كتبت-مروة الغولالثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 10:25 ص صرح الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني أن التقرير الربع سنوي عن تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين، يستعرض التطورات التي شهدتها صناعة الغاز الطبيعي المسال من حيث حجم الصادرات والواردات، ومكانة الدول العربية في السوق العالمي، وكذلك تطور الأسعار، والموقف الاستثماري في مشاريع الإسالة المخطط تنفيذها، ونشاط التعاقدات في السوق القصير وطويل الأمد، وتوقعات أوابك لنمو المعروض العالمي خلال 2025. كما يتناول التقرير تحليل التطورات التي يشهدها الهيدروجين، وأبرز المشاريع المعلنة والملغاة على الصعيد العربي والعالمي في الهيدروجين بأنواعه المختلفة. أوضح اللوغاني أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال حققت خلال الشهور التسعة الأولى من 2025 نمواً مرتفعاً بلغت نسبته على أساس سنـوي نحو 4.8%، وذلك بسبب دخول مشروعين جديدين للإسالة في الولايات المتحدة، ودخول كل من كندا وموريتانيا ضمن قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال. وفي سياق متصل، أوضح اللوغاني أن حصة الدول العربية بلغت نحو 26.1% من إجمالي التجارة العالمية، متجاوزة صادرات الولايات المتحدة الأمريكية التي تجاوزت الـ 80 مليون طن، بحصة 25.3% من الإجمالي العالمي. موضحاً أن حصة المنطقة المرتفعة تعكس القدرات الإنتاجية واللوجستية المتقدمة، مما يعزز مكانة المنطقة كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي. توقعات بارتفاع الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال وأكد اللوغاني أنه من المتوقع أن ترتفع الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال خلال "عام 2025 ككل" بنسبة نمو تقارب 4% مقارنة بمستويات عام 2024، لتصل إلى نحو 428 مليون طن ،ورغم هذه الزيادة المرتقبة في الإمدادات، فإن الطلب العالمي سيظل قادراً على استيعابها، مما يُبقي على الأسعار في مستويات مرتفعة نسبياً حتى مطلع عام 2026 بسبب ارتفاع الطلب الموسمي على الغاز الطبيعي المسال، ثم تشهد تراجعاً بعد ذلك بحلول فصل الربيع المقبل، بسبب الموجة الجديدة من المشاريع المتوقع دخولها في قطر والولايات المتحدة خلال عام 2026. أما من جانب الهيدروجين، فبالرغم من أن عام 2025 شهد موجة عنيفة من إلغاء أو تأجيل أو تخارج لمطورين من مشاريع الهيدروجين في عدد من المناطق مثل أستراليا، والولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، إلا أنه يمكن اعتبارها عملية "فرز" ضرورية تميّز بين المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية الفعلية، وتلك التي تفتقر إلى نموذج تجاري مربح، مما يتيح للشركات إعادة تركيز مواردها على المشاريع المدعومة حكومياً أو ذات نماذج عمل أكثر وضوحاً. ارتفاع مستوى المخاطر للمشاريع وتوقع اللوغاني أن يواجه قطاع الهيدروجين العالمي خلال الفترة المقبلة جملة من التداعيات المحتملة، أبرزها فقدان الثقة وتزايد حالة الحذر لدى المستثمرين والممولين والمستهلكين المحتملين، سواء تجاه المشاريع القائمة أو قيد التخطيط المبدئي، الأمر الذي قد يؤدي إلى موجة جديدة من الإلغاءات أو تباطؤ واضح في وتيرة طرح مشاريع جديدة، خلافاً لما شهدته السنوات القليلة الماضية. بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المخاطر للمشاريع القائمة، الأمر الذي قد يدفع المؤسسات المالية والمستثمرين إلى تبنّي معايير أكثر تشدداً في التمويل، ويجعل المشترين أكثر تحفظاً في توقيع عقود طويلة الأجل، في ظل غياب اليقين حول استدامة الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع. وقد اختتم اللوغاني تصريحه بأن إصدار هذا التقرير في إطار الجهود التي تبذلها الأمانة العامة لمنظمة أوابك في سبيل المتابعة الدورية للمستجدات في السوق العالمية للغاز الطبيعي والهيدروجين التي تولي لهما اهتماما كبيراً ضمن مجالاتها، وإبراز ما لها من انعكاسات على الدول العربية التي تحتل مكانة متقدمة على الخارطة العالمية للطاقة.