في الأول من أكتوبر، أغلقت الحكومة الفيدرالية أبوابها عندما فشل الكونجرس في إقرار قانون تمويل مؤقت، ومع استمرار الإغلاق للأسبوع الخامس، فإن الولايات المتحدة على وشك تسجيل أطول فترة من الإغلاق الحكومي على الإطلاق، ورغم ذلك لا تلوح في الأفق حتى الآن أي نهاية للأزمة.
ليس هناك نهاية واضحة
يصعب تصور السياسة التي ستشكل مخرجًا للأزمة، ولا تزال أغلب استطلاعات الرأي تلقي باللوم على الرئيس "دونالد ترامب" والجمهوريين أكثر من الديمقراطيين بنسبة تتجاوز الـ 10%، وبدأ يظهر بعض أكبر تداعيات الإغلاق بما يشمل تأخر رواتب الموظفين الفيدراليين وتهديد بانقطاع إعانات الغذاء للأمريكيين ذوي الدخل المحدود، وغياب البيانات الاقتصادية التي تشكل حالة من ضبابية الرؤية بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي.
نزيف الاقتصاد
وحسب تقرير مكتب المحاسبة غير الحزبي في الكونجرس، فمن المتوقع أن يخسر الاقتصاد الأمريكي ما يتراوح بين 7 مليارات و14 مليار دولار بسبب إغلاق الحكومة الفيدرالية، وأن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي مؤقتًا من نقطة مئوية واحدة إلى نقطتين مئويتين في الربع الرابع من العام الجاري.
تداعيات بعيدة المدى
ورغم توقع التقرير انتعاش الإنتاج بمجرد إعادة فتح أبواب الحكومة الفيدرالية واستئناف الخدمات، ما يعكس معظم التباطؤ الاقتصادي، لكن ساعات العمل التي خسرها الموظفون الفيدراليون ستؤثر بشكل دائم على الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وهو تأثير سيزداد سوءًا كلما طال أمد الإغلاق.
تصاعد الخسائر
إذا استمر الإغلاق الحكومي ستة أسابيع أي انتهى في الثاني عشر من نوفمبر تقريبًا، فإن الاقتصاد سيفقد ما قيمته 11 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي بشكل دائم بحلول نهاية 2026، لكن إذا استمر حتى نهاية الشهر الجاري، فسترتفع الخسارة إلى 14 مليار دولار.
تداعيات واسعة النطاق
مع اقتراب موسم العطلات والسفر المزدحم في عطلة "عيد الشكر"، حذر نائب الرئيس الأمريكي "جيه دي فانس" من كارثة وشيكة إذا لم ينته الإغلاق، وذلك عقب اجتماعه الأسبوع الماضي مع مدراء شركات الطيران الأمريكية، موضحًا أن استمرار الإغلاق حتى أواخر نوفمبر قد يؤدي إلى المزيد من غياب الموظفين وطول طوابير التفتيش الأمني وتأخير الرحلات.
كارثة حقيقية
أفادت وزارة النقل بأن إغلاق الحكومة لمدة 30 يومًا أدى إلى زيادة تأخير الرحلات الجوية بسبب غياب مراقبي الحركة الجوية، ما أثر على آلاف الرحلات، ودعت شركات طيران منها "دلتا إيرلاينز" الكونغرس إلى الإسراع في إقرار مشروع قانون تمويل مؤقت من أجل السماح للحكومة بإعادة فتح أبوابها ومواصلة المناقشات بشأن سياسات الرعاية الصحية.
إعانات الطعام
يستفيد أكثر من 40 مليون مواطن أمريكي من برنامج المساعدات الغذائية التكميلية المعروف أيضًا باسم قسائم الطعام، الذي كان لديه تمويل كاف للاستمرار خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الإغلاق، إلا أن إدارة "ترامب" أعلنت أن تلك الأموال ستنفد في الأول من نوفمبر، لكن منع قضاة فيدراليون في ماساتشوستس ورود آيلاند إدارة "ترامب" من التوقف عن دفع قسائم الطعام – التي تقدم لذوي الدخل المحدود – وأمروا بسحب الأموال من حسابات الطوارئ لسدادها.
ضربة واسعة النطاق
لن يؤثر انقطاع تلك الإعانات على المستهلكين والأسر فحسب، بل على الاقتصاد ككل، وأوضح محللو "آر بي سي إيكونومكس" في مذكرة أن تلك الإعانات البالغ إجماليها 8 مليارات دولار وتدفع شهريًا للمواطنين، تمثل حوالي 10% من مبيعات البقالة بالتجزئة، وقد يشكل انقطاعها خطرًا كبيرًا يتمثل في تباطؤ مبيعات التجزئة والاستهلاك في الربع الرابع من هذا العام.
الموظفون الفيدراليون
جانب آخر، يعمل آلاف الأمريكيين في الحكومة الفيدرالية كموظفين مدنيين، ومعرض الكثير منهم لفقدان رواتبهم مع تفاقم تداعيات الإغلاق، مع عدم تلق بعضهم دولارًا واحدًا منذ بدء الإغلاق، حتى إن بنوك الطعام في أنحاء البلاد أعلنت زيادة عدد الموظفين الفيدراليين الذين يطلبون المساعدة، ولا سيما في العاصمة واشنطن.
أجور مفقودة
عادة ما يتم دفع رواتب الموظفين المفصولين بصورة مؤقتة بعد انتهاء عمليات الإغلاق، لكن أشار "ترامب" إلى أنه لا ينبغي بالضرورة حصول هؤلاء الموظفين على رواتبهم المتأخرة بعد انتهاء الإغلاق، وأن بعض العمال لا يستحقونها، وتشير التقديرات إلى أنه في حال استمر الإغلاق حتى الأول من ديسمبر فسيتم حجب 4.5 مليون راتب من رواتب الموظفين المدنيين الفيدراليين، أي أن الأجور المفقودة ستعادل 21 مليون دولار تقريبًا.
أطول الإغلاقات
شهدت رئاسة "ترامب" أطول فترتين إغلاق في تاريخ البلاد، إذ بدأ الأطول – حتى الآن – في ولاية الرئيس الأول وتحديدًا في ديسمبر 2018 وامتد حتى يناير 2019 أي أنه استمر 35 يومًا، ونتج عن نزاع حول تمويل سياسة "ترامب" المثيرة للجدل بشأن الهجرة.
الخلاصة
في حال لم يتوصل المشرعون في الكونجرس إلى طريقة لإعادة فتح الحكومة بحلول الأربعاء أو اليوم السادس والثلاثين من إغلاق الحكومة، فإن الإغلاق الحالي سيسجل رقمًا قياسيًا كأطول إغلاق حكومي في التاريخ ويعني ذلك استمرار نزيف الاقتصاد الأكبر في العالم ومعاناة المواطنين مع استمرار ضبابية الرؤية الاقتصادية، ويصبح التساؤل: متى ستعيد الحكومة الأمريكية فتح أبوابها؟
المصادر: مكتب الميزانية في الكونجرس - واشنطن بوست – بوليتيكو - ماركت ووتش – سي إن إن – أسوشيتيد برس - رويترز - بي بي سي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
