تراجعت أرباح شركة التجزئة البريطانية ماركس آند سبنسر (M&S) بأكثر من 55% خلال النصف الأول من العام المالي، بعد تعرضها لهجوم إلكتروني كبير شلّ نشاطها عبر الإنترنت وأحدث اضطراباً واسعاً في عملياتها التشغيلية. وقالت الشركة في بيان، الأربعاء، إن الأرباح الأساسية قبل الضرائب هوت إلى 184.1 مليون جنيه إسترليني (240 مليون دولار) في الأشهر الستة المنتهية في 27 سبتمبر/أيلول، نتيجة انهيار مبيعات الإنترنت للمنزل والأزياء بنسبة 40% عقب توقف الموقع عن تلقي الطلبات. في المقابل، ساهمت مبيعات الأغذية القوية في تخفيف الخسائر. وقف المبيعات الإلكترونية وأوضحت الشركة أنها اضطرت لوقف المبيعات الإلكترونية لمدة ستة أسابيع بعد أن استهدف القراصنة أنظمتها خلال عطلة عيد الفصح، ما تسبب في تعطل شبكة الإمدادات ونقص السلع على الأرفف. وأشارت إلى أن الهجوم نجم عن «خطأ بشري»، وتسبب في خسائر مبيعات بلغت 324 مليون جنيه إسترليني، عوّضت منها نحو 100 مليون عبر التأمين. وأكدت «ماركس آند سبنسر» أن تأثير الهجوم في الأرباح يُقدّر بنحو 136 مليون جنيه إسترليني، منها 34 مليوناً إضافية متوقعة خلال النصف الثاني من العام. وسجّل قطاع الأزياء أكبر تراجع، حيث انخفضت مبيعاته الكلية بنسبة 16.4%، بينما هوت المبيعات الإلكترونية بنحو 43%. تسريب بيانات العملاء وشمل الهجوم تسريب بيانات شخصية للعملاء مثل الأسماء والعناوين وتواريخ الميلاد، في واحد من أخطر الاختراقات في تاريخ الشركات البريطانية. وقال الرئيس التنفيذي ستيوارت ماشين إن «النصف الأول من العام كان فترة استثنائية في تاريخ الشركة، لكننا الآن نعود تدريجياً إلى المسار الصحيح». وأضاف أن مبيعات الإنترنت بدأت تتحسن مع استئناف خدمات التوصيل في يونيو وخدمة «اضغط واستلم» في أغسطس، متوقعاً تعافي الأداء بالكامل بنهاية العام المالي، رغم بطء العودة في قطاعات الأزياء والمنزل والجمال مقارنة بالأغذية.وحذر محللون من أن الصيف الكارثي للشركة قد يترك آثاراً طويلة الأمد، بعدما استغلت شركات منافسة مثل «نكست» الأزمة لجذب عملاء M&S. يُذكر أن الهجمات الإلكترونية طالت أيضاً متاجر هارودز وكو أوب البريطانية، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت الهجمات الثلاث مترابطة، وسط تحذيرات من خبراء الأمن السيبراني بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يزيد من خطورة التهديدات الرقمية، ما يستدعي من الشركات تعزيز دفاعاتها الإلكترونية بشكل عاجل.