عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

سكان إفريقيا سيتزايدون بصورة كبيرة خلال العقود القليلة المقبلة

  • 1/2
  • 2/2

سيشهد تعداد سكان قارة إفريقيا تزايداً سريعاً خلال بضعة عقود مقبلة، خصوصاً في دول الساحل الإفريقي. وعلى الرغم من أن هذه النزعة الحالية تحمل بعض السلبيات والإيجابيات، فإنها تنطوي على أثر ملموس في العالم، خصوصاً، أن هذا النمو السكاني في إفريقيا، يمكن أن يكون من ضمن العوامل التي تؤدي إلى الصراعات المحلية، وانعدام الأمن الغذائي، وعدم السيطرة على عمليات الهجرة.

وتقدم الإحصاءات معلومات صحيحة لا لبس فيها، وبحلول عام 2050، سيزداد تعداد إفريقيا بنحو 2.5 مليار نسمة تقريباً، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالزيادة التي حصلت في عام التي كانت 1.36 مليار نسمة. وفي أقل من 80 عاماً سيكون نصف المواليد الجدد في العالم من الأفارقة.

ولكن الأخبار السعيدة أن زيادة نسبة الأفراد في سن العمل تعود بالنفع على اقتصادات البلدان الإفريقية وخارجها. ولكن على الجانب الآخر، فإن وجود نسبة أكبر من السكان الشباب، يعني عبئاً مالياً أكبر على الحكومات، فضلاً عن أخطار اجتماعية وأمنية إضافية.

وفي الواقع، فإن تزايد تعداد السكان يتطلب زيادة في إنتاج المواد الغذائية، وهو أمر قد تفشل العديد من الدول الإفريقية في تحقيقه. واعتباراً من اليوم، فإن أربعة من أصل أكثر خمسة بلدان، في العالم، يعاني أطفالها سوء التغذية، موجودة في إفريقيا، وتتصدر نيجيريا وإثيوبيا هذه القائمة.

وعلى الرغم من أن 20% من سكان إفريقيا يعانون نقص التغذية، فإن هذه المنطقة لاتزال بعيدة عن تحقيق هدف القضاء على الجوع. وتقتطع الدول الإفريقية نحو 3.8% فقط من ميزانيتها من أجل الزراعة، في حين خفّضت بعض هذه الدول إنفاقها في السنوات الأخيرة.

إفريقيا.. قارة الأمل والكآبة

قال خبير الأمن رودلف أدام، وهو من معهد ليختنشتاين لمؤلف هذا المقال «يتطلب النظر إلى إفريقيا التمييز وفهم ظروف العيش التي تختلف بصورة أساسية عن أوروبا. فإفريقيا كبيرة، والفرق بين الدول العربية والإسلامية في شمال إفريقيا والجنوب كبير للغاية أيضاً. والمسافة بين القاهرة وجوهانسبرغ هي المسافة ذاتها بين بكين وأنقرة. ولفهم إفريقيا، فإن الأرقام النسبية والمطلقة مهمة للغاية، والأهم من كل ذلك العلاقة مع أوروبا. وفي عام 1950، كان تعداد سكان أوروبا (باستثناء أوكرانيا وتركيا) 400 مليون نسمة، في حين أن تعداد إفريقيا كان 100 مليون نسمة. ولكن اليوم باتت هذه الأرقام في أوروبا 500 مليون، وفي إفريقيا تعداد سكانها 1000 مليون نسمة، وفي عام 2050 ستكون هذه الأرقام في أوروبا 500 مليون نسمة، وفي إفريقيا 2500 مليون. وهذا يعني أن العلاقة من 4:1 تتغير إلى 1:5 خلال قرن واحد. وقال إن ضغط الهجرة لابد أن يرتفع، لهذا فإن ضغط الهجرة سيتزايد.

صراعات وإرهاب

في عام 2023، كانت دول جنوب الصحراء الإفريقية، تُعدُّ أكثر بقاع العالم احتضاناً للإرهاب، والتي وقع بها 50% من الضحايا الذين قتلوا في العام الماضي. وتتزايد المنظمات المتطرفة والعنيفة العاملة في منطقة دول الساحل الإفريقي قوة، وتهدد بنشر انعدام الاستقرار عبر إفريقيا برمتها.

وعلى الرغم من أن التركيبة السكانية تُعدُّ عاملاً ثانوياً، فإن الصراعات العنيفة على الأرجح ستظهر في الدول الإفريقية بمعدلات متسارعة في الدول الإفريقية ذات التزايد السكاني. ويشير خبراء الأمم المتحدة إلى أن الفقر، والجوع، والبطالة، توفر بيئة مواتية لنمو الجماعات الإرهابية.

وما يثير القلق على نحو خاص، هو تجنيد الأطفال في صفوف الإرهابيين، ففي كل دولة متأثرة بعنف تنظيم «بوكو حرام»، يشكل الأطفال أكثر من نصف إجمالي السكان.

الهجرة غير المنضبطة

بالنظر إلى أن الهجرة مصدر أساسي للعمالة، فإنها تعود بالنفع على كل من بلدان المنشأ والدول المضيفة، التي تحقق مكاسب اقتصادية، حيث يساعد العمال الأجانب في سد فجوات العمالة، في حين تستفيد الدول التي جاء المهاجرون منها من خلال التحويلات المالية التي يقومون بإرسالها.

ومعظم المهاجرين هم من الشبان الأفارقة غير المتزوجين الذين يتنقلون إلى المناطق المدنية في القارة الإفريقية في حين أن بعضهم يختار الهجرة إلى القارة الأوروبية أو الشرق الأوسط. وفي عام 2024 قال تقرير الهجرة الدولية، إن عدد الأفارقة الذين هاجروا من إفريقيا يساوي ضعف ما كان عليه في تسعينات القرن الماضي، حيث ظهرت أكبر زيادة لهم في القارة الأوروبية.

مبادرات

يدرك العالم هذه المشكلة، ويجري الإعداد حالياً لبعض المبادرات الناجحة. وفي عام 2011، أطلقت بلدان غرب إفريقيا شراكة «واغادوغو»، لتعزيز تنظيم الأسرة. وبفضل جهود البرنامج التشغيلي، استخدمت 1.18 مليون امرأة أخرى في إفريقيا، وسائل منع الحمل الحديثة على مدى العقد الماضي.

ويتعلق مجال عمل واعد آخر بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. ويتمثّل الأمر الأكثر روعة في هذه الاستراتيجية في أنها تضرب عصفورين بحجر واحد. فمن ناحية، يسهم عدد أكبر من النساء العاملات المتعلمات في التنمية الاقتصادية في المنطقة، ومن ناحية أخرى، فإن النساء المتمكنات ينجبن عموماً عدداً أقل من الأطفال.

• بحلول عام 2050، سيزداد تعداد إفريقيا بنحو 2.5 مليار نسمة تقريباً، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالزيادة التي حصلت في عام 2023 التي كانت 1.36 مليار نسمة.

• تجنيد الأطفال في صفوف الإرهابيين يثير القلق على نحو خاص، ففي كل دولة متأثرة بعنف تنظيم «بوكو حرام»، يشكل الأطفال أكثر من نصف إجمالي السكان.

 

 

■ تاتيانا كانونيكوفا صحافية روسية

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا