الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

شباب أوكرانيون يستعينون بالمهربين لتسهيل خروجهم من البلاد

  • 1/2
  • 2/2

منذ اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، عبر آلاف الرجال الأوكرانيين بشكل غير قانوني الحدود الأوكرانية لتفادي التجنيد الإجباري، على الرغم من الحظر الوطني الذي يمنع الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً من المغادرة. ومن المتوقع أن تتزايد محاولات الفرار من البلاد بعد اعتماد أوكرانيا أخيراً تدابير تعبئة شاملة جديدة، تسمح للجيش باستدعاء المزيد من الجنود وفرض عقوبات أكثر صرامة على المتهربين من التجنيد. ومع اقتراب حملة التجنيد الجديدة، يلجأ البعض إلى المهربين والمزورين عبر الإنترنت كي يجدوا لهم مخرجاً من البلاد لتفادي ويلات الحرب.

قصة ديميترو

خلال الشهر الماضي كان ديميترو، المصور البالغ من العمر 31 عاماً، من خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، مختبئاً في شقته، ونادراً ما يخرج منها، لتجنب تجنيده في الجيش. ويقول «أريد مغادرة البلاد، لا يمكنني تحمل العيش هنا بعد الآن». ويضيف «لم أفكر قط في المغادرة حتى صدور قوانين التعبئة، كما أنني لا أستطيع البقاء في شقتي إلى الأبد».

ومن خلال الأصدقاء الذين فروا من البلاد بالفعل، استطاع ديميترو أن يتواصل مع أفراد عبر الإنترنت ووعدوه بتسهيل هروبه مقابل رسوم باهظة تبدأ من 8000 يورو (6800 جنيه إسترليني). ويقول «أنا لست مخلوقاً للحرب، لا أستطيع أن أقتل الناس حتى لو كانوا روساً، لن أصمد طويلاً في الجبهة، أريد أن أبني أسرة وأطوف العالم، ولست مستعداً للموت». لم يكن ديميترو متأكداً مما إذا كان يمكنه الثقة بالمهربين الذين رفعوا أسعارهم أخيراً لتلبية الطلب المتزايد، لكنه قال إنه لا يرى خيارات أخرى.

تجميد الحساب ومصادرة الممتلكات

بعد مرور أكثر من عامين من الحرب مع روسيا تعاني القوات المسلحة الأوكرانية نقصاً شديداً في الجنود، ومنذ بداية الحرب تطوع مئات الآلاف من الأوكرانيين العاديين للخدمة على الجبهة، ما ساعد في الحفاظ على تماسك البلاد وصد الهجوم الأولي، إلا أن العديد من هؤلاء الجنود الأوائل ماتوا أو جرحوا أو ببساطة صاروا منهكين، ما جعل الجيش أمام خيار واحد هو تجنيد مجموعات الرجال الأكثر تردداً في الصمود أمام القوات الروسية. ولتعويض الفاقد من الجنود وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أبريل الماضي، على قانون مثير للجدل بخفض سن الخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عاماً. وبموجب المبادئ التوجيهية الجديدة، يمكن أن يتعرض المتهربون من التجنيد لسحب رخص القيادة الخاصة بهم، وتجميد حساباتهم المصرفية في البنوك ومصادرة ممتلكاتهم.

وحتى قبل حملة التعبئة الأخيرة، يُعتقد أن أكثر من 20 ألف رجل فروا من البلاد لتجنب الخدمة، بعضهم حاول اجتياز الحدود سباحة وغرق أثناء محاولته عبور الحدود الغربية الجبلية والبحرية لأوكرانيا والدخول إلى رومانيا. وفي أبريل أفاد رئيس خدمة حرس الحدود الحكومية الأوكرانية، أندريه ديمتشينكو، بأن ما لا يقل عن 30 رجلاً أوكرانياً لقوا حتفهم أثناء محاولتهم العبور على الرغم من أن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، حيث من غير المرجح أن يتم انتشال جميع جثث الضحايا.

وبينما يتنقل ضباط التعبئة في المدن لتجنيد الرجال في سن الخدمة العسكرية، وضع كثيرون مثل ديميترو خططاً للمغادرة، خوفاً من أنهم لن يبقوا على قيد الحياة فترة طويلة على الخطوط الأمامية.

ومنذ بداية الحرب تعرض مشروع القانون لانتقادات باعتباره فوضوياً ومشوهاً ويخلو من الضوابط لمنع الفساد. وكثفت أوكرانيا جهودها لمنع الأشخاص من الفرار عبر الحدود والتهرب من التجنيد، وهو ما أبرزه إقالة زيلينسكي لجميع رؤساء التجنيد العسكري الإقليميين في أبريل. وجاء هذا الفصل بعد تقارير عن قبول الضباط رشى لإعفاء الرجال من التجنيد الإجباري، لكن يبدو أن هذه الممارسة يصعب على السلطات استئصالها.

