"الشربيني": شراكاتنا تقوم على رؤية مشتركة تعتمد على الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون البنّاء في مختلف المجالات شهدت هذه الشراكة زخماً ملحوظاً تجلّى بوضوح في الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنجولا في يونيو 2023 مصر تولي اهتماماً خاصاً بتوسيع تعاونها مع أنجولا في مجالي الإسكان والبنية التحتيةمصر ترحّب بتقديم خبرتها وتجربتها لدعم شريك يسعى مثلها نحو مستقبل أكثر إشراقاًالتعاون بين مصر وأنجولا مشروع طويل الأمد يتطلب منا استمرارية في الحوار والتخطيط المشترك والاستثمار المتبادل نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، شارك المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في الاحتفال بمرور 50 عامًا على استقلال جمهورية أنجولا، حيث ألقى كلمة بهذه المناسبة أعرب خلالها - نيابةً عن حكومة جمهورية مصر العربية - عن تهنئة الدولة المصرية إلى حكومة وشعب جمهورية أنجولا بمناسبة احتفالهم بالعيد الوطني للاستقلال، وعن خالص التقدير والامتنان للسفير الأنجولي وممثلي السفارة، على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، والذي يمثل تجسيد حيّ لروح الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين.وقال وزير الإسكان: منذ فجر العلاقات بين مصر وأنجولا، كانت شراكاتنا تقوم على رؤية مشتركة تعتمد على الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون البنّاء في مختلف المجالات، وقد مثّل دعم مصر لاستقلال أنجولا في ستينيات القرن الماضي، واستضافتها لأول مكتب إقليمي لحركة التحرير الأنجولية في القاهرة عام 1965، بداية شراكة قائمة على التضامن والنضال من أجل الحرية وتقرير المصير. وأضاف وزير الإسكان، أنه في السنوات الأخيرة، شهدت هذه الشراكة زخماً ملحوظاً، تجلّى بوضوح في الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنجولا في يونيو 2023، وهي أول زيارة لرئيس مصري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1976، وقد جسدت تلك الزيارة التزام مصر الحقيقي بالارتقاء بعلاقاتها مع أنجولا إلى آفاق أوسع، واستمر هذا الزخم بزيارة فخامة الرئيس جواو لورنسو إلى القاهرة في أبريل 2025، والتي أكدت المسار الطموح والمتنامي لعلاقة تتجاوز الأطر التقليدية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون التنموي. وفي هذا السياق، قال المهندس شريف الشربيني: أودّ أن أؤكد - باسم الحكومة المصرية - أن مصر تولي اهتماماً خاصاً بتوسيع تعاونها مع أنجولا في مجالي الإسكان والبنية التحتية، وهما مجالان يرتبطان مباشرة بمهام وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية التي أتشرف بتمثيلها اليوم، وتنظر مصر إلى أنجولا كشريك استراتيجي، وتؤمن بأن خبرتها الواسعة في إنشاء المدن الجديدة، وتطوير برامج الإسكان الاجتماعي، ورفع كفاءة البنية التحتية الحضرية، تمثل فرصة ثمينة لتحقيق المصالح المشتركة والتنمية المتبادلة. وأضاف وزير الإسكان أن مشروعاتنا في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والمياه والنقل والمدن الذكية تجعلنا لا نعمل كمستثمر أو منفّذ فحسب، بل كشريك حقيقي يتشارك رؤية موحّدة ويسهم في خلق قيمة مضافة لشعبي البلدين، وقد بدأت الشركات المصرية بالفعل استكشاف السوق الأنجولية، ومع سعي أنجولا إلى ترسيخ مسارها نحو التنمية المستدامة، فإن مصر على أتمّ الاستعداد لتقديم خبرتها ومعرفتها لدعم هذا التوجّه، وفي هذا الإطار، يُعدّ مشروع ممر لوبيتو التنموي مثالاً واعداً على المشاريع الإفريقية التحويلية التي تجسّد رؤيتنا المشتركة لمستقبل القارة. وأكد وزير الإسكان أنه على الصعيد الاقتصادي والتجاري، ورغم أن حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين لا يزال متواضعًا، فإن ذلك لا يعتبر عائقًا، بل فرصة للتوسع، فقد مهد منتدى الأعمال المصري – الأنجولي، الذي عُقد في أكتوبر 2024 بمشاركة قوية من الحكومتين والقطاع الخاص، الطريق أمام إقامة شراكات جديدة في مجالات الأدوية والزراعة والصناعات الكيماوية وغيرها من القطاعات التي تمتلك فيها مصر خبرة كبيرة، ونرحّب بالجهود الجارية لتنظيم بعثة أعمال إلى أنجولا في المستقبل القريب، وهي مبادرة تعكس متانة