عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

سلطان: سقوط الأندلس الانكسار الأول للعرب والمسلمين

الشارقة: «الخليج»

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن سقوط الأندلس ليس مجرد أرض احتُلت؛ وإنما هو الانكسار الأول للعرب والمسلمين، وكشف سموه عن مشروع ثقافي تاريخي ديني يعمل عليه، وهو تحقيق الترجمة المسيئة للقرآن الكريم التي كتبها الإنجليزي «روبرت كيتون» بالاتفاق مع قائد الفكر المسيحي ضد الإسلام «الراهب بطرس» سنة 1142م، والتي تمت طباعتها سنة 1162م.

وقال سموه في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد حسن خلف، المدير العام لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: «لقد درست سقوط الأندلس، والكثير من المسلمين يظنون أن الأندلس أرض احتلت وانتهت؛ بينما هي ليست كذلك، فهي الانكسار الأول للعرب والمسلمين، ولذلك كتبت مسرحية اسمها القضية، ولكن وقتها لم يعرف الممثلون ولا المشاهدون ماذا كنت أقصد، وأنا كنت أقصد أن هذا هو الانكسار الأول للعرب والمسلمين، ولذلك نتمنى إن شاء الله ألا تستمر الانكسارات في العالم العربي».

  • مدينة طليطلة

تابع صاحب السمو حاكم الشارقة: «لي كتابات كثيرة في موضوع دحض الإسلام في الأندلس والأسباب التي دعت إلى ذلك، وأيضاً محاكم التفتيش السرّية التي مارست الإعدام والحرق وأموراً كثيرة في حق المسلمين، فقد دخل الإسلام عام 711م، وهذا الدخول له قصة لا يعلمها الكثير من الناس، فهم يعتقدون أن طارق بن زياد دخل أولاً إلى الأندلس؛ بينما هو دخل أولاً إلى مدينة طليطلة القريبة من مدينة مدريد وتسمى بالإسبانية (توليدو)، ولم يحطم أو يكسر، وإنما حاصر المدينة فقط، فسأله أهل المدينة لماذا تحاصر المدينة ونحن الآن في موعد حصاد ثمار زراعتنا؟ ماذا تريد؟ فأجابهم أريد فقط أن أدخل المدينة بسلام بدون حرب، فسمحوا له بذلك، ودخل المدينة بسلام وبقي هناك دين الإسلام حتى عام 1086، وبذلك كانت مدينة طليطلة مسلمة لمدة 374 سنة».

وأضاف سموه: «جاء بعد ذلك قائد يطلق عليه العرب اسم ألفونسو ابن فرناندو، وألفونسو الشجاع، وألفونسو السادس، وله كثير من الأسماء، ويعتقدون أنه كان شجاعاً، بينما في حقيقة الأمر أنه عندما جاء إلى طليطلة حاصر المسلمين فيها لمدة 3 سنوات، ومنع أن يدخل إليهم أحد أو يخرج منهم أحد، ولم يسمح كذلك بدخول الطعام إليهم، حتى ضاقت عليهم الدنيا، فسلمت هذه المدينة إلى ألفونسو ابن فرناندو».

  • بطرس وروبرت

استطرد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حديثه قائلاً: «بعد أن سلمت مدينة طليطلة إلى ألفونسو ابن فرناندو، وجدوا أن المسلمين لم يختاروا أن يسلكوا طريق المقاومة؛ وإنما كانوا يجتهدون لعرض ونشر فكرهم الإسلامي، فخاف أصحاب الديانات الأخرى لدرجة أن الخوف وصل إلى أوروبا، حيث خافت أوروبا أن يترك الناس المسيحية ويعتنقوا الإسلام، فظهر قائد الفكر المسيحي ضد الإسلام، الراهب بطرس، سنة 1142م، وكان رئيس دير كلوني الذي تأسس 910م في فرنسا، وهو أضخم دير، وكانوا يطلقون على هذا الرجل بطرس المبجل وبطرس المحترم وبطرس المكرم وبطرس الموقر، وكان الإسلام في هذا الوقت قوياً في مدينة طليطلة، فأراد المسيحيون أن يفعلوا شيئاً يكرّه المسيحين في الإسلام، فاتفق بطرس المكرم مع رجل إنجليزي يعمل في الفلك يدعى روبرت كيتون، على أن يدحض القرآن الكريم مقابل حصوله على المال، ووضعوا له 4 مترجمين لمساعدته على ذلك، فكانوا يترجمون له القرآن ترجمة واقعية وهو يضع تعليقاته المسيئة، وهذه الترجمات لم تخرج للطباعة والنشر إلا في عام 1162، حيث أقدمت مطبعة على طباعة هذه الترجمات؛ ففرضت عليها الحكومة في مدينة «بازل» في سويسرا عدم ذكر اسم المطبعة على النسخ المطبوعة، وخرجت هذه الطبعة عام 1162، أي بعد ترجمتها ب20 عاماً، وهذا المخطوط موجود في المكتبة الفرنسية، وقد اقتنيته من هناك، واطلعت على كل الترجمات؛ وترجمة إيطاليا لا تتضمن إساءة للإسلام؛ لأن إيطاليا كانت تتعامل مع الشرق ولها مصالح وتجارة مع الشرق».