محاولة هروب فاشلة

شارك أندري، وهو عامل في مجال تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 23 عاماً، من أوديسا، صحيفة «الغارديان» برسالة تلقاها من أحد المهربين في أواخر مايو تحتوي على معلومات حول كيفية مغادرة البلاد. وحددت التعليمات التفصيلية طريقين للهروب: الأول يتضمن عبور الحدود المولدوفية باستخدام جواز سفر مزور، بينما الخيار الآخر هو إدراج أندري في وثائقه الثبوتية كفنان، وهي فئة يُسمح لها أحياناً بالخروج من البلاد، وأضح له المهرب أن كلا المخططين يكلفان نحو 8000 يورو. وفي الصيف الماضي حاول أندري بالفعل عبور الحدود إلى مولدوفا باستخدام شهادة طبية مزورة تفيد بأنه غير لائق للخدمة، إلا أن محاولة أندري الهرب فشلت عندما شكك حرس الحدود في صحة الشهادة، وتم نقله على الفور إلى مكتب التجنيد، لكن أطلق سراحه بعد أن دفع رشوة. ويقول أندري «الهروب أصبح أكثر صعوبة وأصبح مسؤولو الحدود أقل رغبة في تلقي الرشى، لا أعتقد أنني سأكون محظوظاً للمرة الثانية إذا ساءت الأمور». ويقول إنه لايزال يدرس عرض المهرب، مضيفاً أن الرسوم التي سيدفعها له هي مدخرات حياته، مضيفاً بقوله «في الوقت الحالي أنا في إقامة جبرية فرضتها على نفسي، ولن أترك شقتي على الإطلاق». وقال إن بعض أصدقائه تم تجنيدهم بالفعل رغماً عنهم وتعرضوا للقتل، ما أضر بصحته العقلية.

لا توجد أرقام دقيقة لعدد الرجال المختبئين أو الذين يخططون للمغادرة، ولكن في المدن الكبرى يطلق بعض مستخدمي منصة «تليغرام» تحذيراً للشباب بأن مسؤولي الدولة موجودون في مكانٍ ما لكي يتجنبوهم. وكشفت المقابلات مع خمسة رجال كانوا يختبئون في المنزل لتجنب التجنيد الإجباري عن مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعلهم يتفادون التجنيد الإجباري. وأعرب الكثيرون عن خوفهم من الهلاك في معركة تميزت بقتال خنادق مروع، ومعدل وفيات عالٍ. وذكر آخرون مقاومتهم للتجنيد الإجباري تحت مبرر أنهم لا يتلقون تدريباً كافياً قبل إرسالهم إلى الخطوط الأمامية، واختار البعض تجنب التعبئة لأسباب عائلية معقدة.

يخشى انتقام الروس

ويقول ميخايلو، وهو مدرب رياضي من ماريوبول يعمل في كييف، إن والديه مازالا يعيشان في المدينة الساحلية التي احتلتها روسيا في ربيع عام 2022 بعد حصار وحشي. ويعتقد أن عائلته ستتعرض للخطر المباشر إذا اكتشف الروس أنه يقاتل قواتهم. ويضيف «أنا أحب بلدي وأريد القتال، لكن العائلة تأتي في المقام الأول، إنه وضع صعب للغاية». وكان ميخايلو مثل الآخرين يتجنب الخروج ويطلب الطعام في المنزل ويغامر فقط بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية القريبة. ويقول أيضاً «لقد فاتني أخيراً عيد ميلاد أعز أصدقائي لأنني كنت خائفاً جداً من مغادرة شقتي، إنها حياة مقيدة للغاية على أقل تقدير. وقال ميخايلو إن العديد من أصدقائه فروا بالفعل من البلاد وكان يفكر أحياناً في هذا الخيار.

وفي حين يظل الدعم الإجمالي لقوات البلاد مرتفعاً وتظهر استطلاعات الرأي أنه لايزال هناك عدد كبير من الرجال المستعدين للتعبئة، فإن حملة التجنيد الإلزامي في أوكرانيا تخاطر بتقسيم المجتمع الأوكراني الذي يعاني بالفعل من إرهاق الحرب. وينتقد العديد من الجنود الأوكرانيين على الجبهة، أو أولئك الذين عادوا بعد إصابتهم، التهرب من الخدمة العسكرية، بحجة أن هذه الممارسة تضعف المجهود الحربي لبلادهم مع تحقيق القوات الروسية تقدماً عبر جبهات متعددة. وعبر رومان، الذي خرج من الخدمة بعد أن أصابت قذيفة ساقه اليمنى، أمام مقهى في كييف متكئاً على عكازة، عن خيبة أمله عندما سمع قصصاً عن رجال يختبئون أو يحاولون الفرار من البلاد. وقال رومان، طالباً عدم نشر اسمه الأخير: «أتفهم أن الناس خائفون، لكننا ببساطة بحاجة إلى مجندين جدد لمواصلة القتال، وإذا لم نفعل ذلك فمن سيحمي هذا البلد؟».

يُعتقد أن أكثر من 20 ألف رجل فروا من البلاد لتجنب الخدمة، بعضهم حاول اجتياز الحدود سباحة وغرق أثناء محاولته عبور الحدود الغربية الجبلية والبحرية لأوكرانيا.

ينتقد العديد من الجنود الأوكرانيين على الجبهة، أو أولئك الذين عادوا بعد إصابتهم، التهرب من الخدمة العسكرية، بحجة أن هذه الممارسة تضعف المجهود الحربي لبلادهم مع تقدم القوات الروسية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.