الارشيف / عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

مكتوم بن محمد.. رؤية تؤسس لمرحلة جديدة من التطور

دبي: محمد ياسين

16 عاماً تمر غداً على تولي سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، المالية، مهام نائب حاكم الإمارة، ومنذ اللحظات الأولى لتولي سموه المسؤولية أظهر رؤية مستقبلية بعيدة المدى، تأسيساً لمرحلة جديدة من التطور والتقدم بعزيمة قوية وإرادة صلبة، بهدف تعزيز وترسيخ مكانة الوطن، ومشاركة القيادة الرشيدة في استكمال حلقات منظومة التنمية الشاملة.

مع بداية شهر فبراير/ شباط من عام 2008، خطا سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، أولى خطواته نحو مسيرة القيادة في دولة العربية المتحدة، حيث تم تعيين سموه نائباً لحاكم دبي، واتسمت خطوات سموه بالحكمة والتفاني، مع التزام ببناء الدولة العصرية الحديثة، مسهماً بفاعلية في تحقيق أهداف الإمارة ومواصلة ترسيخ مكانة الإمارات ودبي على طريق النهضة الشاملة نحو مستقبل مشرق ومزدهر.

ولم يقتصر دور سموه على ذلك، بل توسعت مهامه لتشمل منصب النائب الأول لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، ما أضفى على دور سموه بعداً استراتيجياً أكبر ومسؤوليات أوسع، حيث إنه في عام ، وتحديداً في شهر مارس/ آذار، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، المرسوم رقم (21) لسنة 2023، بتعيين سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أول لحاكم إمارة دبي.

بفضل تولي سمو الشيخ مكتوم بن محمد هذه المناصب المهمة شهدت دبي والإمارات العربية المتحدة تحولاً ملحوظاً في السياسات الحكومية، والتطور الاقتصادي، حيث قاد سموه جهود الحكومة في بناء استراتيجيات متكاملة تعزز أطر الحوكمة، وتسهم في تطوير العمل الحكومي بشكل فعّال، ولم يكتف سموه بالجوانب الاقتصادية فقط، بل شغل دوراً ريادياً في العديد من المجالات الحيوية الأخرى، مثل الإعلام، والرياضة، والثقافة، والقضاء.

ونجح سموه في تحقيق النجاحات على الساحتين الوطنية والدولية، حيث ظهرت مبادرات سموه الرائدة في مجالات الحوكمة والتشريع، ولم يكن ذلك النجاح غريباً على سمو نائب حاكم دبي، لأنه قبل أن ينضم إلى الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات قاد العديد من المؤسسات وفرق العمل في حكومة دبي لتحقيق التميز على الصعيد الدولي.

وشهد مركز دبي المالي العالمي تحت إشراف سمو الشيخ مكتوم بن محمد نمواً هائلاً، حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المركز، وعندما تم تعيين سموه رئيساً لجهاز الرقابة المالية في مايو/ أيار من عام 2018 ازداد دور سموه أهمية في تعزيز الفرص الاستثمارية والقدرة التنافسية لدولة الإمارات. وكجزء من جهود سموه المستمرة في تعزيز الاستدامة والتنمية أصدر سمو الشيخ مكتوم بن محمد في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023 قراراً بتشكيل لجنة فض منازعات الشركات والملكيات العائلية في دبي، وتعكس تلك الخطوة التزام سموه بضمان استمرارية الشركات العائلية المساهمة في الاقتصاد المزدهر للإمارة.

منظومة العدالة

في خطوة حاسمة، أسّس سمو الشيخ مكتوم بن محمد، «هيئة المفوضين» في محكمة التمييز بدبي، لتعزيز منظومة التقاضي، وتنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تعزيز وتطوير منظومة العدالة في الإمارة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود سمو الشيخ مكتوم بن محمد، بصفته رئيس المجلس القضائي، لتحسين منظومة القضاء، وتعزيز الثقة بها، وتعكس هذه الهيئة ضمانة إضافية تهدف إلى تحقيق قضاء ناجز وعادل يحمي حقوق وحريات الأفراد.

