«إكسبلورر ويب» يوجد نحو 600 نوع من الثعابين السامة على وجه الأرض، بالنسبة للعين غير المدربة، تبدو معظم انقضاضات هذه الكائنات متشابهة، ولكن في الواقع، تطورت الأنواع المختلفة لتتميز بمواقع مختلفة للأسنان، وسرعات انقضاض متنوعة، وتقنيات مختلفة لإطلاق السم.ولتسليط الضوء على هذه الاختلافات بين الأنواع، ركَّزت دراسة حديثة على 36 نوعاً من الثعابين السامة تنتمي إلى ثلاث عائلات رئيسية وهي الأفعويات، والعرابيد (منها الكوبرا والمامبا)، والحنشيات التي تشمل أنواعاً غير سامة وأخرى قاتلة مثل حية الشجر. وفي الوقت الذي ركزت فيه معظم الدراسات السابقة على نوع واحد ودرست الاختلافات داخل النوع نفسه، مثل التمييز بين اللدغات الدفاعية ولدغات الصيد، تناولت الدراسة الجديدة انقضاضات الثعابين بين الأنواع المختلفة. وباستخدام كاميرتين تسجلان 1000 لقطة في الثانية، تمكن الباحثون من التقاط هذه الانقضاضات السريعة في حركة بطيئة مذهلة، ما أتاح لهم فهم ما يحدث بالضبط عند انقضاض الثعبان وتبيَّن لهم أن انقضاض الثعبان النموذجي يستغرق أقل من 100 مللي ثانية، وهي سرعة تفوق قدرة العين البشرية على رصدها.التقط الباحثون صوراً لجميع الأنواع في ظروف متطابقة داخل حلبة صغيرة وضعت فيها أسطوانة دافئة من الجل الطبي للثعابين، مسخنة إلى 38 درجة مئوية لتشبه أنسجة الثدييات، وأعاد الباحثون بناء كل انقضاض في صورة ثلاثية الأبعاد، ما أتاح قياس سرعته وحركة الفك وطريقة عمل الأنياب لكل نوع. وسجل الباحثون في المجموع 108 مقاطع فيديو عالية السرعة، بواقع ثلاثة لكل نوع.كانت الكوبرا هي الأبطأ، فعادة ما تقترب بهدوء من الهدف قبل الانقضاض، مستخدمة أنيابها القصيرة وتوجيه عدة لدغات متتالية لحقن السم تدريجياً، أما الأفعويات، فتستقر أنيابها في مكان أبعد، وتوجه لدغة واحدة قوية بدل الانقضاضات المتعددة، أما الحنشيات، فتستخدم حركة الفك المنشارية أو الدوارة لتعميق الجرح وزيادة اختراق السم، بمجرد أن تلدغ الأفاعي، تغرس فكيها وتقطع الفريسة، ما يوفر على الأرجح اختراقاً أفضل للسم.