«ديلي ميل»

أكد خبراء الصحة في بريطانيا، أهمية فرض ضوابط صارمة على صناعة السجائر الإلكترونية «الفيب»، في ظل التحول المتسارع في أنماط التدخين، مشيرين إلى أن التدخين الإلكتروني يجمل الكثير من المخاطر الصحية. وللمرة الأولى في تاريخ بريطانيا، يتفوق استخدام السجائر الإلكترونية على التدخين التقليدي بين البالغين، في تحول لافت يعكس تغير أنماط الاستهلاك. وكشفت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية عن أن واحداً من كل عشرة بريطانيين تزيد أعمارهم على 16 عاماً يستخدمون السجائر الإلكترونية بانتظام أو بين الحين والآخر، أي ما يعادل نحو 5.4 مليون شخص، مقابل 9.1 في المئة فقط ممن ما زالوا يدخنون التبغ التقليدي، أي ما يقارب 4.9 مليون مدخن.
هذا التحول لم يأت بشكل مفاجئ، إذ إنه يعكس اتجاهاً مستمراً منذ سنوات، حيث انخفضت معدلات التدخين التقليدي بشكل ملحوظ بعد حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة منذ عام 2006. ويشير الخبراء إلى أن انتشار السجائر الإلكترونية أسهم في ارتفاع عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين، إذ ارتفعت نسبة المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن التدخين إلى 74.2% في العام الماضي، مقارنة ب 70.9% في العام السابق.
وبرز دور النساء بشكل خاص في هذا التحول، حيث ارتفعت نسبة استخدام السجائر الإلكترونية بينهن من 8.5% إلى 10%، في حين انخفضت بين الرجال من 11% إلى 10.1%.
أما من حيث الفئات العمرية، فتشير البيانات إلى أن الشباب بين 16 و24 عاماً يمثلون الفئة الأعلى استخداماً للسجائر الإلكترونية بنسبة 13%، على الرغم من انخفاض هذه النسبة من 15.8% في العام السابق. وعلى الجانب الآخر، يشهد الاستخدام اليومي الأعلى بين الفئة العمرية من 35 إلى 49 عاماً بنسبة 9.5%. ويظهر الاتجاه العام انخفاضاً مطرداً في أعداد المدخنين الشباب، إذ انخفضت نسبة الأشخاص بين 18 و24 عاماً الذين يدخنون من 25.7% في عام 2011 إلى 8.1% العام الماضي. ويكشف التحليل الاجتماعي عن فجوات واضحة، فمعدل التدخين أعلى بكثير في مناطق الطبقة العاملة، وبين الأفراد الذين لم يحصلوا على مؤهلات تعليمية.