وأكد سموه في حينها أن بناء منظومة قضائية متطورة يعتبر أساساً لبناء الأوطان وضمان ازدهارها واستقرارها، وأشار سموه إلى أن سيادة القانون تحتل مكانة عليا، مؤكداً أن العدالة في دبي تُعتبر حقاً مكفولاً للجميع من دون أي استثناءات.

كما وضع سموه حقوق الناس نُصب عينيه، وحرص على تعزيز حقوق الناس وحرياتهم، من خلال قضاء ناجز، وعادل، ونزيه، كما عمل سموه على تعزيز الهيكل القضائي بالكوادر والخبرات الوطنية، أما هيئة المفوضين التي تم إنشاؤها العام الماضي فتشكل رافداً مهماً يمدّ محكمة التمييز بحرّاس جدد للعدالة، وهو أمر يُعزز التقدم والاستقرار ويسهم في التنمية المستدامة.

حقوق الأطراف

تضطلع هيئة المفوضين بمسؤولية كبيرة في ضمان حقوق جميع أطراف القضية، وضمان سير العدالة بشكل صحيح وعادل، لتمتعهم بخبرات تكفل لهم فهم القضايا المختلفة بشكل أفضل، وإبداء الآراء الصائبة، لاعتمادهم على الأدلة والشهادات.

وتستهدف الهيئة توفير ضمانة للعدالة أمام المتقاضين من خلال فحص الطّعون قبل عرضها على الدائرة المختصة، كما تعمل على تسريع إجراءات التقاضي بالنسبة إلى الطعون التي لا تتطلب العرض على دوائر التمييز، وتسعى إلى توجيه جهود قضاة التمييز نحو التفرّغ لنظر الطعن وبحثه ضمن إجراءات الفصل فيه، كذلك تتولى الهيئة عملية تأهيل القضاة العاملين فيها للالتحاق مستقبلاً كقضاة في محكمة التمييز.

وتختص الهيئة بفحص الطعون في التمييز، والتماس إعادة النظر في القضايا المرفوعة إلى محكمة التمييز، وعرض الصلح على أطراف الطعن، وإثبات ترك الخصومة، وغيرها من العوارض المؤثرة في استمرار نظر الطعن، أو البت فيه، وأخيراً إبداء الرأي القانوني في الطلبات التي تُحال إلى الهيئة من رئيس محكمة التمييز، أو رؤساء دوائرها.

مشاركة فعّالة

حرصاً من سمو الشيخ مكتوم بن محمد على تعزيز النمو في القطاعات المختلفة، وتطوير أسواق المال والأعمال، يواصل المشاركة الفعّالة في الفعاليات الشبابية والمنتديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك منتدى الاستثمار العالمي الذي يُنظمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

وليس ذلك فحسب، بل إن سموه يواصل لقاء رؤساء الشركات العالمية الرائدة والمشاركة في فعاليات اقتصادية على مستوى الأمم المتحدة، كما يعمل سموه على تصميم استراتيجيات متطورة تشمل مجموعة متنوعة من المجالات، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية والاستدامة، ويعكس توجهات سموه لتنفيذه لأجندة دبي الاقتصادية D33، والمشاريع التحويلية.

توظيف المعارف

تعلم سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، في مدرسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ليكون أبرز رواد العصر الحديث في توظيف المعارف، وتسخير الإمكانات لنهضة الوطن ورفعته، وتعزيز التنافسية وتعزيز مسيرة الإنجازات في دبي. وبحكم حرص سموه الدائم على تلخيص التجارب والحكم التي اكتسبها من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يشارك سموه هذه التجارب عبر منصة «إكس»، وأطلق وسماً يحمل عبارة «تعلمت من مدرسة محمد بن راشد».

