شهدت حركة الطيران في دولة الإمارات نمواً ملحوظاً، خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، ما يعكس استمرار قوة قطاع الطيران وارتفاع وتيرة السفر من وإلى الدولة، بدعم من البنية التحتية المتطورة والمكانة العالمية لمطارات الإمارات كمحور رئيسي للطيران الدولي.
أظهرت بيانات تقرير «الأرقام الموحدة» لدولة الإمارات، أن إجمالي عدد الرحلات الجوية من يناير/ كانون الثاني حتى نهاية مايو/ أيار 2025 بلغ 336,719 رحلة، موزعة بالتساوي تقريباً بين القادمة والمغادرة.

الهند والسعودية تتصدران

بحسب التقرير، تصدّرت الهند باعتبارها الوجهة الأكثر نشاطاً للرحلات القادمة والمغادرة على حد سواء إلى الإمارات، بعدد رحلات 55,343 رحلة حتى مايو 2025، حيث سجّلت الرحلات المغادرة إلى الهند 27,527 رحلة، بينما بلغت الرحلات القادمة 27,816 رحلة.
واحتلّت السعودية المرتبة الثانية، من حيث عدد الرحلات، حيث بلغ 32,829 رحلة، توزّعت إلى 16,332 رحلة مغادرة و16,497 رحلة قادمة.
ويعكس هذا التصنيف قوة الروابط التجارية والسياحية بين الإمارات وهذين البلدين، خصوصاً في مجالات الأعمال والسياحة العائلية.

وجهات نشطة

كشف التقرير أن باكستان وروسيا والمملكة المتحدة كانت ضمن الوجهات الأكثر نشاطاً أيضاً، حتى مايو، حيث بلغت الرحلات المغادرة من الإمارات إلى باكستان 8,486 رحلة والقادمة منها 8,390 رحلة، بينما سجلت الرحلات مع روسيا 7,821 رحلة مغادرة و7,816 قادمة، أما المملكة المتحدة، فقد وصل عدد الرحلات بينها وبين الإمارات 4852 رحلة قادمة ومغادرة حتى مايو 2025. كما حافظت قطر ومصر والبحرين وتركيا على حصص تراوحت بين 4558 رحلة و 4092 ما يبرز التنوع الدولي في الرحلات عبر الإمارات.

الأكثر ازدحاماً عالمياً

بحسب بيانات حديثة نشرها موقع «أو اي جي» المختص بالطيران، فإن الرحلات الجوية بين الهند والإمارات حلّت في المركز السابع عالمياً، خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2025، حيث بلغت السعة المقعدية 2.32 مليون مقعد، ما يجعل الهند من أكثر خطوط السفر ازدحاماً. ويعد السفر بين الهند ودبي على وجه الخصوص من أكثر المسارات ازدحاماً، مدعوماً بشركات الطيران الهندية والإماراتية، التي تعمل على تعزيز السعة وعدد الرحلات.
كما كشفت بيانات الموقع، أن الرحلات الجوية بين الرياض ودبي حلّت في المركز السادس عالمياً، ضمن أكثر المسارات الدولية ازدحاماً خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، بعدما بلغت السعة المقعدية بينهما 379,736 مقعداً.

مركز عالمي محوري

تعكس هذه الأرقام المتقدمة مكانة دولة الإمارات كمركز محوري في حركة النقل الجوي العالمية، ووجهة مفضّلة تربط بين أهم الأسواق الإقليمية والعالمية، فالتوسع المستمر في شبكة الرحلات، وازدياد السعة المقعدية، وتنامي الطلب من وجهات رئيسية مثل الهند والسعودية وباكستان، تؤكد قدرة القطاع على مواصلة النمو في بيئة تنافسية عالمية.
ومع اقتراب موسم الشتاء السياحي، يُتوقع أن تواصل حركة الطيران تسجيل مستويات قوية مدعومة بفعاليات كبرى واستقطاب متزايد للمسافرين من مختلف القارات، لترسّخ الإمارات مكانتها المتقدمة على خريطة الطيران العالمي، ليس فقط كمحطة عبور، بل كمقصدٍ نهائيٍ نابضٍ بالحركة والفرص.