  • المشروع الكبير

أضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «وقد قال بطرس المكرم في مذكراته: (وإنني سأنشر هذا الكتاب لأضاهي به اللاتينيين في الغرب)، وكان يقصد الإيطاليين، ما دفعني إلى عمل المشروع الكبير (المصحف المسجل) في عام 1979، فأتيت بترجمة القرآن الكريم للمترجم الباكستاني يوسف علي والمترجم الإنجليزي محمد مارمادوك بكتال، وأعطيت المتخصصين في الترجمة الإنجليزية ومعانيها ليعملوا عليها، واستأذنا أصحاب الحق في كتاب محمد مارمادوك بكتال، بتصحيح الأخطاء الموجودة في الكتاب وعددها 37 خطأ تقريباً، ولكنهم رفضوا تصحيح الأخطاء داخل الكتاب، وأذنوا لنا بأن نضع التصحيح بشكل منفرد مضاف إلى الكتاب».

وتابع سموه: «وأريد أن أنوه بأن ترجمة محمد مارمادوك بكتال أفضل من ترجمة يوسف علي، ومع ذلك فقد كتب محمد مارمادوك بكتال في مقدمة كتابه: (لا يكفي أن تقرأ ترجمتي، وإنني أدعوك أن تتعلم العربية لتتذوق هذا الأسلوب الراقي). وبعد أن أتينا بالترجمات وصححناها أتينا بمتخصص في تدريب الأصوات من هيئة الإذاعة البريطانية لتدريب شخص لدينا وهو مسلم إنجليزي، وتم التسجيل في شركة بالعاصمة اليونانية أثينا، وأهدينا هذا التسجيل إلى العديد من المناطق، خاصة التي كانت مستعمرات إنجليزية، وبالرغم من أن الأشرطة كان مكتوباً عليها (يهدى ولا يباع) فإن مجموعة من أصحاب المحلات سجلوا الأشرطة وباعوها بهدف التجارة، وعلمت الشركة اليونانية بهذا الأمر، وسألتنا لماذا تبيعون الأشرطة؟ فأوضحنا لها أننا لا علاقة لنا بهذا الأمر، وبعد ذلك وجدنا أن التسجيل انتشر في جميع أنحاء الأرض، وهذا هو مرادنا، ولكننا كن نريده أن يصل إلى الناس مجاناً».

  • تحقيق ترجمة كيتون

قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «أنا أحقق الآن الترجمة المسيئة للقرآن الكريم التي كتبها الفلكي الإنجليزي روبرت كيتون، والمشكلة التي أواجهها في هذا التحقيق أنني لا أستطيع ذكر الكلام الذي يقوله روبرت كيتون؛ فالكلام كله قذف في الإسلام وفي أشرف الخلق رسول الله سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، فلذلك أتحاشى أن أذكر أشياء كثيرة موجودة في كتاب روبرت كيتون باللغة الإنجليزية، وأود أن أنوه بأن ترجمة الكتاب باللغة الإيطالية لا علاقة لها بترجمة القرآن الكريم باللغة الإيطالية، فهما كتابان منفصلان لا علاقة لهما ببعض، علماً بأن ترجمة القرآن الكريم باللغة الإيطالية لا يوجد عليها غبار، وسأنجز هذا التحقيق قريباً بإذن الله، ويتميز هذا التحقيق بأسلوبه غير المعقد، والشائق الذي يروي العديد من المواقف التاريخية، وهذه الكتب تفيد القارئ في أن يعرف تاريخه ويعرف الأعداء أيضاً».

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه قائلاً: «نحن نقول لا بد أن لا ننسى.. نتسامح ولكن لا ننسى ما أصابنا».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا