«إندبندنت»
لم يعد اضطراب طيف التوحد حالة نادرة كما كان يعتقد في الماضي، فبحسب أحدث بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يشخص اليوم طفل من بين كل 31 طفلاً بالتوحد عند بلوغه سن الثامنة، مقارنة بواحد من بين كل 36 في عام 2023.
هذه الأرقام التي قد تبدو مقلقة للوهلة الأولى، يمكن النظر إليها من زاوية مختلفة تماماً، فهي لا تعكس انتشار المرض بقدر ما تعبر عن تنامي الوعي المجتمعي والاعتراف المتزايد بالتنوع العصبي في المجتمع الحديث.
في تسعينيات القرن الماضي، كان يعتقد أن التوحد يصيب طفلاً من كل 500، ولكن مع مرور الوقت وتطور أدوات التشخيص والفهم العلمي، بدأ الأطباء يدركون أن طيف التوحد أوسع بكثير مما ظنوا سابقاً. أصبحت المعايير الطبية أقل تقييداً وأكثر شمولاً، ما سمح بالتعرف إلى أنماط مختلفة من الحالات التي كانت تمر دون ملاحظة، لا سيما لدى الفتيات اللواتي تختلف لديهن مظاهر السلوك والتواصل عن الأولاد، وهو ما ساهم في تضييق الفجوة بين الجنسين في نسب التشخيص.
الأرقام المتزايدة لا تعني بالضرورة أن التوحد ينتشر أكثر، بل إن المجتمع أصبح قادراً على رؤيته وفهمه بوضوح أكبر، فالأسر والمدارس ومقدمو الرعاية الصحية باتوا أكثر استعداداً للتعرف إلى العلامات المبكرة، ما يمنح الأطفال فرصة أفضل للحصول على الدعم والتأهيل منذ المراحل الأولى من حياتهم، ويهيئهم لمستقبل أكثر استقلالية ومشاركة في المجتمع. كما أن التحول الاجتماعي يمثل ركيزة أساسية في هذا الاعتراف المتزايد، ففي السنوات الأخيرة، لم يعد الحديث عن التوحد موضوعاً هامشياً أو مصدر خجل للأسر، بل صار جزءاً من الخطاب العام. وتقدم وسائل الإعلام شخصيات مصابة بالتوحد نماذج إيجابية وملهمة، ما يعزز فكرة أن الاختلاف ليس عيباً بل أحد أشكال التنوع الإنساني الذي يثري المجتمعات.
التوحد يحمل تحديات حقيقية في التواصل والسلوك الاجتماعي، لكنه يمنح أصحابه أيضاً قدرات فريدة في الإبداع والتركيز والتفكير المختلف.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