ومن أبرز العبارات التي نشرها سموه مؤخراً على هذا الوسم: «تعلمت من مدرسة محمد بن راشد أنّ صناعة الغد تبدأ اليوم، وأنّ الاستثمار للأجيال القادمة يعني وضع رخائهم نصب أعيننا، وأنّ ما نحقّقه اليوم من أمنٍ واستقرارٍ وبنى تحتيّة وإنجازات، هو الإرث الذي نتركه لهم، تعلمّت من مدرسة سموّه ألا نجعل مستقبل أبنائنا مرهوناً بتغيرات العالم أو تقلّبات الاقتصاد، تعلمت من سموّه أنّ تحقيق الأمن الاقتصادي إنجازٌ عظيم لكنّ الأعظم تحقيق استدامة اقتصادية، تضمن لنا نجاح اليوم ورخاء الغد.

روح الفريق

حرصاً من سمو الشيخ مكتوم بن محمد على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لتقديم نموذج عمل جديد يدعم خدمات المستقبل ركزت توجيهات سموه على مدار 16 عاماً على أهمية تعاون وتضافر جهود الجهات الحكومية المختلفة، والعمل معاً لاستحداث فرص جديدة، وتقديم نموذج عمل مستقبلي للخدمات الحكومية، بما يلبّي احتياجات المتعاملين الآنيّة والمستقبلية. وأسهم سمو الشيخ مكتوم بن محمد في تعزيز منظومة دبي الاقتصادية، وتهيئة الأحوال للمؤسسات الوطنية على اختلاف أحجامها، بالمشاركة الإيجابية في دفع مسيرة التطوير الاقتصادي قدماً، في ضوء الشراكة الطويلة والنموذجية بين القطاعين الحكومي والخاص، وتعزيز المشاركة الإيجابية والمؤثرة لرجال الأعمال المواطنين، والدفع في اتجاه تسريع معدلات الأداء الاقتصادي بالإمارة، بما يدعم تنافسية الإمارة عالمياً، ويرسخ موقعها مركزاً للإبداع والابتكار ونموذجاً متميزاً للتنمية المستدامة.

دور حيوي

يقوم سمو الشيخ مكتوم بن محمد بدور حيوي في توجيه وتنسيق السياسات الاقتصادية والمالية للدولة، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار تحقيق التوازن المثالي في تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني. وبفضل رؤيته الحكيمة، يتولى سموه قيادة الفريق الاتحادي المختص بالقطاع الاقتصادي والتجاري والمالي، مع تعزيز استراتيجيات المالية الحكيمة التي تعزز نمو الاقتصاد الوطني. وإن التكليف الحالي يبرز الثقة الكبيرة بقدرات سموه على تحقيق نجاحات جديدة، ويؤكد التزامه بتأهيل الكوادر الشابة القيادية، ما يعزز استدامة التنمية الاقتصادية ويمهد الطريق لمستقبل متميز.

ترعرع في كنف والده

ولد سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1983، وهو الابن الثالث لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وترعرع في كنف والده فارس العرب الذي يدعم الرياضة، ويحرص على متابعة أنشطتها، ومشاركته في مسابقات تحدي عمالقة القدرة في الإمارات وخارجها، وكان يتدرب سموّه على هذه الرياضة منذ نعومة أظفاره.

درس سموه في مدارس دبي، وأتم دراسة الثانوية في مدرسة راشد الخاصة للبنين، وحصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في دبي، عام 2006، ثم التحق بكثير من الدورات التدريبية في كلية دبي للإدارة الحكومية، كما نهل سموه من المعرفة بحضور الكثير من الدورات والمحاضرات في جامعة هارفارد؛ أقدم الجامعات الأمريكية وأعرقها.

تميز سموه بسمات القيادة والطموح، مستمداً إلهامه وحكمته من والده الحكيم، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، كما يتسم سموه بالاهتمام الكبير بالاقتصاد المبني على المعرفة، حيث يضيء بإسهاماته الإنسانية البارزة ويسعى جاهداً لتحقيق تطوير نوعي في تنمية دبي. يبرز سموه بوضوح في وضع خطط حكومية واقتصادية مستقبلية، محدداً مسار التقدم والابتكار الذي يضع دبي في المقدمة كوجهة متقدمة ومستدامة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا