حذّر الرئيس التنفيذي لـ«ألفابت»، سوندار بيتشاي، من أن طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية تشهد قدراً من «اللاعقلانية»، رغم أنها تمثل لحظة استثنائية في تاريخ التكنولوجيا. وأكد بيتشاي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أنه لن تكون أي شركة بمنأى عن تداعيات انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي المحتملة، بما في ذلك «ألفابت» نفسها. وتأتي التصريحات وسط قلق متزايد في «وادي السيليكون» من تضخم تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي خلال أشهر إلى مستويات غير مسبوقة، ودخولها في سباق استثمارات تتجاوز التوقعات. وقفزت قيمة «ألفابت»، الشركة الأم لـ «غوغل»، إلى 3.5 تريليون دولار، بعد تضاعف سهمها خلال 7 شهور، فيما اشتدت المنافسة في سوق الرقائق المتخصصة مع شركات عملاقة مثل «إنفيديا». التقنية ستبقى راسخة في تعليقاتٍ تُحاكي تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، آلان غرينسبان، عام 1996، الذي حذّر من «الطفرة غير العقلانية» آنذاك في السوق خلال فقاعة الدوت كوم، وقبل انهيارها عام 2000، قال بيتشاي: إن القطاع قد «يبالغ» في دورة استثمارية مثل هذه، لكن ذلك لا ينفي عمق أثر التكنولوجيا. وأضاف: «أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون كذلك: مزيج من العقلانية واللاعقلانية في آن واحد». نموذج غوغل المتكامل رغم التحذير، أكد بيتشاي أن غوغل في موقع قوي للتعامل مع أي اضطرابات محتملة بفضل امتلاكها سلسلة التكنولوجيا الكاملة، من الرقائق، إلى البيانات، إلى النماذج، وصولاً إلى البحوث العلمية المتقدمة. كما أشار إلى توسع كبير في الاستثمار بالمملكة المتحدة، حيث تعتزم «ألفابت» ضخ 5 مليارات جنيه استرليني في البنى التحتية والبحث خلال العامين المقبلين، بما في ذلك تطوير أعمال جديدة في «ديب مايند». متطلبات الطاقة الهائلة أعرب بيتشاي عن قلقه من الطلب المتزايد للذكاء الاصطناعي على الطاقة، والذي بلغ العام الماضي 1.5% من استهلاك الكهرباء العالمي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وأكد ضرورة تطوير مصادر جديدة للطاقة وتوسيع البنية التحتية، بما في ذلك في المملكة المتحدة. محذّراً من أن أي نقص قد يقيّد نمو الاقتصادات ويؤثر في أهداف المناخ، رغم تمسك «ألفابت» بهدف صافي انبعاثات صفرية بحلول 2030. مَنْ يتكيّف سيتقدم وصف بيتشاي الذكاء الاصطناعي بأنه «أعمق تقنية ابتكرتها البشرية»، مؤكداً أن تأثيره في الوظائف سيكون واسعاً، من خلال إعادة تشكيل الأدوار المهنية وخلق فرص جديدة. وقال: «كل الوظائف ستتأثر... ومن يتعلم استخدام هذه الأدوات والتكيف معها سينجح، سواء كان معلماً أو طبيباً أو مهنياً في أي مجال».