الروابط المتنامية بين بلدينا ورغبتنا المشتركة في تعميق التعاون في هذه المجالات الحيوية. أما على المستوى السياسي والدبلوماسي، فأكد الوزير أن توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات متعددة – من آليات التشاور السياسي إلى الإعفاء المتبادل من تأشيرات السفر الدبلوماسية – يبرهن على أن علاقات مصر وأنجولا تجاوزت حدود الصداقة لتتحول إلى شراكة مؤسسية حقيقية، وأن انعقاد الجولة الأولى من المشاورات السياسية في القاهرة في نوفمبر 2024، يعقبه قبول أنجولا استضافة الجولة الثانية، إلى جانب التحضير لعقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة في غضون أيام، كلها مؤشرات تؤكد أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين باتت تسير ضمن إطار مؤسسي منظم يسعى إلى تحقيق أقصى قدر من المصالح المشتركة. وأشار الوزير إلى أنه من أبرز دلائل قوة هذه الشراكة هو الدعم المتبادل لترشيحات البلدين في المنظمات الدولية، وهو ما يعكس بوضوح الثقة والتنسيق والرؤية الاستراتيجية المشتركة التي تقوم عليها علاقات مصر وأنجولا، مضيفاً: لا يفوتنا أن نشير إلى أن أنجولا تؤدي اليوم دورًا قياديًا فاعلاً على الساحة الإفريقية من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي وعضويتها في مجلس السلم والأمن الإفريقي للفترة 2024–2025، وهو ما يمنحها مكانة محورية في صياغة أولويات القارة في مجالات السلام والأمن والتنمية.وقال المهندس شريف الشربيني: بما أن مصر تواصل دورها المؤثر في الشأن الإفريقي، فإن هناك أرضية خصبة لتعزيز التنسيق والتعاون بين بلدينا في القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى القاري والدولي، لافتًا إلى أنه وفي وقتٍ تنتهج فيه أنجولا سياسة خارجية تركز على الدبلوماسية الاقتصادية وجذب الاستثمارات وتعزيز التكامل الإقليمي، فإن مصر ترحّب بهذا التوجه وتقدم خبرتها وتجربتها لدعم شريك يسعى مثلها نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وإن التعاون بين مصر وأنجولا ليس تعاوناً مؤقتاً، بل مشروع طويل الأمد يتطلب منا استمرارية في الحوار والتخطيط المشترك والاستثمار المتبادل، لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة شعبي البلدين. وقال في كلمته: إذ تولي وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أولوية كبرى لتحسين جودة الحياة الحضرية، فإننا نرى في أنجولا شريكاً طبيعياً في هذا المسعى – سواء من خلال التنمية العمرانية، أو السكن الاجتماعي، أو تحديث البنية التحتية، أو إنشاء المدن الذكية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. وهذه الرؤية تتناغم مع أولويات التنمية في أنجولا، التي تركز على تمكين الشباب، وتحفيز نمو القطاع الخاص، وتعزيز مشاركة المرأة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأعلن أنه انطلاقاً من ذلك، تؤكد مصر استعدادها – في إطار هذه الشراكة – لتسهيل تبادل الخبرات، وتوسيع برامج التدريب، وتعزيز بناء القدرات الأنجولية في المجالات ذات الصلة، وتعمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية (EAPD) وخبراؤنا الفنيون بالفعل على تدريب عشرات الكوادر الأنجولية في مجالات الشرطة والدفاع والصحة والإعلام والطاقة المتجددة والزراعة، بما يؤسس لبرنامج تعاون متكامل ومستدام. وأكد وزير الإسكان أن التحديات التي تواجه قارتنا الإفريقية – من تغير المناخ والأمن الغذائي إلى التوسع العمراني السريع – تتطلب نهجاً تعاونياً قائماً على التكامل لا التنافس، فإن حوارنا مع أنجولا، بوصفها شريكاً موثوقاً، يمثل إضافة قيّمة لمسارنا المشترك نحو إفريقيا أكثر مرونة واستدامة وازدهاراً. وفي ختام كلمته، وجه وزير الإسكان – باسم حكومة جمهورية مصر العربية، ومن خلال الحضور إلى شعب وحكومة جمهورية أنجولا - أصدق التهاني بهذه المناسبة العزيزة، قائلاً: نتطلع إلى أن يواصل تعاوننا الازدهار، وأن تتحول مشروعاتنا المشتركة إلى إنجازات ملموسة تخدم مستقبل بلدينا، معربًا عن ثقته بأن طريقنا المشترك سيقودنا إلى آفاق أرحب، وأننا معاً سنكتب فصلاً جديداً من الشراكة القائمة ليس فقط على المصالح المشتركة، بل على الأخوة والاحترام المتبادل والالتزام بمستقبل أفضل لشعبينا وأطفالنا.