كتبت: هبة السيد

أجمع خبراء ومتخصصون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الجلسة النقاشية بعنوان "نداء القاهرة: خريطة مصر للريادة الرقمية الإقليمية" والمنعقدة ضمن فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر ومعرض AIDC، على أن مصر تمتلك مقومات قوية تؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في مجالات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. وأكد المشاركون أن الوصول لهذه الريادة يتطلب توحيد الإستراتيجية الوطنية، واستكمال المنظومة التشريعية، وتحديد جهة حكومية تقود هذا الملف وتنسّق الجهود بين القطاعين العام والخاص.

الجلسة التي أدارها محمد العجيزي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في WB Engineers MEA، شهدت نقاشًا موسعًا حول الفرص والتحديات في سباق السيادة الرقمية. وافتتح العجيزي الحوار بالتأكيد على أن رأس المال البشري يمثل الثروة الحقيقية لمصر، مشيرًا إلى أن الكوادر المصرية تعمل بكفاءة عالية داخل كبرى الشركات العالمية، داعيًا إلى إطلاق مسابقات ومبادرات تستكشف المواهب الشابة، والاستفادة من التجارب الأفريقية الناجحة.

وضع أحمد مكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "بنية"، الملف في إطار استراتيجي أوسع، مؤكدًا أن التحول الرقمي أصبح قضية أمن قومي واقتصادي، وأن التأخر في هذا المجال ستكون له انعكاسات مباشرة على مختلف القطاعات. وأشار إلى أن مصر تمتلك خبرات كبيرة تؤهلها لقيادة المنطقة، داعيًا إلى صياغة رؤية واضحة وإزالة التحديات أمام الاستثمار في البنية الرقمية.

وتحدث أحمد البحيري، الرئيس التنفيذي للعمليات والرئيس التنفيذي للمجموعة في كاسافا تكنولوجيز، عن ضرورة تحديد أهداف دقيقة لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الأمر لا يقتصر على بناء بنية تحتية قوية، بل يتطلب تحديد قطاعات الأولوية سواء التعليم أو الصحة أو التنمية. وحذّر من أن غياب بنية تحتية متينة سيجعل مصر مستخدمًا للتقنية بدل أن تكون منتجًا لها، خاصة مع توجه الدول للاحتفاظ ببياناتها السيادية داخل حدودها.

من جانبه، أكد محمود أحمد، الرئيس التنفيذي لشركة تريفورس سيستمز، أن مصر قادرة على التفوق في هذا القطاع إذا تم تسريع وتيرة العمل التشريعي، موضحًا أن دولًا مثل الإمارات والسعودية نجحت بفضل وضوح التشريعات وسرعة التنفيذ. وأضاف أن مرور نحو 17% من كابلات الإنترنت العالمية عبر مصر يمنحها ميزة استراتيجية فريدة، مشيرًا إلى أن المهندسين المصريين يمثلون العمود الفقري لعدد من مراكز البيانات العالمية الكبرى.

كما استعرض محمد حسن عاطف، المدير التنفيذي لقطاع التكنولوجيا في السويدي ديجيتال، تجارب دولية ناجحة مثل المغرب وإندونيسيا، مؤكدًا جهود شركته في دعم التعليم الفني وتطوير المهارات، وكاشفًا عن قرب الإعلان عن استثمارات كبيرة في مراكز البيانات داخل مصر. وأوضح أن توجه الدولة نحو الطاقة الخضراء يمنحها ميزة تنافسية إضافية في هذا المجال المتسارع.

وتحدث تامر عطية، رئيس قطاع الاستراتيجية وتطوير المشروعات في مراكز بيانات راية، عن الجهود التي تبذلها الشركة في بناء مراكز بيانات متطورة، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية ومناخًا جاذبًا لكبرى مقدمي الخدمات السحابية. وأكد الحاجة إلى تخصيص مناطق مجهزة بالكامل لاستضافة مراكز البيانات، مع وجود جهة تنسيقية موحدة تجمع وتنسق الجهود المختلفة.

وقال مصطفى قنديل، رئيس مركز البيانات إنوفو تك، النقاش إن الحل الأمثل ليس في وجود قائد فردي للمشهد، بل في إنشاء كيان حكومي متخصص يتولى التنسيق مع الشركات العالمية، ويعمل على توحيد الرؤية وتهيئة المناخ الاستثماري، مقترحًا إنشاء هيئة وطنية للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

وتتواصل فعاليات معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025 في دورته التاسعة والعشرين خلال الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر، تحت شعار "AI Everywhere"، بمركز مصر للمعارض الدولية وبمشاركة أكثر من 500 عارض، إلى جانب الوزارات والهيئات الحكومية والشركات العالمية الرائدة، في إطار منصة تكنولوجية كبرى تقدم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني، المدن الذكية، التكنولوجيا المالية، والتقنيات الخضراء.