شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس الخميس، يرافقه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، في أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت أعمالها في العاصمة البحرينية المنامة، برئاسة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبحضور قادة الدول العربية، ومن يمثلونهم، وتضمنت كلمات القادة تحذيرات للمجتمع الدولي من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، كما طالبت بمواقف صريحة لوقف الصراعات وإحلال السلام في المنطقة والعالم.
ومع تصدُّر القضية الفلسطينية والأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يشهدها قطاع غزة جرّاء العدوان المستمر منذ عدة أشهر، كمحور رئيسي للقمة العربية ال33، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الموقف الثابت لدولة الإمارات، والتزامها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وسعيها الدائم لدعم ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفق مقررات الشرعية الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه دولة الإمارات ريادتها للجهود الدولية في مجال المساعدات الإغاثية الموجهة لأهالي قطاع غزة في هذه الأوقات الصعبة، في ظل استمرار العدوان على القطاع، لافتاً سموه إلى أن مساعي الدولة على الصعيد الدبلوماسي تكللت مؤخراً، بإنجاز مهم تمثّل في التصويت للعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وقد ضم وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الرسمي رفيع المستوى إلى القمة، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وخليفة بن شاهين المرر، وزير دولة، وفهد محمد سالم بن كردوس العامري، سفير الدولة لدى مملكة البحرين.
السلام خيار استراتيجي
وفي افتتاح القمة، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، أن هناك حاجة لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائي، والعادل، كخيار لا بديل له. وقال إن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، سيأتي بالخير على الجوار العربي بأكمله، ليتجاوز أزماته، ولتتلاقى الأيادي من أجل البناء التنموي المتصاعد، دعماً للأشقاء الفلسطينيين جميعاً.
ولفت في كلمته إلى أن هذه القمة العربية تنعقد «وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديدات تمسّ أمتنَا في هويتها، وأمنها، وسيادتها، ووحدة وسلامة أراضيها، وأنه، ومع استمرار هذه المخاطر المحيطة بأمننا القومي العربي، يتزايد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لحماية مسيرتنا العربية المشتركة، ولفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبنا من تطلعاتنا المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر، ومواكبة عجلة تقدمه».
وأكد ضرورة التوافق على اعتماد السلام كخيار استراتيجي، لا غنى عنه، لصون مسيرتنا الإنسانية وتأمين وصولها لغَدِها المشرق.
مبادرات للاستقرار
وتقدم ملك البحرين بعدد من المبادرات للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة، وتنميتها، وأولاها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، ومقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، ومبادرة تهتم بتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، ونتطلع إلى تحقيق كل ذلك من خلال قنوات العمل العربي المشترك، وشراكاته الدولية.
من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن هذه القمة تنعقد في ظروف استثنائية، فالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يمثل حدثاً تاريخياً فارقاً، وقال «لن تنسى الشعوب العربية ذلك العنف الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين.. وصار العالم كله مدركاً لحقيقة هي أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان».
صمود أسطوري
وقال أبو الغيط «للأسف قدمت بعض الدول الغربية غطاء سياسياً، بالذات مع بداية العدوان، لكي تمارس إسرائيل هذا الإجرام في قطاع غزة.. واليوم يقف حتى أقرب أصدقائها عاجزاً عن لجمها».
وأضاف الأمين العام للجامعة العربية، أن النكبة التاريخية لم تمحُ الفلسطينيين من الوجود.. لم تخرجهم من الجغرافيا، ولم تشطبهم من التاريخ.. فأبناء أبنائهم هم من يمارسون هذا الصمود الأسطوري اليوم على الأرض في قطاع غزة، وكل ربوع فلسطين، مشدداً على أن التهجير القسري مرفوض، عربياً ودولياً، ومرفوض أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً، مرفوض ولن يمر.
وتابع قائلاً «إن أحداً لا يريد العودة إلى اليوم السابق على السابع من أكتوبر.. وما يرتكبه الاحتلال من فظائع وشناعات في غزة لن يعيد إليه الأمن.. إننا نريد الانتقال إلى المستقبل، وليس العودة إلى ماض مأساوي أوصلنا إلى هذه النقطة.. ولا مستقبل آمنا في المنطقة سوى بمسار موثوق لا رجعة عنه، لإقامة الدولة الفلسطينية».
وطالب أبو الغيط، المجتمع الدولي بإقامة مؤتمر دولي للسلام يجسد رؤية الدولتين التي تحظى بالإجماع العالمي، وبالعمل على مساعدة الطرفين، ومرافقتهما لتحقيق هذه الرؤية في أجل زمني قريب، إنقاذاً لمستقبل الشعوب التي تستحق السلام والأمن في فلسطين، والعالم العربي، وفي إسرائيل أيضاً.
واختتمت القمة أعمالها، مساء أمس الخميس، فيما أعلن الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، استضافة بلاده للقمة العربية المقبلة في دورتها ال 34 العام المقبل، والتي كان مقررًا انعقادها في سوريا.(وكالات)
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.