أبوظبي مركزاً عالمياً للطاقة بفضل استثماراتها الاستراتيجية في تطوير البنية التحتية المتقدمة، واتباعها سياسات تنموية مستدامة، وإن استضافة فعاليات أديبك 2025 توفر منصة للتبادل التجاري والتقني مع كبرى الشركات الدولية المشاركة». وأوضح الظاهري أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية تساعد شركات الطاقة على تحسين الكفاءة التشغيلية، وإدارة الموارد بكفاءة، كما تسهم هذه التقنيات في تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية، ما يعزز القدرة التنافسية للقطاع محلياً وعالمياً. وأضاف:« إن الاستثمارات المستمرة في قطاع الطاقة تعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للطاقة، وتوفر فرصاً للقطاع الخاص في تنفيذ مشاريع كبرى، حيث تسهم هذه المشاريع في تحقيق النمو الاقتصادي، وتنمية القدرات المحلية، وخلق شراكات استراتيجية وابتكار تقنيات حديثة».
واختتم بالقول:« إن المشاركة الإماراتية في «أديبك 2025» تظهر قوة وقدرة القطاع الوطني على المنافسة عالمياً، وتتيح فرصة لعقد شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية، واستعراض أحدث الابتكارات والتقنيات».
استدامة قطاع الطاقة
يقول عبدالله الشمري، رئيس إدارة النفط والغاز في شركة «أجمل» للصناعات الحديدية: « بفضل رؤيتها الاستراتيجية واستثمارها في البنية التحتية والتقنيات الحديثة، أصبحت أبوظبي مركزاً عالمياً للطاقة، كما أن استضافتها للمعرض أسهمت في تعزيز مكانتها، من خلال جمع قادة وخبراء القطاع من مختلف دول العالم».
وحول استفادة قطاع الطاقة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية، قال الشمري:« يساعد الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة الإنتاج، وخفض التكاليف، وتحسين عمليات الحفر والمراقبة والصيانة، كما يُسهم في التنبؤ بالاستهلاك وإدارة الموارد بشكل أكثر دقة واستدامة».
وأوضح الشمري أن الاستثمارات المتواصلة في مجال الطاقة والحفر والاستكشاف تضمن استدامة القطاع، وتعزيز أمن الطاقة، كما يخلق فرصاً للقطاع الخاص، وينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني من خلال الابتكار ونقل المعرفة.
القلب النابض للطاقة
أكد محمد دمق، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سرغاز»، أن أبوظبي تمثل القلب النابض لصناعة الطاقة على مستوى العالم، بفضل الرؤية الاستراتيجية لقيادة دولة الإمارات، التي وضعت الطاقة في صميم التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي. مبيناً أنه: « ومع استضافة أكبر نسخة من المعرض، أصبحت الإمارة منصة رئيسية تجمع صُنّاع القرار والمبتكرين في قطاع الطاقة من مختلف القارات».
وأضاف:« من موقعنا في المجموعة، نشهد هذا التحول بشكل مباشر، وقد سهّل المناخ الاستثماري والبيئة التنظيمية في أبوظبي تبنّي أحدث التقنيات في مجال الغاز والطاقة النظيفة، وهذا التطور جعلنا نُطلق مؤخراً عدداً من الحلول الذكية لتطوير أنظمة المراقبة والتحكم عن بُعد، وتحسين كفاءة التشغيل وتقليل الانبعاثات، وتعزز هذه الخطوات مكانة سرغاز كمثال ناجح على التحول الذكي في قطاع الغاز».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
